لقاء تاريخي.. ملك السعودية يجبر "أوباما" على استراتيجية جديدة بالمنطقة
يستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم في البيت الأبيض خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في أول زيارة رسمية يقوم بها إلى الولايات المتحدة منذ توليه الحكم.
وكان خادم الحرمين وصل أمس العاصمة الأميركية، يرافقه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووفد حكومي رفيع يضم وزراء الخارجية عادل الجبير والإعلام عادل الطريفي والمال إبراهيم العساف والتجارة والصناعة توفيق الربيعة والصحة خالد الفالح والاستثمار عبد اللطيف العثمان.
وقالت الناطق باسم الخارجية الأميركية دينا بدوي لصحيفة الحياة اللندنية، إن قمة البيت الأبيض ستركز على «مجموعة قضايا واسعة لتقوية العلاقة الثنائية، ومن بينها التعاون الأمني وجهود مكافحة الإرهاب». وأشارت إلى أن النزاع في اليمن وسورية سيكون في صلب المحادثات «إلى جانب الخطوات للتصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار».
وأوضح وزير الخارجية عادل الجبير أمس (الخميس)، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التاريخية لواشنطن، ولقاءه الرئيس الأميركي باراك أوباما غداً في البيت الأبيض، تأتي في إطار العلاقات المميزة والوثيقة بين البلدين الصديقين.
وقال في تصريحات للصحافيين، أمس في واشنطن: «إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للولايات المتحدة، ولقاءه الرئيس باراك أوباما، مهمة جداً، وتأتي في وقت مهم جداً في تاريخ المنطقة والعالم، وهي ليست زيارة بروتوكولية، وإنما زيارة لبحث العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، ونقلها إلى أفق جديد يساعد في خدمة مصالح الشعبين والبلدين، والأمن والاستقرار في المنطقة».
وفي ما يتعلق باليمن، بيّن وزير الخارجية «أن الهدف الاستراتيجي للبلدين واحد؛ وهو تطبيق قرار مجلس الأمن 2216 بشكل كامل ومن دون شروط، ومحاولة الوصول إلى ذلك عبر القنوات الديبلوماسية أو العمل السياسي، ولكن الأمر بيد الحوثي وصالح، اللذين يرفضان قبول هذا القرار، ويستمران في عملياتهم العسكرية وفي محاولات احتلال مزيد من المدن والقرى اليمنية، لكن استطاعت قوات التحالف وقوات الحكومة الشرعية أن تتصدى لهذه التحركات، وأن تحقق انتصارات مهمة جداً في أماكن مختلفة من اليمن، ما أدى إلى تراجع في موقف الحوثي وصالح، ونحن نأمل بأن يفتح ذلك المجال لإيجاد حل سياسي».
وكان الديوان الملكي السعودي أكد أن زيارة الملك سلمان تأتي انطلاقاً من حرصه على التواصل مع قادة العالم من أجل ما فيه مصلحة وخدمة شعب المملكة العربية السعودية وقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وتأكيداً لروابط الصداقة بين السعودية والولايات المتحدة وبناء على الدعوة الموجهة إلى خادم الحرمين من الرئيس أوباما.
وتوقعت مصادر أميركية أن تضع المحادثات بين خادم الحرمين وأوباما «الأسس الاستراتيجية» للعلاقات بين البلدين، وأن تتطرق إلى ما تم التوصل إليه في اللقاء الخليجي الأميركي في كمب ديفيد في ما يتعلق بتعزيز الأمن البحري والحدودي لدول مجلس التعاون الخليجي، وتطوير المنظومة الدفاعية السعودية بأسلحة نوعية أميركية وعقود دفاعية يشرف عليها البنتاغون.
كما توقعت أن تتطرق المحادثات إلى الرؤية المشتركة للرياض وواشنطن حول الاتفاق النووي الإيراني وجهود منع مكافحة الانتشار النووي في المنطقة.
وتتطلع واشنطن الى ترسيخ التعاون الاستراتيجي مع الرياض وتأكيد إبعاد العلاقات التي تتخطى الشق السياسي وتشمل الجوانب التجارية والاقتصادية والأمنية.
وتعوّل إدارة أوباما على السعودية كلاعب أساسي في المنطقة لتحقيق الاستقرار في العراق وفي الحرب على «داعش» والوصول الى حل للأزمة السورية.
وأكدت إدارة أوباما على النواحي الإيجابية في العلاقات بين الرياض وبغداد منذ تولي حيدر العبادي رئاسة الوزراء في العراق، وشجعت على استمرار هذا النمط الإيجابي.
وسبق لقاء القمة بين خادم الحرمين وأوباما اجتماع تحضيري استمر ساعة بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والسعودي عادل الجبير ليل أول من أمس (الأربعاء).
ويأتي هذا اللقاء، وهو الثاني خلال عشرة أيام، بعد اجتماع الوزيرين في ولاية ماساشوستس، ليعكس الأهمية الاستراتيجية لزيارة الملك سلمان.
وذكرت مصادر أميركية أن البيان المشترك الذي ينتظر أن يصدر عن لقاء الزعيمين سيؤكد الرؤية المشتركة بالنسبة الى عدد من الملفات، من بينها مكافحة الانتشار النووي، واستعادة الشرعية في اليمن والدفع باتجاه حل سياسي في سورية وتحصين أمن دول الخليج وتطبيق الالتزامات التي تم التوافق عليها في اللقاء الخليجي الأميركي في كمب ديفيد.
وقال بن رودس كبير مساعدي الرئيس أوباما للشؤون الخارجية إن البيت الأبيض يريد التأكد من أن السعودية والولايات المتحدة «لديهما وجهة نظر واحدة» حول مجموعات المعارضة السورية التي يجب أن تتلقى دعماً. وأضاف أن واشنطن «نتطلع الى عزل مزيد من العناصر المتطرفة عن المعارضة وهذا كان موضوع حوار مستمر مع السعودية».