انقلاب أمريكي على "مصر" والسعودية.. "القاهرة والرياض" تغضبان "واشنطن"

عربي ودولي

بوابة الفجر

نشرت وكالة سبوتينك الروسية أمس، خبرا تحت عنوان أمريكا تحبط "إنزال" بحري لآلاف الجنود السودانيين والمصريين في اليمن، وجاء بالخبر أن مصدر حكومي يمني من العاصمة السعودية الرياض قال إن الولايات المتحدة الأمريكية أحبطت في اللحظات الأخيرة عملية إنزال بحري لألفي جندي مصري وسوداني في الحديدة والمخا غرب اليمن بعد أن كانت قد اتفقت مع قيادة قوات التحالف على ذلك.
 
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: إن العملية أُحبطت في اللحظات الأخيرة، بسبب "صفقات سرية" لم يكشف عن مضمونها ولا مع من تمت، بأنها هي التي حالت دون إنزال الجنود المصريين والسودانيين على سواحل البحر الأحمر، رغم تمهيد طائرات التحالف لتلك العملية على مدى الأيام القليلة الماضية.
ولم يستبعد المصدر أن تكون "إطالة أمد الحرب بين الأطراف المتصارعة في اليمن هي الهدف الرئيس لواشنطن" كما قال.
 
وأوضح مصدر مطلع للفجر، أن التقارب المصري السعودي الروسي لحل الأزمة السورية، قد تسبب في غضب لدي واشنطن ودفعها إلى معارضة كافة الخطط التي تطرحها مصر والسعودية، وهو ما يعد بداية انقلاب في العلاقات التي تجمع كل من مصر والسعودية مع أمريكا.
 
وأوضح أن الصفقات المصرية السعودية الروسية التي أبرمت مؤخرا، تسببت بشكل أو بأخر في انزعاج لدي واشنطن وحلفائها الأوروبيون الذين يعارضون أي تواجد روسي على الساحة العربية.
 
وقالت صحيفة العرب اللندنية، إن موقف إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، من قصف ميناء الحديدة، الواقع تحت سيطرة الحوثيين، أثار تساؤلات حول دعم واشنطن للمتمردين المرتبطين بطهران، وقلقها على الهزائم التي يتلقونها على أيدي المقاومة الداعمة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
 
وعبّرت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد إزاء الغارات الأخيرة للتحالف الذي تقوده السعودية على مدينة الحديدة في اليمن مؤكدة على الدور الحيوي لهذا المرفأ، نقطة الوصول الرئيسية للمساعدة الإنسانية. بحسب "العرب اللندنية"
 
وأصدر الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، ألستير باسكي، بيانا قال فيه "نحن قلقون جدا إزاء الهجوم الذي وقع في 18 أغسطس على البنى التحتية الأساسية في ميناء الحديدة في اليمن".
 
وأضاف أن "الميناء يشكل نقطة الدخول الرئيسية للمساعدة الموجهة إلى الشعب اليمني من أدوية ومواد غذائية ووقود".
 
وتساءل متابعون للشأن اليمني لماذا لم تتذكر إدارة أوباما الأوضاع الإنسانية قرابة العام، أي منذ سقوط صنعاء في 21 سبتمبر 2014، حيث لجأ الحوثيون إلى تفجير المساجد والمدارس القرآنية، فضلا عن منازل الخصوم، ومحاصرة المدن، والقتل على الهوية الطائفية.
 
وقالوا إن واشنطن لا تريد أن تتجه الأوضاع العسكرية في اليمن إلى هزيمة كاملة للحوثيين لأن ذلك قد يقوّي السعودية لتصبح طرفا إقليميا محددا، ويزيد من سعي قيادتها إلى تنويع الحلفاء الاقتصاديين والعسكريين، ما قد يضعف موقف واشنطن وتأثيرها على الرياض وحلفائها في المنطقة.
 
ونجاح السعودية في فرض نظام موال لها في اليمن، سيطيح بالرهان الأمريكي الجديد على إيران كشرطي في المنطقة، وهي الفكرة التي دفعت أوباما إلى تسريع توقيع اتفاق نووي معها رغم الانتقادات له داخل الكونغرس وبين المسؤولين السابقين.
 
وليس مستبعدا أنّ واشنطن تريد الحفاظ على التوازن العسكري بين طرفي الأزمة في اليمن حتى يستمر الصراع لفترة أطول ما يسمح للشركات الأميركية ببيع المزيد من الأسلحة سواء للسعودية وبقية دول الخليج، أو للحوثيين عبر وكلاء إيرانيين.
 
ويتخذ البيت الأبيض خيار إدامة الحرب ليس فقط في اليمن، ففي سوريا ترفض واشنطن تسليح المعارضة بالأسلحة اللازمة التي تساعد على هزيمة الأسد، وفي نفس الوقت تقول إنه لا مستقبل للرئيس السوري في العملية السياسية، وهو الذي يتلقى دعما عسكريا قويا ومستمرا من حليفتيه روسيا وإيران.
 
وأشار مراقبون إلى أن موقف واشنطن الرافض لاستمرار القصف بزعم تعطيل وصول المعونات الإنسانية يهدف إلى منع سقوط ميناء الحديدة بيد المقاومة الشعبية خاصة بعد تكثيف التحالف العربي لعمليات القصف المركّز على الميناء ذي الموقع الاستراتيجي.
 
وشنت طائرات التحالف العربي العشرات من الغارات على مدى الأيام الماضية، مستهدفة مواقع الحوثيين بما في ذلك القاعدة البحرية اليمنية وميناء الحديدة وكذلك المخا التابع لمحافظة تعز تمهيداً لعمليات إنزال بحري على غرار ما جرى في عدن منتصف الشهر الماضي.
 
وسيؤدي قصف ميناء الحديدة إلى فقدان المتمردين المنفذ البحري الذي كان يغذي العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، بالوقود ومواد التموين، فضلا عن الأسلحة التي تأتي من إيران.