الاستغفار توبه!
الإستغفارُ نعمة ٌمن نعمِ الله تعالى على الإنسان ؛ فلولاه لما استطاع الواحد منا أن يكفّر عن ذنوبه و يطلب من الله المغفرة ولكان بني آدم جميعهم هالكون بسبب ذنوبهم .
فعندما منّ الله علينا بهذه النعمة ، عرف الإنسان بالعموم والمؤمن بشكل أخص بأن الله سبحانه وتعالى لم يتركنا في هذه الدنيا ، بل هو معنا في كل لحظة من حياتنا ، يراقبنا خلال أعمالنا الصالحة والسئية منها ، ويقول لمن أشقى نفسه بالذنوب باب التوبة مفتوحٌ لي ، باب المغفرة لم يغلقْ بعد ، أقبلْ ياعبدي واستغفرْ .. وستُفتحْ لكَ صفحةٌ جديدةٌ في حياتك خاليةً من الذنوب .
(أستغفر الله العظيم و أتوب إليه ) كلماتٌ بسيطةٌ تسطيع أن تغير حالك من حالٍ إلى أفضلِ حال ، فالله كتب على نفسه المغفرة والرحمة أيضاً ، فهو سبحانه لا يغفرلنا الذنب فقط ، يل يشملنا برحمته و كرمه و عطفه ، فيكفر عن ذنوبنا و يرزقنا راحة البال و الطمأنينة لوجوده تعالى معنا ، و يرزقنا من كرمه و رزقه الواسع الذي لا ينضب ، في المال و الصحة و الوقت .
كما وقد ثبت أن حركة الإستغفار التي يقوم بها لسان المرء ماهي إلا حركة بسيطة لا تُكلف مجهوداً ، بينما في الواقع لها تاثيرٌ فعّال في تعديل المزاج و تنظيف الدماغ من كل تلك الأفكار السلبية التي تسيطر أحيانا على الشخص ، فيتجدد الجسد بالأكسجين ، فسبحان الله ما أوسع رحمته .
فمن يرد أن يديم الله تعالى عليه سعادته في الدارين ، فليكثر من الإستغفار الذي هو باب السعادة في الدنيا و الذي بدوره سيوصلنا إلى باب السعادة في الآخرة وهو الجنة ، فمن كان في ضائقةٍ مالية فليستغفر ، من كان مريضاَ فليستغفر ، من كان في بلاءٍ فليستغفر ، ومن استصعب عليه أمرٌ في الدنيا فليكثر من الإستغفار ؛ وإن كان الله قد منَّ عليه بالصحة والرزق والخير فليستغفر أيضاً حتى يديم الله عليه نعمه هذه .
الإستغفار هو حال المؤمن ، في نهاره و ليله ، فيجعلها عادته اليومية ، يرطب بها لسانه بذكر الله عز و جل ، ويبقى على علاقة وطيدة بالله دوماً ، و تجعل صحيفته بإذن الله خالية من الذنوب باستغفاره الدائم .
و لأهمية الإستغفار في حياة المؤمن ، يقول الله تعالى عن طريق وحيه للرسول محمد صلى الله عليه و سلم ، بأننا لو لم نذب فلم نستغفر الله ، لأذهبنا الله و آتى بقومٍ أخرين يذنبوا فيتوبوا فيستغفروا الله فيغفر لهم ، و هذا يحمل معانٍ جميلة بأن الله حتى لو أذنب العبد يبقى يحبه رغم ذلك ، بل و ييسر له أن يتوب و يلقي في قلبه الندم و الرغبة في الإستغفار ، فيستغفر العبد لربه فيغفر الله ذنبه و يشرح صدره و يخرجه من وحل الذنب إلى نور المغفرة و التوبة .