د. رشا سمير تكتب : معالى رئيس الوزراء.. لحظة من فضلك!
لا يساورنى أى شك فى أن السيد رئيس الوزراء رجل لا ينام الليل.. بل وأكاد أجزم أن هذا الرجل لا يعود إلى بيته ولا يرى أولاده إلا بالمُصادفة..
فوزارة المهندس إبراهيم محلب هى وزارة قائمة على رجل واحد.. الرجل الذى قاد شركة المقاولون العرب فتعود أن يكون جزءا من الحدث، وكان يشرف على المواقع بنفسه، ويتابع العمال عن كثب، رجلا أشاد الجميع بنشاطه وقيادته الحكيمة..
وبالتالى فعندما أصبح المهندس إبراهيم رئيسا للوزراء تعامل بنفس الفكر والأسلوب.
وبرغم تقديرى الشديد لمجهود الرجل الذى يعمل مثل الشُعلة المُتقدة إلا أننى لا أرى أن هذا هو دوره الحقيقى..
لقد تحول إلى وزير كل الوزارات.. ومحافظ كل المحافظات.. والحقيقة أن دوره يجب أن يكون مُختلفا.
لا أنتقد تواجده بنفسه فى كل الأماكن لأن ظهوره المُفاجئ يجعل الجميع فى حالة ترقب وخوف من رد الفعل، ولكنى أنتقد سياسة عدم حساب المخطئين..
أنتقد وزراءه الذين راحوا فى غفوة طويلة تاركين المسئولية له وكأنهم وزراء فى حكومة بلاد الواق واق!.
وهنا أسأله: لماذا يجب أن ننتظر حتى البرلمان لتغيير كل من هو متقاعس على الرغم من عدم رضائك أنت شخصيا عن بعض الوزراء؟ لماذا يجب أن نتحمل تجارب كل محافظ فى مكانه حتى تنهار المحافظة ويصبح الإصلاح عبئا ثقيلا؟.
إلى هذا الحد تم تجريف مصر من الكفاءات؟ إلى هذا الحد لم نعد نجد من يتحمل المسئولية ويساعد على البناء؟.
لقد آن أوان أن يقوم رئيس الوزراء بعمل مذبحة للمحافظين أسوة بمذبحة القلعة!..
أين محافظ الإسكندرية الوسيم من القمامة والتعديات فى محافظته؟ وأين يقف هو من رجل قوى محبوب مثل اللواء عبد السلام المحجوب الذى أبدل شكل المحافظة وألبسها رداء العروس دون أن يكلف الدولة مليما واحدا؟.
لماذا يستهزئ محافظ الدقهلية بشكاوى أبناء محافظته ويصرح باستنكار: «أنا لا أعمل عند المواطنين ولا أتقاضى راتبى منهم!»..
يا أستاذى كل من يعمل فى الدولة يعمل عند مواطنيها، ولكن المأساة أنكم لا تدركون!
ويعجز قلمى عن التعليق على تصريحات محافظ الشرقية الذى يقول فيها، أنه المحافظ رقم واحد فى مصر وأنه جاءته عروض للعمل بدول الخليج برواتب تتجاوز الـ40 ألف ريال! (طب ما تصبر شوية يا دكتور يمكن ربنا يبعت عرض من ريال مدريد)!..
وهل يجوز أن يرد المحافظ على مواطن يطلب منه تخصيص كشك له حتى لا يمد يده للحرام قائلا: «أنا حاسس إن شعب الزقازيق أصبح كله متسولا»!..
يا دوك، كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته!.
لماذا لا تزال الدولة متمسكة بوزير ثقافة أتى بماعول الهدم فى الوزارة، جاء ليتهكم على الموظفات السمينات ويذبح كل الكفاءات الحقيقية!.
لماذا البقاء على وزير الصحة فى حين أن المستشفيات تحتضر؟.. هل هو نقص إمكانيات أم نقص ضمائر أم عدم وجود نية صادقة واضحة للتغيير؟
لماذا الصبر على كل من هو غير كفء؟ هل ننتظر حتى خراب مالطة ثم نبحث عن حلول لما أفسده الدهر؟ أم نطرق على الحديد وهو ساخن؟.
لماذا الصبر على وزراء (بيغيروا جو) فى حكومة رجل يعزف منفردا؟.
لماذ بُحت أصواتنا مطالبين بوضع خطة لتطوير التعليم فى حين أن وزارة التربية والتعليم مازالت تشدو بأغنية (وأنا عاملة نفسى نايمة)!..
إن اليوم الذى سوف تعترف فيه الدولة بأهمية التعليم والثقافة.. هو اليوم الذى ستضع مصر نفسها على أول طريق التنمية الحقيقى.
لماذا تحولت وظيفة الوزير إلى موكب سيارات وحراسة خاصة ومميزات عينية ومعاش وزير.. ودمتم وشكرا؟!.
لو كنت من السيد وزير الداخلية لقمت فورا ودون تفكير بإقالة أمناء الشرطة الذين تحدوا الدولة وداسوا بأقدامهم على قانون مكافحة الإرهاب، وطبقت عليهم القانون دون محاباة، حتى لا تُصبح صورة أمناء الشرطة الوحيدة هى (اللى مالوش خير فى حاتم مالوش خير فى مصر)!.
معالى رئيس الوزراء.. أعانك الله على مشوارك الوعر، ولكن دعنى أذكرك بأن الردع والتغيير هما ألف باء سياسة الحكومات القوية.