آخرها سقوط الرافعة.. حوادث صبغت موسم الحج بـ"الأحمر"
تتخذ المملكة العربية السعودية الكثير من الإجراءات الوقائية لحماية حجاج بيت الله الحرام، إلا أن الحوادث أثناء موسم الحج على الرغم من تلك الإجراءات تخطف الأنظار، لأسباب عدة منها تدافع الحجيج، والإزدحام الكثيف، والحرائق.
وقبيل موسم الحج من كل عام، تسنفر السعودية، جميع التشكيلات الجوية والإنزال المظلي والجهود المختلفة للقطاعات الأمنية، المتمثلة في قوات أمن الحج، وقوات الطوارئ الخاصة، وقوات الأمن الخاصة، والقيادة العامة لطيران الأمن، والأحوال المدنية، والأمن العام، والدفاع المدني، والجوازات، والمجاهدين، والشرطة، والمرور، والدوريات الأمنية، وأمن الطرق، والأدلة الجنائية، لحماية الحجاج من أي مخاطر أمنية.
كما تهيئ كافة الخدمات الطبية وخدمات وزارة الصحة، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، وغيرها من المستوصفات والمشافي والكوادر الطبية وذلك للسهر على راحة وصحة الحجاج.
ولكن ورغم كل تلك الإستعدادات، تحدث أحياناً حوادث عنوانها "القضاء والقدر"، بسبب هفوة هنا أو هناك، أو ضعف بعض البنى التحتية في العاصمة المقدسة.
وقد ألقى حادث سقوط رافعة فوق مسعى الحرم المكي والذي أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بظلاله، على سلسلة من الحوادث المؤلمة التي شهدها موسم الحج خلال السنوات الماضية، والتي سنقوم هنا باستعراضها أبرزها:
في العام 1975 أسفر حريق ضخم شب في مخيمات للحجاج قرب مكة المكرمة عن مقتل 200 شخص، ووقع الحريق إثر انفجار اسطوانة غاز وأنتشر بسرعة إلى خيام الحجاج.
وفي العام 1990 وقع تدافع كبير داخل نفق منى إلى الجنوب من مكة بعدما توقف على الأرجح نظام التهوية عن العمل، وأسفر الأمر عن مقتل 1426 حاجاً معظمهم من الآسيويين مات معظمهم اختناقا، كما قتل في العام 1994 270 حاجاً دهساً بالأقدام بعد تدافع حصل أثناء رمي الجمرات، وقالت السلطات السعودية أنذاك أن السبب هو "الإزدحام".
وفي العام 1995 قتل ثلاثة أشخاص وجرح 99 آخرون في حريق نشب في مخيم للحجاج في منى، كما تسبب حريق وقع في العام 1997 نجم عن سخانة تعمل بالغاز في نشوب حريق هائل، أتى على مخيم الحجاج في وادي منى بالقرب من مكة، ما أدى إلى مقتل 343 حاجا وجرح أكثر من 1500 آخرين.
كما شهد موسم الحج في العام 1998 مقتل أكثر من 118 حاجاً أثناء عملية تدافع في منى على بعد عشرة كيلومترات شرق مكة، في الوقت الذي كان فيه الحجاج يقومون برمي الجمرات.
كذلك خيمت حوادث التدافع على موسم العام 2001، حيث قتل 35 حاجاً وهم 23 امرأة و12 رجلاً، خلال تدافع حصل أثناء أداء مشعر رمي الجمرات في وادي منى بالقرب من مكة المكرمة، وأصيب حجاج آخرون لم يحدد عددهم بجروح طفيفة.
لكن الفاجعة الكبرى ضمن سلسلة حوادث التدافع وقعت في العام 2004، عندما لقي 244 حاجاً مصرعهم في اليوم الأول من رمي الجمرات، خلال تدافع حصل في وادي منى قرب مكة المكرمة أثناء مشعر رمي الجمرات.
وقتل نحو 76 شخصاً في العام 2006، وذلك في انهيار فندق بمكة المكرمة حيث كان يقيم حجاج استعدادا لأداء مناسك الحج، كما شهد العام نفسه مقتل 345 شخصا إضافة إلى 289 جريحاً بسبب تدافع الحجاج قرب جسر الجمرات.
وبعيداً عن حوادث التدافع، فقد توفي 48 شخصاً في العام 2009 بفعل السيول والفيضانات جراء هطول الأمطار الغزيرة في مكة المكرمة.