"العربية": أي من الكوريتين ستجر أذيال الهزيمة حال اشتعال الحرب؟

عربي ودولي

بوابة الفجر



المقارنة بين جيشي كوريا الجنوبية وجارتها الشمالية، قد تحمل الجواب إلى حد ما على سؤال مهم: بمن ستلحق الهزيمة إذا ما اشتعل فتيل الحرب واشتبك سابع جيش في العالم، وهو الجنوبي، في حرب تقليدية برا وبحرا وجوا مع الشمالي المصنف في الدرجة 36 عالميا؟

تصنيف الجيشين وارد في موقعGlobal Force Power المعروف بأحرفGFP اختصاراً، وهو بين الأرقى شمولا للمعلومات وأدقها عن القوة العسكرية لكل دولة بالعالم، وقام بتحديثها في أبريل الماضي.

ويختلف "غلوبال فورس باور" عما ورد بتقرير أصدره International Institute for Strategic Studies في2013 وذكر أن تعداد الجيش الكوري الشمالي مليون و200 ألف جندي نظامي، ومعهم 5 ملايين و700 ألف احتياطي، لذلك صنفه بالجيش الخامس عالمياً بعدد القوات النظامية. كما يذكر "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" أن لدى كوريا الشمالية 4 آلاف و100 دبابة قتالية و2500 ناقلة جنود و8500 قطعة مدفعية، يصفها بقديمة وبعضها عاطل عن العمل بسبب ضعف الصيانة، مضيفاً أن سلاح الشمالية البحري "غير مميز إلا بقواتها الخاصة القادرة على زرع ألغام في المياه العميقة"، طبقا لتقديراته.

نسر جنوبي جارح مقابل عصفور شمالي مكسور الجناحين
لكن "غلوبال فورس بارس" يورد أن عدد القطع البحرية الكورية الشمالية هو 1061 مقابل 166 فقط في الجنوبية. ويذكر أن لدى الشمالية 70 غواصة مقابل 13 لدى الجنوبية، فيما فرقاطات الشمالية هي 4 مقابل 11 لدى الجنوبية المالكة12 مدمرة مقابل لا شيء لدى الشمالية، المالكة بدورها 23 كاسحة ألغام مقابل لا شيء في الجنوبية. والتفوق قد يكون لصالح كوريا الشمالية بالسلاح البحري، الذي يفقد بعض قوته إذا ما استهدفته الطائرات الحربية.

أما القوات البرية، فلدى الشمالية ضعف دبابات الجنوبية، أي 4200 مقابل 2381 فقط. وكذلك جنود الاحتياط هم في الشمالية ضعف ما لدى الجنوبية تقريبا، أي 4 ملايين و500 ألف، مقابل مليونين و900 ألف، وهو الوارد في الجدول الذي لخصت فيه "العربية.نت" ما ذكره "غلوبال فورس باور" من تفاصيل قام بتحديثها في أبريل الماضي.

ثم هناك السلاح الأمضى والأشد أذية في أي حرب، وهو القوات الجوية، المتفوقة فيها كوريا الجنوبية إلى حد لا مجال بمقارنته مع ما لدى "ضرتها" في الشمال، بحيث بيونغ بيانغ كعصفور مكسور الجناحين أمام نسر كوري جنوبي جارح في منطقة يسمونها "شبه جزيرة كوريا" ومعروفة أيضا باسم "شبه جزيرة شرق آسيا" المحاطة ببحر اليابان شرقا، والبحر الشرقي الصيني من الجنوب، والأصفر من الغرب، حتى "مضيق كوريا" الشهير، لأن معظم الطائرات الشمالية روسية الصنع طراز سوخوي وميغ.

سلاح الجو بكوريا الشمالية ضعيف ومتهالك، على حد ما يظهر من تقرير "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" ونظيره في "غلوبال فورس باور"، حيث نقرأ أن لديها 820 طائرة مقاتلة، معظمها طراز ميغ 15/17/19/21 قديمة، مع عدد قليل من ميغ 29 الحديثة، إلى جانب 300 هليكوبتر متنوعة، مقابل ترسانة جوية كورية جنوبية راقية، تضم 1412 طائرة، معظمها أميركي الصنع، بينها399 مقاتلة ومعترضة و342 للنقل، مقابل 99 فقط لدى الشمالية، مع 688 هليكوبتر من الأحدث، ومعها77 هجومية، ليس لدى الشمالية أيا منها.

تريليون و854 مليار دولار مقابل 15 مليارا فقط
موازنة الدفاع الكورية الجنوبية 4 أضعاف ونصف الضعف موازنة الشمالية، أي 33 ملياراً و100 مليون دولار في 2015 مقابل 7 مليارات و500 مليون فقط. كما أن الإنتاج القومي في كوريا الجنوبية، بحسب ما أطلعت "العربية.نت" عن تقديراته في 2015 بتقرير صندوق النقد الدولي، هو تريليون و854 مليار دولار، تجعله الرقم 13 حجما بالعالم، مقابل الكوري الشمالي الفقير، وهو15 ملياراً و400 مليون دولار، وهو رقم صدر في 2013 عن الأمم المتحدة، وجعل من دخل الفرد السنوي فيها 621 دولارا فقط، مقابل أكثر من 33 ألفا في الجنوبية، علما أن سكانها هم ضعف الشمالية البالغين 25 مليونا.

وفي تقرير International Institute for Strategic Studies أن 50% من قوات كوريا الشمالية تتمركز في مواقع بعيدة 100 كيلومتر عن المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين، وهي بعرض 4 وطول 250 كيلومتراً، وهذه القوات هي 700 ألف جندي كوري شمالي و8000 قطعة مدفعية و2000 دبابة، يقابلها في تقارير أخرى نصف حجمها تقريبا في كوريا الجنوبية المعتمدة بقوتها العسكرية على الطائرات بشكل خاص، وعلى تفوقها التكنولوجي والعلمي وفي كافة الحقول.. إلا فيما هو غير تقليدي.

وغير التقليدي هو أن كوريا الشمالية دولة نووية وصاروخية، أجرت 3 تجارب بين 2006 و2013 وتملك صواريخ بعيدة المدى، علما أن هناك شكوكاً بأنها قد تحمل رؤوسا نووية، وهو ما ذكره عسكري سابق عمل في الصين وكوريا الجنوبية، وينشط في مؤسسةTransformation Development وقرأت "العربية.نت" في مقابلة أجراها معه قبل عامين "راديو سوا" الأميركي باللغة العربية فقد قال إن بيونغ يانغ "غير قادرة على تصنيع رؤوس نووية تتناسب مع أنظمتها الصاروخية، كما أنها تفتقر إلى نظام توجيه صاروخي يضمن دقة الضربات الصاروخية"، وفق تعبير راستن ترومان.