خبراء: زيارة "نتينياهو إلى بريطانيا" هدفها اعاقة المشروع "النووي البريطاني"

 

 

 

فى حراك شعبى، قامت مجموعات من المواطنين البريطانيين بتحرير مجموعة التماسات

ناهزت 108 الف حتى الآن تطالب فيها الحكومة البريطانية بعدم استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلى بينامين نتينياهو و توقيفه حال وصوله إلى الآراضى البريطانية وذلك خلال زيارته الرسمية المقررة اليوم بناء على دعوة المملكة المتحدة ، باعتباره مجرم حرب.

 

 

وتثار أسئلة حول أسباب زيارة نتينياهو إلى المملكة المتحدة فى هذا التوقيت الحرج بالنسبة للملفات المطروحة والتى تمثل اهتماما خاصا لدى دولة الاحتلال الإسرائيلى وعلى رأسها الجهود المحمودة التى تبذلها السلطة الفلسطينية لمقاضاة المسئولين الإسرائليين فى المحكمة الجنائية الدولية ، علاوة على التوقيع على البرنامج النووى الإيرانى الذى يثار بشأنه جدل واسع النطاق ويبدو أن اوباما نجح فى تمريره مما ازعج نتينياهو.

 

 

الموقف القانونى

 

على المستوى القانونى قال المستشار الدكتور مساعد عبد العاطى أستاذ القانون الدولى أن التشريعات الوطنية البريطانية الآن تختلف عن تلك التشريعات وقت زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبى ليفنى ، حيث كانت هناك دعوات قضائية لتوقيفها حال وصولها إلى المملكة المتحدة.

 

 

على خلفية اتهامها بارتكاب جرائم حرب ولكن تم ترحيلها سريعا بقرار سيادى ، موضحا أنه بعد هذه الواقعة قامت السلطات التشريعية البريطانية باضافة شروط تعجيزية لتلك القوانين التى تجيز القاء القبض على المتهمين بارتكاب جرائم حرب.

 

 

كما أوضح الدكتور عبد العاطى أن الحكومة البريطانية اصدرت بيانا اكدت خلاله على أن رئيس الوزراء الإسرائيلى متمتع بحصانة دبلوماسية، ومن ثم لا يمكن ايقافه ، مشيرا إلى أن ذلك غير منطبق على الوفد المرافق الا إذا تم التقدم بطلب إلى الحكومة البريطانية لكى يتمتع الوفد المرافق بنفس الحصانات.

 

 

 

اسباب زيارة نتنياهو

 

من جانب آخر قال الدكتور بركات الفرا السفير الفلسطينى السابق لدى القاهرة أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتينياهو ارتكب جرائم حرب فى حق الشعب الفلسطينى ولذلك فلديه مخاوف متنامية من سعى السلطة الفلسطينية الجاد فى مقاضاة إسرائيل فى المحكمة الجنائية الدولية ، موضحا أن هذا قد يكون أحد أهداف زيارة نتينياهو إلى المملكة المتحدة كمحاولة لدعم دولى لموقفه ، كما أوضح أن تاريخ نتينياهو بات حالك الظلام بسبب سياساته العدوانية فى حق الدولة والشعب الفلسطينى لذا هو يبذل جهودا لتبييض وجهه الأسود.

 

 

وأشار الفرا، إلى أن نتينياهو يحاول اعاقة الاتفاق على البرنامج النووى الإيرانى عبر التنسيق مع بريطانيا ، كما أشار إلى أن هناك جهود حثيثة يبذلها نتينياهو لاعاقة هذا الاتفاق عبر اللوبى الصهيونى فى الكونجرس الأمريكي.

 

 

 

التواطؤ البريطاني

 

سياسيا وصف المحلل السياسى الفلسطينى وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور أسامة شعث الموقف البريطانى بالمتواطئ مع دولة الاحتلال الإسرائيلى ، وذلك نظرا للسجل الاجرامى الطويل لنتنياهو الذى يتجسد فى ابشع صوره فى دعمه غير المحدود لاجرام المستوطنين الصهيونيين الذين اقترفوا ابشع الجرائم الإنسانية كان أبرزها قتل رضيع فلسطينى حرقا.

 

 

هذا بخلاف مسئوليته فى تآكل الآراضى الفلسطينية من خلال اعطاء أذونات لبناء مزيد من المستطونات غير الشرعية فى القدس والضفة الغربية ، علاوة على مسئوليته المباشرة فى اتخاذ قرارات بشن هجمات عسكرية على قطاع غزة .

 

 

وأشاد شعث بدور الحراك الشعبى البريطانى والذى تمثل فى التوقيع على مذكرات توقيف فى حق نتينياهو حال وصوله إلى الآراضى البريطانية ، مؤكدا أن بريطانيا موقعة على اتفاقية روما ، ومن ثم فيجب على بريطانيا أن تقوم باعتقال نتينياهو ، كما يجب عليها توفيق قوانيها الخاصة مع مبادئ القانون الدولى ، كما اكد على الجهود الحثيثة التى تبذلها السلطة الفلسطينية فى وضع المجتمع الدولى أمام مسئولياته القانونية من خلال إعداد اكثر من ملف لتوثيق الجرائم الإسرائيلية والتوجه الجاد إلى المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة دولة الاحتلال الإسرائيلي.

 

 

 

الاتفاق النووى الإيرانى

 

قال الدكتور خالد عبد اللطيف أستاذ الأدب العبرى بكلية لغات وترجمة جامعة الأزهر أن الاتفاق على البرنامج النووى الإيرانى يشغل أهم أولويات نتنياهو على جدول زيارته للمملكة المتحدة خاصا مع امكانية عدم حسم تلك المعركة من خلال أعضاء الحزب الجمهورى فى الكونجرس ، موضحا أن ذلك دفع نتنياهو للتنسيق مع بريطانيا كمحاولة لاعادة طرح الموضوع للنقاش من خلال مسار آخر.

 

 

كما أوضح الدكتور عبد اللطيف أن نتنياهو ينظر إلى الحراك الدولى خاصا الأوروبى بعين القلق وذلك نظرا لوجود بعض المؤشرات تزداد وضوحا حول التوافق على الحل السياسى للأزمة السورية على خلفية مخرجات جنيف ومقترحات ستيفان دى ميستورا الذى صدر بشأن اعتمادها قرار من مجلس الأمن ، مما دفع نتنياهو إلى محاولة التدخل عبر التنسيق مع المملكة المتحدة من اجل اعاقة هذا المسار لضمان استمرار تردى الأوضاع فى سوريا.

 

 

وأكد الدكتور عبد اللطيف أن نتنياهو يريد أن يكون له دور فى صياغة الملفات الدولية المتعلقة بالإرهاب وذلك لتوظيف ذلك ضد القضية الفلسطينية .