بعد محاولات "أوباما" لاسترضاء "خادم الحرمين".. تفاصيل شراكة القرن بين القاهرة والرياض

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

اختتم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمس الأحد زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، بتجديد إشادته بـ"العلاقات التاريخية والاستراتيجية" بين الرياض وواشنطن. وقال في برقية شكر إلى الرئيس باراك أوباما إنها (العلاقات) تشهد منذ تأسيسها العام 1945 "مزيداً من التطور في المجالات كافة".

وأكد الملك سلمان للرئيس الأميركي، أن «المحادثات التي عقدناها، ولا سيما ما يتعلق منها بالشراكة الاستراتيجية الجديدة للقرن الـ21 بين بلدينا ستُسهم إن شاء الله في تعميق هذه العلاقات ومتانتها، وفي تعزيز أواصر التعاون المشترك»، وفقا لما ذكرته الحياة اللندنية. 

فى البداية قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية، إن ذهاب الدبلوماسية والعسكرية السعودية مؤخرا في اتجاه روسيا، حيث زار وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان العاصمة الروسية منذ أسابيع، يعد جزءا من المناورة التى أدارتها المملكة للضغط على واشنطن، والتلويح باستبداها بموسكو.

وأضاف رئيس وحدة الدراسات الاستراتيجية بمركز بحوث الشرق الأوسط، إن ولى ولى عهد المملكة التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكان التعاون الاقتصادي بين الجانبين ضمن جدول أعمال الزيارة، لكن الرئيس الروسي كان مهتما بأمر آخر يشكل أهمية خاصة بالنسبة له وهو قضية مكافحة الإرهابيين السنة التي تجسدها تنظيمات "داعش والقاعدة وجبهة النصرة".

وأكد خبير السياسة الدولية أن  بوتين قال لضيوفه السعوديين إن مكافحة هذه التنظيمات لها أولوية قصوى بالنسبة لموسكو، فى إشارة إلى أن موسكو لهذا السبب ستستمر في التعاون مع إيران ومع الحكومة السورية وباقى الكيانات الشيعية، وستظل تدعمها فى التصدى للإرهاب السنى المتأسلم.

لافتا إلى أن ذلك يدفع السعودية فى إتجاه إستعادة وتقوية علاقاتها مع أمريكا، بهدف الضغط على نظام بشار الأسد من ناحية، وإيجاد حل للأزمة اليمنية التى تفاقمت بعد إستشهاد الجنود السعوديين والإماراتيين من ناحية أخرى.

موضحا أن الرياض ربما تقدم تنازلات فيما يتعلق بمصير الأسد مقابل الإتيان بنظام حاكم لليمن، موالى للسعودية، متوقعا أن يكون ذلك على رأس قائمة بنود ااتفاقية الشراكة السياسية بين البلدين.

 ومن جانبه قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، إن ما يحدث من محاولات لتقريب وجهات النظر بين السعودية وروسيا، لايتعارض مع العلاقات الأمريكية السعودية، لأنها الأقوى والأرسخ و الأعرق، موضحا أن كلا من واشنطن وموسكو تضعان ملف مكافحة الجهاديين في صدارة أولوياتهما.


وأضاف أستاذ العلاقات الدولية أرى أن واشنطن لا تمانع أن تنشط موسكو في الشأن السوري، أو تتواصل  مع طهران بشأن دورها في العراق ونشاطها في لبنان، موضحا أن مصلحة جميع هذه الأطراف  تكمن في تحقيق النصر على تنظيم "داعش"، وهو ما يوحد روسيا والولايات المتحدة.

مؤكدا أن هذا الاهتمام المتزايد من قبل موسكو وواشنطن بشأن مكافحة إرهاب المتطرفين السنة يصب في مصلحة الرئيس السوري بشار الأسد، ومن هنا يتضح أن الأسد نفسه غير قلق بشأن الموقف الأمريكي، بينما يزداد قلقه من تنامي قوة الجهاديين في بلاده.

وأشار عودة إلى أن أوباما لدى  استقباله للعاهل السعودي في البيت الأبيض أكد  أن بلاده تتفهم قلق دول الخليج، خصوصا قلق السعودية فيما يخص التطورات في اليمن، وأيضا العلاقات الأمريكية مع إيران، حيث تتهم السعودية حكومة طهران بالسعي لتوسيع نفوذها في  اليمن لمحاصرة المملكة، عبر تحريض ودعم الحوثيين.

مضيفا أن الرياض تخشى أيضا من أن يساهم الاتفاق النووي بين القوى الغربية الكبرى وطهران في تشجيع إيران لمواصلة سعيها من أجل توسيع نفوذها في  المنطقة، على اعتبار أن  أزمة اليمن حلقة في سلسلة طويلة للتوسع والتغول الإيرانى فى شبه الجزيرة العربية، تمتد في العراق وسوريا ولبنان.