صفات "عباد الرحمن"
عباد الله الصّالحين وهم عباد الرحمن ورد ذكر صفاتهم في مواقع كثيرة بالقرآن الكريم وحدّدهم الله تعالى بصفات معيّنه تدل عليهم ومن السور اقرآنية التي ذكر الله فيها معطم صفاتهم سورة الفرقان حيث يقول الله تعالى - بسم الله الرحمان الرحيم- (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا) صدق الله العظيم.
هذه الصّفات التي ذكرها تعالى لما أراد أن يكون من عباد الرحمن فهي تجمع بين أمور عقائديّة وشرائعية وتصرّفات، الصفة الأولى (الذين يمشون على الأرض هوناً) أي تواضعاً وهوناً وليس تكبّراً واستعلاء في الأرض فالتّواضع من صفات المؤمنين ومن الصّفات التي يحمدها رب العالمين ويحمدها النّاس فلا خيلاء ولا تكبّر بمشيتهم وتصرّفاتهم.
الصفة الثانية (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً) أي يترفّعون عن السفاسف وعن الجهل وأصحابه ولا ينزلون إلى مستوياتهم في التّعامل وأنّهم يصفحون ويعفون ويدفعون بالتي هي أحسن ويحسنون إلى من أساء إليهم بل يردّون بالسّلام وما له من آثار إيجابيّة حيث يقول صلى الله عليه وسلم (أفلا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السّلام بينكم)
الصفة الثالثة أنّهم يحيون ليلهم بمناجاة ربّهم فهم بين سجود وقيام.
الصفة الرابعة (إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً) إنّهم أهل وسطيّة واعتدال فلا هم بالمبذّرين المسرفين إخوان الشياطين ولا هم بالبخلاء الذين يجعلون أيديهم مغلولة إلى أعناقهم
الصفة الخامسة أنّهم لا يقتلون النّفس التي حرّم الله (ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق) اي القتل بثلاث حالاتفقط كما قال صلى الله عليه وسلم (لا يحل دم امرأ مسلم إلا بثلاث النّفس بالنّفس والثيّب الزّاني والتّارك لدينة المفارق للجماعة) أو كما قال علي السّلام.
الصفة السّادسة أنّهم (لا يزنون) لما للزنا من عواقب وخيمة وهو من المحرّمات والكبائر وكما أنّه يهدم البيوت ويشتّت الأسر ويضيع النّسب ويفسد المجتمع بالكامل لان فساد لمجتمع من فساد الاسره.
الصفة السابعة إنّهم لا يشهدون الزّور وكما قال صلى الله عليه وسلم (اياكم وشهادة الزو)
الصفة الثامنة (وإذا مرّوا باللّغو مرّو كراماً)
الصفة التاسعة (إذا ذكّروا بآيات الله لم يخروا عليها صمّاً وعمياناً) إنّهم من أولي الأبصار إنّهم من تنفعهم الذّكرى (وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) وإن عباد الرحمان هم الذين (إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربّهم يتوكّلون).
الصفة العاشرة من صفات عباد الرّحمان هي دعاؤهم وطلبهم من ربهم كي يهب لهم من أزواجهم وذريّاتهم قرّة أعين وان يجعلهم للمتقين إماماً (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريّاتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً)
فالدعاء مخ العبادة كما قال صلى الله عليه وسلم وفي حديث آخر الدّعاء هو العبادة وقال تعالى (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعائكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاماً).
فهل نحن من عباد الله ؟ و لو راجعنا تصرّفاتنا كم يلزمنا من الوقت لنكسب بعض صفات الله الصالحين وعباده المتّقين لنفوز بجنّته؟