مى سمير تكتب: دونالد ترامب مرشح الفضائح فى انتخابات أمريكا

بدأت حملته الانتخابية لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، كدعابة وخبر هزلى سخرت منه كل وسائل الإعلام الأمريكية، ولكن بمرور الوقت تحول رجل الأعمال والترفيه، دونالد ترامب إلى واحد من أهم المرشحين مع زيادة احتمالات وصوله للبيت الأبيض فى 2016، رغم سخرية الإعلام من لون شعره الغريب وتسريحته المختلفة.

ورغم ذلك ارتفعت شعبية ترامب الذى يسعى ليكون مرشح الحزب الجمهورى، بينما تعانى مرشحة الحزب الديمقراطى، هيلارى كلينتون، من سلسلة فضائح مرتبطة بفترة عملها كوزيرة للخارجية ومنها استخدامها الإيميل الخاص بها فى استقبال وإرسال الرسائل الخاصة بعملها فى انتهاك صريح لبروتوكول العمل الرسمى.

على الناحية الأخرى فشل الحزب الجمهورى فى تقديم مرشح قادر على لفت الانتباه بما فى ذلك جيب بوش المشغول بالتنصل من ميراث والده بوش وشقيقه جورج.

فى 16 يونيو الماضى، أعلن ترامب رسمياً ترشحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية، من ناطحة سحاب تحمل اسمه فى نيويورك، وكشف عن شعار حملته الانتخابية «معا سنجعل دولتنا عظيمة من جديد» وتعهد بأن يكون أعظم رئيس خلقه الله على الأرض منذ بدء التاريخ، ولكن تعرض فى البداية للسخرية الشديدة من قبل المحللين السياسيين، ثم تسبب وصفه المهاجرين من أمريكا اللاتينية بتجار المخدرات والمغتصبين، فى فسخ محطة «إن بى سى» عقدها معه وتعرضه لهجوم كبير من قبل وسائل الإعلام التى وصفته بالعنصرية، وانتقاد من النجوم ذوى الأصول اللاتينية مثل شاكيرا ومريكا فاريرا.

ورغم حالة الجدل المثارة حوله إلا أن الاستفتاءات الأولية تؤكد تقدمه الكبير عن بقية مرشحى الحزب الجمهورى، وعلى كلينتون نفسها.

واشتهر ترامب بتأييده للعديد من رؤساء الولايات المتحدة، حيث كان من أكبر داعمى ميت رومنى، المرشح الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية السابقة، واشتهر بدعمه الكبير للرئيس الأمريكى الراحل رونالد ريجان.

وشهدت العلاقة بين ترامب والرئيس الأمريكى باراك أوباما، توتراً كثيراً بسبب مطالبته أوباما بنشر شهادة ميلاده لإثبات أنه مواطن أمريكى، وعندما رد البيت الأبيض بنشر الشهادة شكك ترامب فى صحتها، وشكك أيضاً فى حصول أوباما على الدرجات الكافية التى تؤهله للالتحاق بكلية الحقوق جامعة هارفارد.

يعد ترامب من أكبر مؤيدى إسرائيل، ويتمتع بشعبية كبيرة فيها إلى درجة أن بعض الشركات الإسرائيلية تضع صورته على منتجاتها، وسجل ترامب فيديو لتأييدرئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، أثناء الانتخابات الإسرائيلية التى جرت فى 2013، قال فيه :«رئيس وزراء قوى يعنى إسرائيل قوية».

وفى 2015 كرمت الجالية اليهودية فى أمريكا ترامب وأعطته جائزة الحرية اعترافا بدوره فى دعم تل أبيب وتقوية العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية، وخلال الاحتفال قال ترامب: «لدى الكثير من الأصدقاء فى إسرائيل»، أما ابنته الكبرى إيفانكا فاعتنقت اليهودية منذ عدة أعوام.

ولد ترامب 1946 فى عائلة ثرية وكان والده يملك شركة عقارات فى نيويورك ولديه 4 أشقاء، فريد الذى توفى منذ عدة سنوات وروبرت، وشقيقتين إليزابيث ومارين التى تعمل كقاضية فى المحكمة الفيدرالية.

فى عام 1977 بدأ ترامب سلسلة من العلاقات الرسمية وغير الشرعية جوان عالى حيث تزوج من عارضة الأزياء إيفانا وأنجب منها 3 أبناء هم دونالد، إيفانكا وإريك، لكن الزواج تحطم بعد انتشار أخبار علاقته الغرامية السرية مع الممثلة النصف مشهورة مارلا مابليز.

وبعد الطلاق لم يتزوج ترامب من عشيقته مارلا ولكنه دخل فى علاقة خاطفة مع عارضة الأزياء الإيطالية كارلا برونى التى أصبحت فيما بعد زوجة الرئيس الفرنسى، نيكولا ساركوزى، وسرعان ما عاد إلى مارلا وتزوجها فى عام 1993 لتنجب له ابنته تيفانى.

وبعد 6 سنوات من زواج مضطرب انفصل ترامب عن مارلا وارتبط بعارضة الأزياء ميلانيا السلوفينية، ولم يتزوج منها إلا فى 2005 فى حفل زفاف أسطورى بقصره فى فلوريدا، حيث ارتدت ميلانيا فستانا من بيت أزياء كريستيان ديور وصل ثمنه إلى 200 ألف دولار، والطريف أن هيلارى وبيل كيلنتون حضرا الزفاف ضمن العديد من مشاهير السياسة، وأنجبت ميلانيا التى تصغر ترامب بـ25 سنة أصغر أبناء الملياردير الأمريكى والذى اسماه بارون ويليام.

فى 2011 نشر ترامب كتاب «حان وقت التصرف بقوة وجعل أمريكا رقم واحد من جديد» تمهيداً للترشح لانتخابات الرئاسة فى 2012، ولكنه تراجع وفضل الانتظار للدورة القادمة.

ونشر ترامب فى الكتاب حجم ثروته التى تصل لـ7 مليارات دولار منها 250 مليون دولار نقداً، بينما قدرت مجلة فوربس ثروته بـ4 مليارات دولار فقط، لكن ترامب رد على المجلة ببيان أشار فيه إلى أن حجم ثروته نحو 9 مليارات دولار.

وفى يونيو 2015، أصدرت الجهات التنظيمية للانتخابات الرئاسية الأمريكية تقريراً حول ثروات المرشحين، أشار إلى أن ثروة ترامب لا تتجاوز 1.4 مليار دولار. لم يحقق ترامب ثروته من خلال العمل فى مجال العقارات والمقاولات ولكن بفضل عمله فى التليفزيون وعالم الترفيه، حيث اشتهر منذ عام 2003 بتقديم برنامج الواقع (المتدرب) وهو أحد أشهر البرامج فى العالم وأصبحت العبارة التى يقولها ترامب لكل متسابق يخرج فى نهاية الحلقة «أنت مطرود» أشهر عبارات عالم برامج الواقع، وبلغ حجم راتب ترامب الذى حصل عليه على مدار 14 عاماً من تقديم البرنامج 214 مليون دولار. وارتبط اسم ترامب منذ عام 1996 بمسابقة ملكة جمال الكون ومسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اشترى حقوق تنظيم هذه المسابقات وأصبح الوجه الرسمى لها.