نصار عبدالله يكتب: شعراء من أسيوط «1ـ 2»

مقالات الرأي




مازال الدكتور رجائى الطحلاوى الرئيس الأسبق لجامعة أسيوط التى كانت فيما مضى تضم فروعا لها فى المنيا وسوهاج وقنا وأسوان، قبل أن تنمو تلك الفروع ويتحول كل منها إلى جامعة مستقلة،...مازال الدكتور الطحلاوى الرئيس الأسبق لتلك الجامعة الأم، وأقصد بالأم هنا أنها أم لمجموعة من جامعات الجنوب، من بينها جامعة سوهاج التى ينتمى إليها حاليا كاتب هذه السطور والتى ظلت حتى وقت قريب فرعا من فروع جامعة أسيوط !!....والدكتور الطحلاوى بالإضافة إلى كونه رئيسا سابقا للجامعة الأم فى الفترة «1991ـ 1996»، فقد أصبح بعد ذلك وعلى مدى سنوات ثلاث محافظا للمحافظة الأم: «أسيوط «، وأقصد بالأم فى هذه المرة أنها المحافظة التى ولدت شخصيا فى أحضانها، وقضيت فى ربوعها سنوات طفولتى وصباى، قبل أن أنتقل فى مطلع شبابى إلى القاهرة لأدرس فى جامعتها، ثم لأعمل بعد ذلك فى إدارة البحوث الاقتصادية بالبنك المركزى بها، قبل أن أعود أدراجى إلى جامعة أسيوط لكى أعمل بجامعتها فى أحد فروعها القريبة جدا من مسقط رأسى! وكان ذلك الفرع هو فرع سوهاج التى شاء لى قدرى أن تكون هى مستقرى منذ عام 1978إلى الآن !!..أعود بعد هذا الاستطراد إلى الدكتور الطحلاوى الذى انشغل انشغالا كبيرا رغم كونه أستاذا بكلية الهندسة، انشغل ومازال منشغلا إلى الآن بتوثيق كل ما يتعلق بالمحافظة : بدءا من تاريخها، مرورا بأعلامها من قادة وزعماء سياسيين ومناضلين وعلماء ومبدعين ورياضيين وأولياء الله الصالحين، هكذا صدر له كتاب : وداعا بخيت فراج « عام 1997 بمناسبة رحيل الفنان التشكيلى المبدع والأب الروحى لحركة الإبداع الفنى فى أسيوط، أعقبه إصداره لموسوعة «أعلام أسيوط « فى خمسة أجزاء متتالية أولها فى 1999 وثانيها فى 2010، والثالث والرابع فى عام 2011والخامس فى عام 2013 وهو يعتزم حاليا إصدارها فى مجلد واحد، وإن كنت أتمنى أن يتوخى سيادته فيه مزيدا من التدقيق والتوثيق الذى يمكن الإطمئنان إليه، تلافيا لبعض الأخطاء، وتداركا لبعض أوجه النقص التى انطوت عليها الطبعات السابقة والتى أشرت إلى أمثلة لها حينما تحدثت فى مقالات نشرت فى حينها، وبالإضافة إلى تلك الموسوعة الضافية فقد صدر له عام 2011 كتاب عن السلطان الفرغل الذى يقام له مولد شهير فى مدينة أبى تيج كذلك كما صدر له كتاب عن الإمام جلال الدين السيوطى: وصدر له عام 2011كتاب عن «محمد محمود إبراهيم رائد التعدين فى مصر ابن قرية المحمديات الذى ولد فى نهاية القرن التاسع عشر لكنه ساهم على امتداد حياته «توفى عام 1981» فى تأسيس وتوطيد أركان علم الجيولوجيا كما يرجع إليه الفضل فى عدد من الاكتشافات، فهو مكتشف الكروميت، وهو أول من قام باستخراج الفحم كما أصدر الدكتور الطحلاوى عام 2014 كتاب:» نساء رائدات من أسيوط» الذى عرض فيه لأهم اللائى ينتمين إلى المحافظة ممن كان لهن فضل الريادة فى مجال أو آخر من مجالات الحياة، وها هو أخيرا يصدر كتابا جديدا عن شعراء أسيوط يتناول فيه سيرة مختصرة لأهم الشعراء الذين أنجبتهم أسيوط، من وجهة نظر سيادته، ورغم تقديرنا الشديد للجهد الذى بذله الدكتور الطحلاوى فى هذا الكتاب، إلا أننا نعود إلى القول بأن إيراد ما أورده من معلومات أو نماذج مختارة هو أمر كان يحتاج إلى مزيد من التدقيق والتوثيق والرجوع إلى المصادر غير المشكوك فى مصداقيتها تلافيا لإيراد معلومة غير دقيقة أو غير صحيحة، وعلى سبيل المثال فمن بين النماذج التى نسبها المؤلف إلى سيد قطب، القصيدة التى مطلعها : «أبتاه ماذا قد تخط بنانى ** والحبل والجلاد ينتظرانِ، والتى يذكر فى ص 110 أن سيد قطب قد نظمها ليلة إعدامه، والحقيقة أن هذه القصيدة هى قصيدة شهيرة للشاعر هاشم الرفاعى، اشتهرت حينما كتبها فى حياته ثم وردت فى ديوانه الذى نشر بعد وفاته بعنوان: «ديوان هاشم الرفاعى» «مات إثر طعنة بسكين فى مشاجرة جرت بينه وبين أحد طلاب كلية دار العلوم وهو لما يتجاوز العشرين بعد».