أحمد شوبير يكتب: عليه العوض

مقالات الرأي



ما يحدث للكرة المصرية ينذر بعواقب وخيمة، فالتعصب والاحتقان زاد بدرجة لا يمكن أن يتخيلها أحد وكنا زمان نلوم على الجماهير المتعصبة، أما الآن فقد اختلف الأمر تمامًا فالإدارات أصبحت متعصبة والإعلام زاد من حدة التعصب بشكل لا يمكن لأحد أن يتخيله، واللاعبون أيضًا وجدوا الفرصة مواتية لفعل كل ما يريدونه وكل لاعب أصبح لديه حزب من الجماهير، وكل عضو مجلس إدارة أصبح هو الآخر يتاجر بالجماهير، والنتيجة أن الجميع أصبح يخاف، فالبلطجة الشعار المرفوع الآن ولا يمكن لأحد أن يطبق لوائح أو قواعد أو قوانين بل إن كل شخص يفعل ما يريد، واتحاد الكرة أصبح فى غاية الضعف لا يستطيع اتخاذ قرار حاسم فى قضايا غاية فى الوضوح، وللأسف مازلنا نتحدث عن عودة الجماهير وهو الحلم الذى أصبح بعيد المنال، فلا أحد يمكنه أن يتحمل حدوث وفيات أخرى بعد حادثتى بورسعيد والدفاع الجوى فالقتل أو الموت سيكون المصير المحتوم فى حالة عودة الجماهير دون ضوابط أو قواعد تحكم المنظومة الكروية فى مصر، والغريب أنه فى مقابل هذا الاهتراء الغريب للمنظومة الكروية نجد ألعابًا أخرى تتألق وتستعيد مكانتها مثل الكرة الطائرة التى استعادت الكثير من عرشها المفقود بالحصول على كل البطولات الإفريقية لكل الأعمار، ثم كرة اليد والتى عادت لتصبح فخرًا للرياضة المصرية أيضًا على كل المستويات، وكرة السلة والتى تأهلت لبطولة العالم فى كل الأعمار وفاز بعضها بالبطولات الأفريقية وطبعًا ما يحدث فى الألعاب الفردية وهذه الطفرة الجميلة للسباحة وألعاب القوى والرماية وهى ألعاب استمر غيابها عن الساحة لسنوات طويلة، وها هى تعود بقوة لتفرض نفسها على الساحة ويفرض نجومها أسماءهم على الوسط الرياضى فى مصر، ولكن وبكل أسف تضيع كل هذه الانتصارات أمام إخفاق فريق الكرة للمنتخب أو للأهلى والزمالك وكأن الحياة أصبحت فقط فريق كرة القدم وقد تتسامح أحيانًا فى خسارة بطولة أو الخروج من بطولة أخرى، ولكن الغريب هو كل هذا الكم من الإخفاقات الكروية المتتالية للكرة المصرية لدرجة أننا أصبحنا نعيش على حلم فوز الأهلى أوالزمالك ببطولة الكونفدرالية وكأننا أصبحنا بوروندى أو أوغندا أو إحدى الدول الأفريقية المتواضعة فى عالم كرة القدم.. والغريب أن إعلامنا هو الآخر انجر إلى هذا الكمين فأصبح يطبل ويزمر لهذه الانتصارات الوهمية لبطولات متواضعة للغاية، أما سمعة الكرة المصرية على مستوى المنتخب فلا تهم أحدًا وأما عودة الحياة للملاعب والمدرجات فلم تعد أيضًا تهم أحدًا فالأهم هو قضية أحمد الشيخ وهل سيتم إيقافه أم لا هل سينتصر الأهلى أم الزمالك أم اتحاد الكرة فى هذه الموقعة الكبرى وهل سيرد الأهلى بتقديم عقود للاعبى الزمالك ليتم إيقافهم ويستمر مسلسل الهزل والعبث الذى عشناه الموسم الماضى فى قضايا باسم على ومؤمن زكريا ومعروف يوسف وخالد قمر أم أن صوت العقل واللوائح والقوانين هى التى ستفرض كلمتها على الجميع وبصراحة أموت وأعرف هل توجد دولة فى العالم تسير لوائحها طبقًا للقوة والعنفوان واسم النادى أم طبقًا للنظم والقوانين التى يتم تطبيقها على الكبير قبل الصغير وهل يوجد لدينا فى مصر ناد أكبر من برشلونة والذى طبقت عليه اللوائح فتم حرمانه من ضم لاعبين لمدة عام كامل ولم يستطع أن يفعل شيئًا رغم شهرته وقوته وحالته المادية والتى جعلته واحدًا من أغنى وأقوى الفرق فى العالم والأمثلة كثيرة سواء على الأشخاص أو الأندية أو الاتحادات، وهل كان هناك من هو أقوى من بلاتر والذى سقط بفعل القانون ومعرض الآن للمحاكمة بسبب الفساد والاختلاس وها نحن على أبواب رئيس جديد للفيفا اسمه ميشيل بلاتينى.. القانون للأسف فى مصر يداس بالأحذية مع اتحاد فقد كل شرعيته وأندية تبحث عن مصلحتها وإعلام منحاز بطريقة فجة للمصالح الشخصية على حساب الصالح العام وجماهير مسكينة وقعت ضحية لكل هؤلاء.. عليه العوض