أسرار الكنيسة

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر

■ «الهجر».. أزمة جديدة فى مسودة الأحوال الشخصية ■ القس مكارى يونان: ممارسة الجنس بين «الشيطان والمرأة» ممكن.. والكنيسة ترد: «بدعة»


■ تباينت ردود أفعال الأقباط، حول مسودة قانون الأحوال الشخصية الجديدة، التى أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بدء العمل بها منذ أول يوليو الجارى، بجميع المجالس الإكليريكية الستة، لحين اعتمادها من مجلس الشعب المقبل.

شملت المسودة الجديدة، عنصرًا جديدًا يسمح للزوجين الأقباط الأرثوذكس بالانفصال لغير علة الزنى - كما كان متبعًا فى عهد البطريرك الراحل شنودة الثالث - وهو عنصر «الهجر» الذى ارتبط طبقًا للمسودة بعامل الزمن، وهو ثلاث سنوات متصلة، ما أثار جدلاً بين مؤيد ومعارض فى الوسط المسيحي.

مينا أسعد، مدرس علم اللاهوت، ومنسق حركة حماة الإيمان، أعرب لـ»الفجر»، عن استيائه من وجود عنصر «الهجر» داخل مسودة الأحوال الشخصية، مؤكدًا أنه لا يوجد دليل واحد داخل الإنجيل وتعاليم السيد المسيح، أو قوانين المجامع الكنسية، على السماح للزوجين المسيحيين بالانفصال بسبب «الهجر»، وعلى العكس فإن تعاليم البطريرك العشرين من بطاركة الكنيسة، وهو القديس أثناسيوس الرسولى، الملقب بحامى الإيمان نصت على أن الكاهن الوسيط فى فك زيجة يستوجب الحرمان، بالإضافة إلى مناداة القديس بولس الرسول- أحد تلاميذ السيد المسيح - بعدم مفارقة المرأة رجلها مع التأكيد أنه إن حدث، فلا يجب أن تتزوج ثانية.

ومن جانبه قال نادر الصيرفى ، منسق رابطة «أقباط 38»، فى تصريح خاص لـ»الفجر»، إن الفكرة الأولى لإضافة ذلك العنصر لمسودة الأحوال الشخصية، كانت له وطرحها فى محاضرة ألقاها بدير الأنبا بيشوى بحضور البابا تواضروس الثانى، وعدد من الأساقفة، كان على رأسهم الأنبا بولا أسقف طنطا، ورئيس المجلس الإكليريكى قبل الانقسام لمدة 25 عاما.وأكد «الصيرفى « أن المرأة التى تهجر زوجها، لا يجب أن تُطلّق بدعوى الزنى الحكمى، لأن ذلك قد لا يكون صحيحًا فربما هجرت زوجها لكنها لم تزن، فى تلك الحالة يجب أن تطلق بدعوى «الهجر»، مؤكدًا أن الإنجيل لم ينص على أنه لا طلاق إلا لعلة الزنى، وأرجع ذلك إلى أن الامر يكمن فى الخطأ بالتفسير.

 القس مكارى يونان، شخصية شهيرة ومثيرة للجدل داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لاسيما أن مؤيديه يعتقدون أن الله منحه موهبة إخراج الشياطين والأرواح الشريرة من أجساد البشر، بالإضافة إلى اتهام بعض المطارنة والأساقفة له بالميول للكنائس غير الأرثوذكسية فى عظاته وأسلوبه فى التراتيل.

وزاد الأمر صعوبة ادعاء إحدى القنوات الدينية ظهور المسيح فى عظته الأسبوعية التى كانت منذ ما يقرب من شهر، وهذا ما نفته الكنيسة القبطية الارثوذكسية، واختتم القس مكارى جدالياته بتأكيده فى عظته الأخيرة إمكانية معاشرة الشيطان للنساء جنسيًا، ما تسبب فى جدل كبير بين المسيحيين فى مصر وخارجها.  

القس مكارى يونان، هو كاهن الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية، واشتهر بما يشاع أنه إخراج الشياطين والأرواح الشريرة من أجساد البشر، حسب ما يؤمن مؤيدوه، كما يعتبر من أشهر مثيرى الجدل فى الكنيسة منذ عهد البطريرك الراحل شنودة الثالث وحتى الان، لاسيما أن الأنبا بيشوى رئيس قسم اللاهوت بمعهد الدراسات القبطية، ومطران دمياط اتهمه فى أكثر من مرة بالميول ناحية الطوائف الغير أرثوذكسية، الا أن الكنيسة لم تتخذ تجاهه اى موقف حتى الآن نظرًا لشعبيته بين المسيحيين والمسلمين.

مصدر كنسى أكد لـ «الفجر» أن الأنبا رافائيل، وهو سكرتير المجمع المقدس، وأسقف كنائس وسط القاهرة، وهى المنطقة التى تقع بها الكنيسة المرقسية الكبرى، التى يخدم بها القس مكارى يونان، لا يرضى عن بعض سياسات وتعاليم القس مكارى فى الخدمة، ما تسبب عدم وصول الأخير إلى رتبة القمصية إلى الآن، على الرغم من سنه الكبيرة.

قال «مينا أسعد»، مدرس علم اللاهوت، فى تصريح خاص لـ«الفجر» إن المسيحية ترفض رفضًا تامًا كل ما أثير مؤخرًا بشأن وجود إمكانية لممارسة الجنس بين الشياطين والنساء.

وأكد «أسعد» أن فكرة زواج البشر من الشيطان هى بدعة غير مسيحية، نادى بها «ِشهود يهوه»، وهم جماعة لا تعترف الكنائس العالمية أو الدولة بأنهم مسيحيون، مؤكدًا أن البطريرك الراحل شنودة الثالث رد على تلك البدعة بالإشارة إلى أن الملائكة لا يوجد بينهم جنس أى ليس فيهم ذكر وأنثى، وهكذا لا يعرفون أيضًا الجنس من حيث الشهوات الجسدية، مؤكدًا أن النساء لسن أجمل من الملائكة، وبالتالى فلا يمكن أن يفتنهم، متسائلًا: «من أين أتتهم الشهوة الجنسية وهى ليست كائنة فى طبيعتهم؟! والمعروف عن الملائكة العفة والطهارة».