أمريكا تهب لنجدة "الحوثيين" باليمن وتحذر السعودية

عربي ودولي

بوابة الفجر


أثار موقف إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، من قصف ميناء الحديدة، الواقع تحت سيطرة الحوثيين، تساؤلات حول دعم واشنطن للمتمردين المرتبطين بطهران، وقلقها على الهزائم التي يتلقونها على أيدي المقاومة الداعمة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

وعبّرت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد إزاء الغارات الأخيرة للتحالف الذي تقوده السعودية على مدينة الحديدة في اليمن مؤكدة على الدور الحيوي لهذا المرفأ، نقطة الوصول الرئيسية للمساعدة الإنسانية. بحسب "العرب اللندنية"

وأصدر الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، ألستير باسكي، بيانا قال فيه "نحن قلقون جدا إزاء الهجوم الذي وقع في 18 أغسطس على البنى التحتية الأساسية في ميناء الحديدة في اليمن".

وأضاف أن "الميناء يشكل نقطة الدخول الرئيسية للمساعدة الموجهة إلى الشعب اليمني من أدوية ومواد غذائية ووقود".

وتساءل متابعون للشأن اليمني لماذا لم تتذكر إدارة أوباما الأوضاع الإنسانية قرابة العام، أي منذ سقوط صنعاء في 21 سبتمبر 2014، حيث لجأ الحوثيون إلى تفجير المساجد والمدارس القرآنية، فضلا عن منازل الخصوم، ومحاصرة المدن، والقتل على الهوية الطائفية.

وقالوا إن واشنطن لا تريد أن تتجه الأوضاع العسكرية في اليمن إلى هزيمة كاملة للحوثيين لأن ذلك قد يقوّي السعودية لتصبح طرفا إقليميا محددا، ويزيد من سعي قيادتها إلى تنويع الحلفاء الاقتصاديين والعسكريين، ما قد يضعف موقف واشنطن وتأثيرها على الرياض وحلفائها في المنطقة.

ونجاح السعودية في فرض نظام موال لها في اليمن، سيطيح بالرهان الأمريكي الجديد على إيران كشرطي في المنطقة، وهي الفكرة التي دفعت أوباما إلى تسريع توقيع اتفاق نووي معها رغم الانتقادات له داخل الكونغرس وبين المسؤولين السابقين.

وليس مستبعدا أنّ واشنطن تريد الحفاظ على التوازن العسكري بين طرفي الأزمة في اليمن حتى يستمر الصراع لفترة أطول ما يسمح للشركات الأميركية ببيع المزيد من الأسلحة سواء للسعودية وبقية دول الخليج، أو للحوثيين عبر وكلاء إيرانيين.

ويتخذ البيت الأبيض خيار إدامة الحرب ليس فقط في اليمن، ففي سوريا ترفض واشنطن تسليح المعارضة بالأسلحة اللازمة التي تساعد على هزيمة الأسد، وفي نفس الوقت تقول إنه لا مستقبل للرئيس السوري في العملية السياسية، وهو الذي يتلقى دعما عسكريا قويا ومستمرا من حليفتيه روسيا وإيران.

وأشار مراقبون إلى أن موقف واشنطن الرافض لاستمرار القصف بزعم تعطيل وصول المعونات الإنسانية يهدف إلى منع سقوط ميناء الحديدة بيد المقاومة الشعبية خاصة بعد تكثيف التحالف العربي لعمليات القصف المركّز على الميناء ذي الموقع الاستراتيجي.

وشنت طائرات التحالف العربي العشرات من الغارات على مدى الأيام الماضية، مستهدفة مواقع الحوثيين بما في ذلك القاعدة البحرية اليمنية وميناء الحديدة وكذلك المخا التابع لمحافظة تعز تمهيداً لعمليات إنزال بحري على غرار ما جرى في عدن منتصف الشهر الماضي.

وسيؤدي قصف ميناء الحديدة إلى فقدان المتمردين المنفذ البحري الذي كان يغذي العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، بالوقود ومواد التموين، فضلا عن الأسلحة التي تأتي من إيران.