عبد الحفيظ سعد يكتب: التنظيم الدولى ينتصر لأيمن نور على السلفى الكويتى فى صفقة «الشرق»

مقالات الرأي



المطيرى عرض 4 ملايين دولار وإبراهيم منير حسمها لليبرالى المقنع

كعادة أيمن نور، سياسى مراوغ يجيد لعب كل الأدوار، يتحسس الثغرات لينفذ إليها بغية العودة للمشهد مرة أخرى، فى ظل إدمانه المستمر فى السلطة والشهرة والمال، هكذا أطل أيمن نور مرة أخرى عبر بوابة قناة الشرق الإخوانية، بعد أن حصل عليها فى صفقة غريبة، بمباركة للتنظيم الدولى للإخوان المالك الحقيقى لهذه القناة التى تبث من العاصمة العثمانية القديمة إسطنبول لتعيد القناة وجودها بعد مشاكلها المالية المصطنعة على يد نور، المعارض الليبرالى، هكذا يسوق نفسه فى الغرب.

تفاصيل حصول نور على صفقة القناة مثيرة، بعد أن واجهت القناة الإخوانية عثرات مالية ومشاكل إدارية ولم ينجح باسم خفاجى إحدى الأوراق الإخوانية فى إدارة القناة التى ظهرت مع ثورة 25 يناير، وطرح كمرشح إخوانى بديل فى حال تمكن مرشح إخوانى رسمى للرئاسة فى بداية عام 2012، وتحول خفاجى بعد 30 يونيو لورقة يلعب بها الإخوان، وتحديدا التنظيم الدولى، بعد أن اعتمد عليه كواجهة للقناة الإخوانية فى تركيا.

لكن خفاجى لم يعد ورقة تصلح للإخوان بعد أن استنفدت أغراضه وقطعت عنه أموال التنظيم فى تمويل القناة. وبدأت تلاحقها الأزمات المالية، ما دفعه لأن يطرح القناة للبيع منذ فترة، وتقدم أحد قادة الحركة السلفية فى الخليج لشراء القناة، وهو الكويتى حاتم عبيسان الحميدى المطيري  51 عامًا، المطيرى أحد الشخصيات السلفية ذات العلاقة القوية بالإخوان فى الخليج ، بل إنه أحد أركان السلفية فى الخليج، يعرف نفسه بأنه «أستاذ التفسير والحديث وناشط سياسى»، كما أنه رئيس حزب الأمة الكويتية، وهو حزب سلفى، صاحب نفوذ فى الكويت، والأمين العام للحركة السلفية بالكويت، التى تعد جزءًا من شبكة العلاقات السرية للسلفية فى الخليج، وهى حركة نفوذها واسع فى بلاد نفطية غنية، انكمش نفوذها خلال العامين الماضيين، لكنه عاد بقوة بعد حرب اليمن، فى مواجهة نفوذ الحوثى.

لكن الإخوان لم يقبلوا العرض السلفى السخى من المطيرى، لقناة تراكمت عليها الديون، ليظهر أيمن نور فى الصورة، ويقدم عرضًا لا يقل عما عرضه المطيرى، وقدم عرضا بأن يدفع ديون القناة من أجور مذيعين وفنيين والتى وصلت إلى 250 ألف دولار، بالإضافة إلى 4 ملايين أخرى دفعت إلى المالك «الصوري» باسم خفاجى، على أن يتنازل عن المبنى الذى تقدم فيه القناة ويضم أربعة أدوار فى اسطنبول، رغم أن أيمن نور قبلها بأيام دافع عن نفسه، عند فتح الحديث عن أمواله وأنه يعيش فى لبنان فى قصر، بأنه يعانى من أزمة مالية وأن يسكن فى بيروت بالإيجار.

لذلك ظهور أيمن نور فى صفقة قناة الشرق، يعد جزءًا من اللعبة التى يسعى إليها الآن التنظيم الدولى للإخوان من أجل تجميع أكبر قدر من المعارضين الليبراليين، بعد أن فشلت مشروعاتهم الإعلامية فى تركيا سواء كانت قناة الشرق أو قناة «مكملين» أو «رابعة» أو «مصر الآن» فى أن تؤدى أى دور.

ومن هنا بدأ استخدام ورقة أيمن نور، كورقة جديدة بدلا من باسم خفاجى، وذلك فى إطار مرحلة جديدة يفكر فيها التنظيم الدولى للإخوان فى التعامل مع أزمة تنظيم الإخوان، وهى السعى لمحاولة توسيع التحالفات مع المعارضة المصرية ومحاولة تصدير أسماء أخرى، بعد أن حرقت قياداتهم، لإدراك الإخوان أن طرح أسماء منهم خلال الفترة المقبلة صعب ولن يحظى بأى مصداقية، حتى فى حالة دخولهم فى مصالحة سياسية، سيشترط على الإخوان أن يوقفوا المعارضة وينكمشوا فى دور الدعوة، ومن هنا بدأ التفكير فى طرح أسماء غير إخوانية فى المرحلة المقبلة تقوم بأدوار للإخوان، وتوصل رسائلهم، وهو الدور الذى قبل به أيمن نور، خاصة أنه يسعى أن يعود للأضواء مرة أخرى، خاصة بعد أن فقد دوره كمعارض، خصوصًا بعد أن حل محمد البرادعى فى المشهد السياسى منذ عودته قبل ثورة 25 يناير، وخرج بعدها أيمن نور من المشهد، وهو سر تقاربه من الإخوان وبعده عن التحالف مع جبهة الإنقاذ، لإدراكه أن دوره لن يظهر فى ظل وجود البرادعى وحمدين صباحى، لتعود إليه الفرصة مرة أخرى ليلعب دور المعارض، لكن هذه المرة كواجهة للإخوان، سواء بشكل سياسى أو مالى.