كريم شعبان يكتب : ملائكة البارالمبية..وشياطين السياسة

مقالات الرأي



بقدر مقولة بول فاليري السياسة فن منع الناس من التدخل فيما يخصهم ، وبرغم الحوارت القليلة التى أجريتها مع عدد من الشخصيات العامة، والسياسية ، وشباب الإئتلافات ، والحركات ، وجدت أن الجميع يبحث عن كدر داخل صورة صغيرة تسمى المصالح الضيقة ، فوق مصلحة الوطن ، ربما كان المشهد الأهم هو لحظة إستقبال البعثة البارالمبية بمطار القاهرة مساء الإثنين .

حيث لم يختلف المشهد كثيرا عن الأيام الأخيرة من عمر الثورة المصرية ، فمنذ لحظة وصول عدد من الأحزاب والحركات من أمثال 6 أبريل ، والدستور ، والوسط ، الى المطار ، وقد أختفت الأعلام المصرية من أيدي الاطفال الصغار حتى إرتفاعت الأعلام الحزبية، وكأننا فى مظاهرة حزبية أمام مقر ، أو إعتراض لـ6 أبريل على حبس ناشط ، وليس إستقبال ثوري ،لأبطال مصريين من حقهم رؤية العلم المصري فور الهبوط الى أرض الوطن ، فكانت المفاجأة أن وجد أبطال البارالمبية أعلام الوسط ، الدستور ، 6 ابريل، مصر القومى وشعارات ولافتات لسعد الحسيني ، وكانت النقطة الأهم حرص الحركات والأحزاب الشبابية على هتافات أعلى من الأخرين.

ولم تغب عن عيني لقطة البحث عن الكاميرات لرفع شعار الحزب بدلا من علم مصر ، وبعدها وجدت الأحزاب المشاركة على صفحات الإنترنت تفتخر بالمشاركة ورفع شعارتها ، وذكر عدد الحضور ، بدلا من الخجل على عدم رفع علم مصر ، وفى المقابل بادر أحد شباب حزب الدستور على الهتاف الموحد وقام بعرض الفكرة على المشاركين الى أن العنصرية الحزبية ، والقومية الضيقة بدلا من القومية المصرية قد دفعتهم لرفض العرض.

ولكن اللقاءات الصحفية التى قمت بها وجدت الغالبية يتحدث على انجازات شخصية ، ووعود للمواطن بالرخاء ، والعيش الكريم ، وكأنهم من عالم غير الذى نعيشه ، كنت أري من كلامهم أنى أمام شخصيات مثل الفاروق ، ولكن على أرض الواقع ، وعند الحديث عن أليات التنفيذ تجد الجميع يبحث عن الكلمات ، فسمعت الكثير من أمثال وزير الرياضة العامري فاروق يؤكد على حق متحدي الإعاقة فى حياة كريمة ، وخاصة أبطال البارالمبية عقب الوصول ، مؤكدا أحدهم متحدي الإعاقة الساسة يستغلون قضيتنا لنهب الأموال من المنظمات الدولية.

فما أكثر ماسمعت ، وما أقل ما رأيت

للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك .. من هنــــــــــــــــــــــــا