بيان عاجل من الإفتاء عن تغيير قيادات حركة "طالبان"

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية

أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة أن التيارات والجماعات التكفيرية المتعددة المنتشرة على الساحة الإقليمية والدولية تتشابه بدرجة كبيرة قد تصل إلى حد التطابق في المنطلقات والغايات، ويوجد بينها عدة تمايزات في التكتيكات المرحلية والأداء الحركي، إلا أنها جميعًا تنتمي إلى أيديولوجية متطرفة واحدة بأفكار ثابتة.

جاء ذلك في أعقاب وفاة الملا عمر زعيم حركة طالبان أفغانستان وتعيين الملا أختر منصور خلفًا له، والذي دعا فور توليه زعامة الحركة إلى وحدة الصف ونبذ الخلافات داخل الحركة، حيث تزامن ذلك مع حدوث خلافات كبيرة داخل الحركة على نتيجة تولية زعامة الحركة.

وأكد المرصد في بيان له صباح اليوم أنه لا يجب التعويل على حدوث إنشقاقات أو تصدعات بحركة طالبان، أو الاعتقاد أنه يمكن أن يؤثر وجود زعيم جديد على رأس الحركة في توجهها العام وسلوكها الإرهابي، فالجماعات التكفيرية والمتطرفة تنهل من معين واحد وتحمل أفكار واحدة، وبالتالي فإن أي تغير في قيادة الحركة لا يمكن بحال من الأحوال أن يؤثر على التوجه العنيف للحركة أو يدفع الحركة إلى تبني السلمية بديلا للعنف والإرهاب.

وأوضح المرصد أن الانشقاقات التي يمكن أن تحدث جراء تولي الملا أختر منصور رئاسة الحركة لا تعدوا كونها انتقال عناصر تفكيرية من معسكر طالبان إلى معسكر تكفيري آخر، ويرجح أن يكون تنظيم "داعش" كونه المعسكر الأوفر حظًا والأكثر تنظيمًا بين التنظيمات التكفيرية الحالية، دون أن يعني ذلك أي تحول في التوجهات الإرهابية للجماعات التكفيرية أو أي من عناصرها.

ودلل المرصد على ذلك بما يمكن أن يسمى "ظاهرة انتقال المقاتلين" بين الحركات التكفيرية المتعددة، مثلما حدث في سوريا حيث قام جناح تابع لجبهة النصرة -وهي جناح تنظيم القاعدة في سوريا- بمبايعة تنظيم "داعش" في بلدة البوكمال على الحدود السورية العراقية، كما بايعت مجموعة من عناصر تنظيم "القاعدة" في اليمن زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، ناقضة بذلك بيعتها لزعيمها أيمن الظواهري، وأعلنت كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية في تونس انشقاقها عن تنظيم القاعدة ومبايعتها تنظيم "داعش"، وهو ما يؤكد أن كل التيارات التكفيرية تحمل نفس الداء ولا فرق بين فصيل وآخر سوى في التكتيات الحركية والميل النوعي للعنف والتشدد.

وشدد المرصد على أن مواجهة الإرهاب لابد أن تكون مواجهة للأفكار والعناصر الإرهابية دون النظر إلى المسميات أو التعويل عليها، فالداء يكمن في الأيديولوجية التكفيرية التي يحملها العنصر المقاتل لدى الحركات التكفيرية وينقلها إلى الأماكن التي يتسنى له الدخول إليها.