واشنطن: واثقون في حشد التأييد لاتفاق إيران في الكونجرس
أكدت البيت الأبيض الأمريكي، أمس الجمعة، أن الرئيس "باراك أوباما بات قادراً على استخدام حق النقض (الفيتو) إذا ما حاول الكونغرس التصويت لرفض الاتفاق النووي الإيراني في سبتمبر المقبل".
وقال "جوش إيرنست" المتحدث باسم البيت الأبيض، في الموجز الصحفي اليومي له من واشنطن، أمس، "نحن لازلنا واثقين بأننا سنتمكن من بناء الدعم الذي نحتاجه لاستخدام الفيتو الرئاسي، إذا ما دعت الضرورة إلى ذلك".
وأوضح أن عدد المؤيدين للاتفاقية قد بلغ "30 فرداً، ممن أعلنوا دعمهم من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، بينما العدد في مجلس النواب هو أكثر من 30".
ويحتاج الكونغرس للحصول على أكثر من ثلثي الأصوات في الكونغرس بغرفتيه، الشيوخ والنواب اللتين يسيطر الجمهوريون على أكثرية المقاعد فيهما، ليستطيع إبطال استخدام "أوباما" لحق الفيتو الرئاسي.
وكان أوباما قد تعهد منذ خطابه الذي القاه مطلع هذا العام، باستخدام حق الفيتو إذا ما حاول الكونغرس رفض الاتفاق.
ويتكون مجلس الشيوخ الأمريكي من 100 عضو، وبذلك يتعين على الجمهوريين تأمين 67 صوتاً رافضاً على الأقل، حتى يتمكن من تحقيق مبتغاه.
ويخوض البيت الأبيض، معركة شرسة، ضد الجمهوريين ولجنة العلاقات العامة الأمريكية - الإسرائيلية التي رصدت بحسب تقارير إعلامية ما بين 20-40 مليون دولار لبث إعلانات تلفزيونية دعائية تحث المواطنين الأمريكيين للضغط على ممثليهم في الكونغرس لرفض الاتفاق.
متحدث البيت الأبيض اعتبر أن تزايد عدد المؤيدين لموقف الرئيس الأمريكي من الاتفاق "مؤشرٌ لنا، أن دعمنا في الكونغرس يتنامي، ونحن بكل تأكيد مسرورين لذلك".
وأول أمس أعلن "إيرنست" نفسه أن عدد المؤيدين للاتفاق داخل الحزب الديمقراطي يتراوح بين 26-27 عضواً في مجلس الشيوخ.
وعلى الصعيد نفسه، أكد "أوباما" في مؤتمر صحفي، عقده بعد ظهر أمس، مع رؤساء كبار المنظمات اليهودية الأمريكية والاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية على أنه "إذا ما تجاهلنا، الآن، رأي المجتمع الدولي، فسيكون من غير المحتمل إبقاء هذه العقوبات (المفروضة حالياً على إيران)، وهذا ليس رأيي فحسب، لقد سمعته من سفراء هذه الدول (مجموعة 5+1)، لذا فإن هذا لن يصبح خياراً بعد هذا"
وبيّن أن "رفض الاتفاق سيستنفد جميع الخيارات المطروحة أمامه بحيث سيكون عليّ عندها أن ألجأ إلى نوع من العمل العسكري، لأنه سوف لايكون لدينا أي خيار آخر، ولا يتبقى لدينا أي من الأدوات في جعبتنا".
وأوضح أن إبرام الاتفاق مع إيران "لن يمنعنا من مواصلة الضغط بقوة ضد النشاط الإرهابي، ودعم الإرهاب بالوكالة في المنطقة وزعزعة استقرار المنطقة، نحن لن نقوم بتطبيع العلاقات مع إيران".
وفي 14 يوليو الماضي، وقعت مجموعة (5+1) والتي تشمل الأعضاء الدائميين في مجلس الأمن وهم روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى المانيا، اتفاقاً نووياً مع إيران يضمن عدم انتاجها سلاحاً نووياً في مقابل رفع العقوبات عنها وذلك بعد أكثر من 10 سنوات من المفاوضات المتقطعة.
ويمنح الاتفاق الحق لمفتشي الأمم المتحدة، بمراقبة وتفتيش بعض المنشآت العسكرية الإيرانية، وفرض حظر على توريد الأسلحة لإيران لمدة خمس سنوات، مقابل رفع عقوبات مفروضة على طهران.