داود الشريان: لماذا تغيّـر موقف تركيا من «داعش» ؟
قال الكاتب الصحفي داود الشريان، إن وقف تدفُّق المقاتلين الأجانب، كان أهم بنود مؤتمر بروكسيل للتحالف ضد «داعش» والذي عُقد في 3 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لكنه يقع خارج سلطة التحالف، وهو قرار تركي. وحدها أنقرة قادرة على تنفيذه، ولديها أطول حدود مع سورية والعراق. وهي تردّدت في الانضمام إلى التحالف، ووضعت شروطاً، ثم برّرت رفضها بالشك في الأهداف النهائية للمتحالفين. اليوم تغيَّر موقف تركيا، شنّت غارات على «داعش» في عمق الأراضي السورية، وفتحت قواعدها أمام التحالف للهجوم على التنظيم. لماذا تغيَّر موقف أنقرة من مواجهة «داعش»؟.
وأضاف خلال مقالا له بالحياة اللندنية تحت عنوان :" أضعف الإيمان (لماذا تغيّـر موقف تركيا من «داعش»؟: صالح مسلم رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي في سورية، أجاب عن هذا السؤال في الجزء الأول من حواره مع «الحياة»، الذي نُشر أمس. قال مسلم: «نحن على اقتناع بأن «داعش» ليس سوى أداة يستخدمها آخرون في مهمة تدميرية لأغراض معينة. حين يطرح تنظيم برنامجاً غير واقعي وغير قابل للتطبيق، فهذا يعني وجود أهداف غير معلنة»،وأضاف: «طرفان رئيسيان يوجّهان «داعش» ويدعمانه: الأول الذي يريد تغيير ديموغرافية المناطق الكردية والقضاء على الأكراد وتطلعاتهم، والثاني هو الجهة التي تخاف من التأسيس للحلول الديموقراطية التي تتبلور في مناطق وجود الأكراد في سورية». وسأله الزميل غسان شربل: هناك من يتحدّث عن خيط تركي يحرّك «داعش» ضد الأكراد في العراق وسورية، فقال: «نعم. لدينا شكوك كبيرة في هذا الموضوع، ولدينا دلائل كثيرة، خصوصاً لدى قيام التنظيم بغزو كوباني. ظهرت دلائل عبر مراقبة الحدود، حيث كان هناك من يعبر الحدود للانضمام إلى صفوف التنظيم، وكانت هناك اجتماعات عند الحدود بين جنود أتراك و «داعش»، وإمداد «داعش» بالأسلحة عبر الحدود.
كانت منطقة تل أبيض المعبر الرئيس بين تركيا و «داعش» في الرقة». وأكد اتهام تركيا قائلاً: «إنه ليس مجرد اتهام، هناك حقائق موجودة، وطرحناها أمام الأتراك لدى اجتماعنا بهم». وتحدّث عن استخدام تركيا بعض أطراف الائتلاف السوري لهذا الهدف قائلاً: «راجع البيانات التي يصدرها سالم المسلط الناطق باسم «الائتلاف» الذي يضطر أحياناً إلى التوضيح والاستدراك». وأكد أن الخيط الذي يربط بعض «الائتلاف» بـ «داعش» يمر في اسطنبول، هذا ما نعتقده. «الائتلاف» لن يكون حراً في رأيه إذا بقي في اسطنبول. وحين يخرج يكون هناك بحث آخر».
لعل أنقرة اكتشفت متأخرة أن نافخ الكير «إِما أن يحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحاً خبيثَة»، ولكن إذا تفهّمنا الأهداف السياسية لتحالف تركيا مع تنظيم «داعش»، واستخدامه في الهيمنة على سورية لمنع تكرار تجربة الأكراد في العراق، وربما تنفيذ أجندة تقسيم المنطقة، كيف نستطيع تفسير انخراط أعضاء في «الائتلاف» السوري في هذا الدور؟ هل أصبحت محاربة المواطنين السوريين الأكراد، جزءاً من أهداف الثورة السورية؟
إن صح كلام صالح مسلم، فإن الثورة السورية ستفضي إلى كوارث أقلها التشرذُم والتقسيم.