رعب المخابرات الإسرائيلية من صفقة التسليح الروسية لمصر

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


خبراء وصفوا صاروخ S300 بـ«بعبع» الأسلحة الجوية فى العالم


يبدو أن عودة التقارب الروسى – المصرى، فى مجال التسليح، قد أعاد فتح بعض الملفات القديمة داخل دهاليز أجهزة المخابرات الإسرائيلية، فبعد أن ظنت إسرائيل أنه بسقوط الاتحاد السوفيتى مطلع تسعينيات القرن الماضى، انتهى كابوس ما يسمى السلاح الغامض بالنسبة للإسرائيليين.

وجاءت صفقات السلاح الروسية المتتالية التى تم تقديمها لمصر مؤخراً وبعدها لسوريا ومن أبرزها صواريخ s300، لتدق ناقوس الخطر داخل أروقة أجهزة المخابرات الإسرائيلية من جديد.

وذكرت صحيفة هاآرتس العبرية نصاً أنه مع مطلع سبعينيات القرن الماضى، وعندما حرص الاتحاد السوفيتى على إرسال خبرائه إلى مصر وسوريا للاستعداد لمواجهة عسكرية محتملة ضد إسرائيل، قامت وحدة جمع المعلومات الرئيسية «التى تعرف الآن بالوحدة 8200 المسئولة عن جمع المعلومات من داخل الدول العربية» بإنشاء قسم خاص يحمل اسم «مسراجا»، كان عمل هذا القسم يختص فقط بالتركيز على نشاط الروس فى مصر وسوريا عن طريق زرع أجهزة تنصت داخل بعض الأماكن الحيوية.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه على الرغم من التحسن الملحوظ الذى شهدته العلاقة بين تل أبيب وموسكو خلال الأعوام الماضية، إلا أن التواجد العسكرى الروسى فى المنطقة خاصة مع إرسال وفد روسى إلى سوريا مؤخراً، للتمهيد لإنشاء قاعدة عسكرية روسية هناك، سيلزم أجهزة المخابرات الإسرائيلية، ببذل المزيد من الجهد فى هذا الشأن على وجه التحديد، مستقبلاً بالطريقة التى تم خلالها التعامل مع الأمر خلال فترة السبعينيات.

وفى الوقت ذاته استعانت الصحيفة ببعض خبراء التسليح الإسرائيليين تزامناً مع زيارة الرئيس السيسى الأخيرة إلى موسكو، لتحليل مدى خطورة صواريخ S300 الروسية التى حصلت عليها مصر مؤخراً، ولماذا تمثل تهديداً حقيقياً على إسرائيل.

فى البداية أوضح عميد احتياط «إبراهام عسائيل» رئيس معهد «فيشر» للأبحاث الاستراتيجية أن هذه النوعية من الصواريخ تعد «بعبع الأسلحة الجوية بالعالم «وهى قادرة على اعتراض الصواريخ والطائرات المعادية، من على بُعد مئات الكيلومترات، وتمثل تهديداً مباشراً للسلاح الجوى الإسرائيلى، وأوضح أن وجود مثل هذه الصواريخ لن يمنع السلاح الجوى الإسرائيلى من مواصلة استعداداته، لكن فى حالة مواجهة هذه الصواريخ ستتزايد نسبة المخاطر والخسائر فى ذات الوقت.

فيما أكد «عوزى روبين» أحد مسئولى تطوير منظومة صواريخ «حيتس» الدفاعية الإسرائيلية، أن دخول مثل هذه الصواريخ للمنطقة، يمثل تهديداً حقيقياً للجيش الإسرائيلى، وسيؤدى إلى تغيير قواعد اللعبة بالكامل، وأوضح أن جميع الدول التى حصلت على طائرات أمريكية حديثة مثل السعودية وإسرائيل واعتمادهم على الطائرات وليس الصواريخ، كقوة رادعة سيجدون صعوبة فى تحقيق التفوق اللازم أمام منظومة الصواريخ الروسية.

باحث إسرائيلى آخر يدعى «يفتاح شابير» يعمل كمسئول فى معهد INSS،ورئيس البرنامج البحثى عن التوازن العسكرى بالشرق الأوسط، أوضح أن صواريخ S300 تتمتع بامتلاكها خمسة أنواع من ألأجهزة الاعتراضية، وبعض أنواع الرادار.

وأنواع مختلفة من القاذفات، ويكفى نشر أربع بطاريات منها لتوفير عدة صور من الحماية ضد العديد من التهديدات، وأشار قائلاً لكن حالة نشر إيران على سبيل المثال، أربع بطاريات من هذه الصواريخ، فلن يضمن لها هذا حماية البلاد بالكامل وبإمكانها فقط حماية منشآتها النووية وبعض مقار السلطة.

أما فى حالة عدم إصدار قرار بخوض الحرب مع إيران فلن تكون هناك مشكلة للجانب الإسرائيلى، ولكن فى حالة اقتراب هذه الصواريخ من الحدود الإسرائيلية، سيتمكن أصحابها من إسقاط الطائرات الإسرائيلية بسهولة وهى مازالت تحلق فوق سماء تل أبيب وحيفا.