"السيسى": لا يوجد صحفي محبوس في قضايا تتعلق بالنشر أو حرية الرأي في مصر
اِستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، وفداً من رؤساء تحرير الصحف الرئيسية في عدد من الدول الإفريقية، وذلك بحضور رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، وأمين عام الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب بالصحفيين الأفارقة معرباً عن التقدير والمودة اللذين تكنهما مصر لكافة شعوب دول القارة، وأوضح الرئيس أنه حرص منذ اللحظة الأولى لتوليه رئاسة الجمهورية في خطاب التنصيب على تأكيد توجه مصر بالانفتاح نحو إفريقيا وتحقيق نهوض شامل في كافة أوجه العلاقات المصرية بمختلف دول القارة، وعودتها إلى مستويات أفضل مما كانت عليه. وأكد على ضرورة العمل معاً من أجل تحقيق طموحات وآمال الشعوب الإفريقية ولكي تتبوأ إفريقيا مكانتها المستحقة على الساحة العالمية.
وأشار الرئيس إلى أن زيارة رؤساء التحرير الأفارقة إلى مصر تتزامن مع حدث تاريخي ليس لمصر فقط ولكن للقارة الافريقية بأكملها، وهو افتتاح قناة السويس الجديدة التي أكدت الثقة في قدرات الشعب المصري وكذا قدرة القارة الإفريقية على التنمية.
وأكد الرئيس أن القناة الجديدة تتكامل مع الجهود الإفريقية المبذولة لتعزيز حركة النقل في القارة ومنها مشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط عبر نهر النيل.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس استعرض كذلك مختلف أوجه التعاون بين مصر وأشقائها الأفارقة، مشيراً إلى أن هذا التعاون لا يقتصر على مجالات الدعم التقليدي فقط، بل يتعداها إلى شراكات جديدة منها قيام مستشفى سرطان الأطفال بتدريب 600 طبيب وفني وممرض من دول حوض النيل على مدار ثلاث سنوات على نفقة المستشفى، بالإضافة إلى علاج عدد من أطفال تلك الدول بالمجان، علاوةً على جهود إنشاء آلية معلوماتية للتعامل مع وباء الإيبولا لسد الفجوة المعلوماتية في هذا الصدد.
وأشار الرئيس إلى أهمية تفعيل وتعظيم الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة بين الدول الإفريقية، وفي مقدمتها الاتفاقية التي تم توقيعها مؤخراً في شرم الشيخ لإنشاء منطقة للتجارة الحرة بين دول التكتلات الاقتصادية الثلاث (الكوميسا – السادك – تجمع شرق إفريقيا)، بما يعود بالنفع على الدول والشعوب الإفريقية.
وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس أكد على أهمية تكاتف الجهود الدولية والإفريقية من أجل مكافحة الإرهاب والحيلولة دون تمدده إلى مختلف المناطق، منوهاً إلى أهمية أن تأتي مكافحة الإرهاب شاملة ولا تقتصر على الجوانب الأمنية ولكن تمتد لتشمل الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي، فضلاً عن الأبعاد الثقافية والفكرية، وتنقية صورة الإسلام مما علق بها من أفكار مغلوطة تجافي صحيح الدين.
وفي ضوء تولي الرئيس رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية المعنية بتغير المناخ، فقد أكد على أهمية التنسيق الجيد بين الدول الافريقية في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ الذي سيعقد بباريس في ديسمبر المقبل، بما يساهم في نجاح المؤتمر من جهة، وفي تحقيق أهداف الدول الافريقية الخاصة بالطاقة المتجددة ومكافحة التصحر من جهة أخرى.
وعلى صعيد حرية الإعلام، أكد الرئيس أن الدولة المصرية تحترم وتُقدر دور الإعلام وتتيح له العمل بدون أي قيود، مشيداً بالإعلام المصري وما أبداه من مصداقية ووطنية ودور إيجابي خلال تغطية العديد من الموضوعات. وأوضح الرئيس أنه لا يوجد صحفي محبوس في قضايا تتعلق بالنشر أو حرية الرأي، وأنه لم يكن يرغب في أن يُحال أي صحفي إلى القضاء ويمكن أن يُكتفى بترحيله إلى خارج البلاد، إلا أن هذه القضايا كانت منظورة بالفعل أمام المحاكم المصرية قبل تولي سيادته للسلطة، ومن ثم لم يكن ممكناً أن يتم التدخل في عمل القضاء، الذي تحرص مصر على احترام استقلاليته المكفولة بموجب الدستور، ولفت سيادته إلى أنه تمت معالجة بعض هذه القضايا بموجب الصلاحيات التي يكفلها الدستور لرئيس الجمهورية وفي حدود ما يسمح به القانون.
ورداً على استفسارات بعض الصحفيين، أوضح الرئيس أن قناة السويس الجديدة ستساهم في إثراء حركة الملاحة الدولية وتيسيرها، لاسيما مع التطور في صناعة السفن والناقلات البحرية العملاقة التي تتطلب أعماقاً كبيرة للمجاري الملاحية، فضلاً عما ستوفره من وقت انتظار عبور السفن والذي كان ينعكس في ارتفاع تكلفة النقل ومن ثم البضائع. وأضاف الرئيس أن منطقة القناة ستشهد مشروعاً وطنياً للتنمية سيشمل مناطق صناعية وخدمات لوجستية، وقد تم بالفعل اتخاذ أولى خطواته من خلال تدشين مشروع تنمية منطقة شرق بورسعيد.
وعلى الصعيد الحقوقي، أكد الرئيس أن مصر تحترم حقوق الإنسان جنباً إلى جنب مع حماية حقوق المواطنين من أية محاولات للاعتداء عليهم أو المساس بأمنهم واستقرارهم، أخذاً في الاعتبار أن مصر دولة يناهز تعداد سكانها تسعين مليوناً لديهم حقوق اقتصادية واجتماعية في مجالات حيوية مثل التعليم والصحة وغيرها ينبغي توفير المناخ المناسب لإقرارها، ومن ثم فإن الدولة تسعى جاهدة لتحقيق التوازن بين إقرار الحقوق والحريات وبين إرساء دعائم الأمن والاستقرار.
وأضاف السفير علاء يوسف أن الرئيس أكد على أهمية دور الأزهر الشريف وبعثاته في الدول الافريقية، منوهاً إلى حرص مصر على تلبية احتياجات أشقائها الأفارقة من الأئمة والوعاظ والمعلمين، وذلك لنشر القيم الإسلامية الصحيحة السمحة.
وفي ختام اللقاء، طلب الرئيس من رؤساء التحرير الأفارقة نقل تحياته إلى أبناء شعوبهم، مؤكداً حرص مصر على تعزيز أواصر التعاون معهم في كافة المجالات والترحيب بهم في بلدهم الثاني مصر.