د. رشا سمير تكتب : وزير التكميم.. ووزير الترميم.. ووزير التعليم!
فى تاريخ الأوطان، هناك ثلاثة أنواع من المسئولين.. مسئول ناجح وهذا يجب أن نُصفق له.. ومسئول مجتهد وهذا يجب أن نساعده.. ومسئول مرتبك وهذا يجب إقالته فورا دون تباطؤ..
فحين يصل وزير الثقافة فى افتتاح مهرجان الموسيقى والغناء بالقلعة متأخرا عن موعده بنصف ساعة فى حين يصل سفير ألمانيا فى الموعد المحدد بالثانية، ثم يُلقى الوزير كلمات واهنة ركيكة تتسم بالتلعثم الواضح.. هنا يجب أن تقف الحكومة دقيقة حداداً من القلب على وفاة وزارة الثقافة!..
لن أتحدث عن مقصلة الكفاءات التى وضع د. النبوى كل رءوس أكفاء الوزارة تحتها.. ولن أتحدث عن المظهر المهترئ والأحاديث المتخبطة الركيكة للوزير، ولكننى سأتخطى كل ذلك وأصل مباشرة إلى لُب الموضوع..
ماذا فعل الوزير الأزهرى للثقافة؟ لا شىء!..
إنه يحارب الجميع ويقضى على كل إنجازات الوزارة متشبثا بالكرسى..
وهنا يداهمنى السؤال الصعب: من اختاره لهذا المنصب؟ ومن تحرى عنه؟ هل هى سقطة من الدولة؟ ولو كانت سقطة، لماذا لا يتم إصلاحها؟ ولو كان الوقت الآن غير مناسب، فمتى هو الوقت المناسب؟.. بعد خراب مالطة!.
لقد تحولت الوزارة إلى مجموعة مقاعد يشغلها أشخاص غير مناسبين، غير قادرين، غير المثقفين.. لقد تهاوى دور الثقافة بعد أن كانت مصر يوما مهدا للثقافة والمبدعين..
إن المثقفين يدعون من جديد إلى وقفة احتجاجية لإقالة الوزير.. هل سيعيد التاريخ نفسه أم ستتدخل الحكومة قبل فوات الأوان؟!..
أطلق السيد وزير الآثار حملة لجمع تبرعات تصل قيمتها إلى مبلغ «15. 8 مليون استرليني» قبل يوم 28 أغسطس الحالي! وذلك فى محاولة لمد مهلة بيع تمثال (سخم كا) حتى مارس 2016 والإبقاء على التمثال ببريطانيا.
بعد أن خرجت شائعات تؤكد أن قطر هى الدولة التى تخطط كالعادة لشراء التمثال!.
هل هذا هو الحل؟ لماذا تأخر الوزير فى تقديم سند ملكية التمثال؟ ولماذا تباطأ فى تحريك دعوى قضائية دولية ضد المتحف الذى قام بعرض التمثال للبيع؟.
وماذا حدث لقناع توت عنخ آمون الذى تم لصقه بمادة الإيبوكس وسط ذهول العالم الغربى وصمت الأثاريين؟ إنه خطأ تلاه أخطاء.. وتراخ تبعه فشل..
أعرف أن وزير الآثار رجل دمث الخلق ومحترم، إلا أننى أرى أن طريقة اللوتارية فى استعادة التمثال طريقة ساذجة وليست حلاً قاطعاً.
إن الوزارة تٌحارب لاستعادة رأس نفرتيتى وتمثال سخم كا، فى حين أن الآثار تتوجع فى مصر! فما أكثر التماثيل التى يتم تهريبها كل يوم، والتى تتكدس فى بدروم المتحف المصرى؟ وماذا عن المعابد التى ضربتها يد الإهمال فى الأقصر؟ وماذا عن قصر محمد على باشا الذى تصدع؟ وماذا عن شارع المعز الذى خرب؟ وماذا عن قصر البارون الذى يؤجر لإقامة الأفراح؟!.. .
سيدى الوزير.. الآثار على قفا من يشيل.. . بس المٌهم نلاقى اللى يشيل!.
وأخيرا.. السؤال الصعب: هل تركت مريم أوراقها خالية واستحقت الصفر؟ أم أن هناك تزويراً متعمداً من المسئولين بالوزارة فرسبت الفتاة واستحقوا همُ الصفر؟.
الحقيقة أن الصفر هو التقييم الحقيقى للأخلاق فى مصر.. فكم منا يستحق الصفر؟!
قصة مريم مأساة لها ألف وجه، لأنها قصة تتكرر كل يوم، قصة طلبة لا يستحقون ويتفوقون، وآخرون يُظلمون بسبب فساد.. إن منظومة التعليم فى مصر منظومة فاشلة، لم يأت وزير تربية وتعليم واحد وقرر أن يستعدلها..
إن لم يستقل وزير التعليم لإحساسه بالفشل فى كتابة حرف واحد فى منظومة التعليم، فيجب أن يُقال فورا لتغاضيه وتقاعسه..
صفر مريم هو صفر لأجيال متعاقبة لن تتعلم سوى القهر والظلم ولن تطرح إلا عجزا وفشلا.. التعليم يا سادة هو الحل.
فشل الوزراء ليس نهاية الدولة، ولكنه مجرد بداية لتنحية المتقاعسين ودعوة آخرين لاستكمال الطريق.. . فارحلوا أرجوكم..
مصر ليست عاقرا، فمصر رحم خصب قادر على إنجاب المتميزين.. ومثلما خرج من رحمها علماء وزعماء وفنانين أبهروا العالم.. من المؤكد أننا سنجد من بين أهلها وزير قادر على إحداث طفرة..
اللهم ارزقنا يارب العالمين ولا تحرمنا.. آمين.