تفاصيل الخلاف بين أمريكا وتركيا على "خطة تقسيم سوريا" بعد طرد "داعش"

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية

اعترف الرئيس السوري بشار الأسد، في خطابه في دمشق مؤخرا، بأن قواته تواجه هزائم، وتعاني من نقص في الإمدادات، وتريد أن تركز على مناطق معينة في سوريا، وبعدها مباشرة أعلن مسؤولون أميركيون، أن الولايات المتحدة وتركيا اتفقتا على تأسيس "منطقة أمنة" داخل الأراضي السورية، تكون نواة لحشد ما أسموه  بالمعارضة المعتدلة.

وفى السياق ذاته تحدث تلفزيون "فوكس اليميني" عن هذا الاتفاق، ووصفه بأنه، بداية التحرير الحقيقي لسوريا. 

وأشار التلفزيون إلى أن قادة في الحزب الجمهوري، ومنهم السيناتور جون ماكين  الصهيونى وصديق التنظيم الدولى للإخوان، ظلوا منذ سنوات يريدون من الرئيس أوباما خطة واضحة ومباشرة للتخلص من نظام الأسد في سوريا.

وحسب الاتفاق حول "المنطقة الآمنة"، يجري وضع "خطة شاملة لهزيمة داعش نهائياً"، تتكون من خطوات، بينها، طرد "داعش" من منطقة طولها 68 ميلا تمتد من نهر الفرات غربا إلى حلب. ووضع المنطقة المحررة تحت سيطرة المعارضة السورية المعتدلة، التى هى من وجهة نظرهم جبهة النصرة الإخوانية.

فيما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، إن هناك خلافا بين البلدين حول الخطوة التالية، وهي إعلان "منطقة حظر طيران" فوق المنطقة الآمنة، وقالت: "أي تعاون عسكري مع تركيا لن يشمل تأسيس منطقة حظر طيران".

فى البداية قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، إن الخلافات كانت قائمة منذ فترة، موضحا أن أمريكا كانت قد  اتهمت تركيا بمساعدة تنظيم داعش،  كما  رفضت واشنطن طلب تركيا باحتلال شريط حدودي مع سوريا.

مشيرا إلى أنه بعد خلافات لأكثر من ثلاث سنوات حول سوريا، أعلنت واشنطن أن تركيا وافقت على أن تستعمل الطائرات الأميركية قاعدة "انجيرليك" التركية، بهدف ضرب "داعش" في سوريا والعراق، وجاءت الموافقة في اتصال هاتفي يوم الأربعاء الماضي بين الرئيس باراك أوباما والرئيس التركي إردوغان.

وأوضح عودة أن هذا الخلاف ليس الأول بين واشنطن وأنقرة، ولكن كان هناك توتر فى العلاقات منذ أن رفضت تركيا استعمال أراضيها لغزو العراق عام 2003، ثم جاء رفض تركيا السماح للأميركيين باستخدام قاعدة انجيرليك ليزيد الاختلافات بين البلدين مؤكدا أن المشكلة حاليا هى أن أمريكا تريد استعمال القاعدة، وفى المقابل تريد تركيا شريطا حدوديا في الأراضي السورية، كما تريد التركيز على مواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن المسئولين الأمريكان يقولون أن الرئيس التركى يضع تصورات جغرافية للوضع فى سوريا، تختلف عن تصوراتهم.

ومن هذه النقطة تحدث الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، ورئيس وحدة الدراسات الإستراتيجية بالمركز القومى لبحوث الشرق الأوسط، مؤكدا أن ما يحدث الآن يتعلق مباشرة بعمل المؤسسات والأجهزة الأمريكية.

وأضاف فهمى إنه تجرى حاليا تقييمات عسكرية وإستراتيجية داخل "السى أى أيه"، وتحديدا داخل ال" السيكشن" المعنى بمنطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن تلك التقييمات هدفها مراجعة جملة السياسات الأمريكية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط.

وأشار  الخبير السياسى إلى أن العراق مقسم بالفعل، وهناك دولة كردستان التى لديها مظاهر السيادة الكاملة، ولا ينقصها سوى عضوية الأمم المتحدة، ومن المتوقع فى نهاية المطاف، حسب  تقديرات المخابرات الأمريكية، أن ينتقل بشار الأسد إلى مناطق العلويين، ليعلن إمارة علوية، مستقلة عن سوريا، لافتا إلى أنه من هنا يأتى الخلاف بين واشنطن وأنقرة، حول نصيب بشار من الكعكة، فى مقابل نصيب تركيا، والأكراد، وهل سيتم طرد داعش نهائيا، أم ستؤسس دولة مستقلة.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أنه لا توجد مشكلة داخل الإدارة الأمريكية فى التعامل مع الدول الغير راسخة، والتى ستقيمها جيوش القطاع الخاص، على غرار داعش وخراسان وغيرها .