أسرار زيارة "كيرى" إلى القاهرة وأبرز الملفات على مائدة الحوار الإستراتيجي المصري الأمريكي
وصل إلى القاهرة أمس السبت، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قادما من واشنطن فى زيارة للقاهرة تستغرق يومين.
حيث إلتقى كيرى نظيره سامح شكري، فى إطار جلسات الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى، صباح اليوم الأحد، لبحث عدد من القضايا الأمنية في المنطقة، وسبل دعم مصر في مواجهتها للتهديد الإرهابي في شبه جزيرة سيناء.
فى البداية قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، إن زيارة كيرى تأتى في إطار جولته للشرق الأوسط، والتى تشمل مصر وقطر، قبل أن يتوجه لزيارة عدد من دول جنوب أسيا.
وأضاف عودة إن كيري يترأس مع نظيره المصري سامح شكري "الحوار الاستراتيجي" بين الدولتين، موضحا أن هذا الحوار من الأهمية أن يتناول عدة ملفات مختلفة, على رأسها العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة الوضع في كل من سوريا واليمن وفلسطين والعراق وليبيا , بالإضافة إلى مكافحة ظاهرة الإرهاب.
وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن إدارة "أوباما" تحاول فيما تبقى من عمرها، أن تتخذ خطوات جادة فى إتجاه محاربة تنظيم داعش الارهابى والقضاء عليه، حيث تتعرض لهجوم من منافسيها الجمهوريين، بتهمة دعم الإرهاب المتأسلم، فى منطقة الشرق الأوسط.
وربط خبير السياسة الدولية بين جولة كيرى فى المنطقة، وجولة آشتون كارتر، وزير الدفاع الأمريكى الذى زار دولا أخرى من بينها السعودية وإسرائيل، قبل أسابيع من مجئ كيرى.
مشددا على أن العسكرية تتحرك دائما بالتوازى مع الدبلوماسية، وهناك العديد من الملفات تحتاج للجهود من الجانبين الإستراتيجى والدبلوماسى.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أن زيارة كيرى وقبله وزير الدفاع للمنطقة تتصل أيضا، بملف العلاقات الأمريكية الإيرانية، ومصالح واشنطن مع إسرائيل والسعودية والخليج ومصر، بعد توقيع الإتفاق النووى، إلى جانب مصير سوريا والعراق بعد التدخل التركى المباشر، وقبله الدور الإيرانى، وكلها قضايا تمس الأمن القومى المصرى والعربى، وتهتم الإدارة الأمريكية بمناقشتها مع دول بحجم مصر والسعودية.
ومن جانبه توقع السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر السابق لدى سوريا، أنه من أهم أهداف هذا الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى، تأتى مناقشة سبل محاصرة تنظيم داعش في العراق وسوريا، والقضاء كليا على فروعها بالمنطقة، عن طريق توسيع نظرة التحالف الدولى لتشمل تشكيلات ومجموعات داعش الأخرى فى كافة أرجاء المنطقة وأنحاء العالم، وعلى رأسها تلك الكيانات التابعة له فى ليبيا، ولس فقط سوريا والعراق.
وشدد بدر على أن مصر ترغب فى التأكيد على أهمية عدم قصر عمليات وجهود التحالف على العراق وسوريا فقط، ولكن من الضرورى أن يضع التحالف نصب عينيه التصدى لكافة التنظيمات والمجموعات الأخرى المتحالفة مع هذا التنظيم، أو المتبنية للأفكار الإرهابية والتخريبية، والتى لا تقل خطورة عن داعش، بما فيها جماعة الإخوان والميلشيات الشيعية المدعومة من إيران مثل الحوثيين وغيرهم.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مصر تطالب بانتهاج استراتيجية ورؤية أكثر شمولاً وسرعة فى مواجهة هذا التنظيم يكون هدفها النهائى القضاء التام عليه فى أسرع وقت ممكن.
لافتا إلى أن محاربة داعش والارهاب فى المنطقة بوجه عام، لا تنفصل عن مشاورات الرئيس السيسى مع وزير الدفاع السعودى، مؤخرا حول تشكيل القوة العربية المشتركة، موضحا أن واشنطن مهتمة بالوقوف على تفاصيل واستراتيجيات هذه القوة، وما هى أهدافها وأسبقياتها، بهدف الاستفادة منها ووضعها تحت السيطرة الأمريكية، ومن ثم يأتى كيرى للقاهرة فى أعقاب زيارة الأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع السعودى، والإعلان عن قرب تشكيل الجيش العربى المشترك.