إيران تنقلب على أمريكا وتقرر

عربي ودولي

بوابة الفجر


تعهّد مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي التصدّي للولايات المتحدة وسياساتها في منطقة الشرق الأوسط، على رغم الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى الكبرى الثلاثاء الماضي.

جاء ذلك بعد ساعات على إعلان البيت الأبيض أن "الخيارات العسكرية لا تزال مطروحة مع إيران، لكن إدارة الرئيس باراك أوباما تستخدم الديبلوماسية أولاً". لكن الرئيس الأمريكي استدرك في خطابه الأسبوعي أمس، أن "الاتفاق يمنع خطر اندلاع حرب جديدة في المنطقة الأكثر حساسية في العالم".

وأكد خامنئي في كلمة ألقاها بمناسبة عيد الفطر في ساحة الإمام الخميني وسط طهران، أن الاتفاق "لن يغيّر سياسة بلادنا في مواجهة الإدارة الأمريكية المتغطرسة، ولا دعمنا أصدقاءنا في المنطقة وشعوبها في فلسطين واليمن وسورية والعراق والبحرين". 

وتابع: "يصف الأمريكيون أفراد حزب الله اللبناني بأنهم إرهابيون، ويرون أن إيران تدعم الإرهاب، في حين هم أنفسهم الإرهابيون الحقيقيون الذين ابتدعوا (تنظيم) داعش، ويؤيّدون الصهاينة الأشرار وفظائعهم في قطاع غزة".

وكان الرئيس حسن روحاني شدد على أن الاتفاق الذي اعتبرته إسرائيل "خطأ تاريخياً" وانتقدته السعودية، سيعزز علاقات طهران مع دول الجوار.

ووسط هتافات "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" التقليدية، قال المرشد: "كررنا مرات إننا لا نتحاور مع الولايات المتحدة حول المسائل الدولية والإقليمية أو الثنائية. تفاوضنا معها أحياناً، كما في الموضوع النووي، على أساس مصالحنا، لكن سياساتها في المنطقة تتعارض بالكامل مع مواقفنا". 

وشدد على أنه لن يحصل "انفراج أوسع" مع واشنطن التي حاولت "إخضاعنا"، معتبراً أن "ظروفاً استثنائية تبرر المحادثات".

وأكّد الرجل الأول في إيران والقائد الأعلى للقوات المسلحة، تصميم بلاده على صون قدراتها العسكرية "في مناخ التهديد الذي خلقه الأعداء"، مكرراً أنه "وفق القرأن الكريم والشريعة، نعتبر أن إنتاج سلاح نووي وامتلاكه واستخدامه حرام. وهذا الأمر لا علاقة له بالمفاوضات".

وأشاد خامنئي بالرئيس روحاني والمفاوضين الإيرانيين، مؤكّداً إنهم يستحقون مكافأة إنجاز الاتفاق الذي كرر بأنه لم يصبح قانوناً بعد، ويجب درسه بدقة وإقراره في مجلس الشورى (البرلمان)، علماً أنه أبلغ سفراء دول إسلامية التقاهم لاحقاً أن "إيران لا تثق بالولايات المتحدة لأن ساستها ليسوا مخلصين وعادلين".

إلى ذلك، صرّح الجنرال محمد علي جعفري، قائد قوات "الحرس الثوري"، أن وحدة النخبة لديها "مخاوف من تأثير بنود قرار مجلس الأمن الخاص برفع العقوبات الدولية على برنامج إيران للصواريخ البالستية".

ومع استمرار محاولة الولايات المتحدة وبريطانيا طمأنة الدول الخليجية وإسرائيل إلى أمنها، شدد الرئيس أوباما على أن الاتفاق "يبعد إيران أكثر عن صنع قنبلة، كما يفرض حظراً دائماً على حيازتها سلاحاً نووياً، ورقابة متواصلة على مدار 24 ساعة لمنشآتها النووية الرئيسية". 

وتابع: "إذا انتهكت إيران الاتفاق سيُعاد فوراً فرض العقوبات التي أدّت إلى شلل اقتصادها وعززت إمكان إبرام هذا الاتفاق".

ورحّب أوباما بأي سؤال قد يطرحه معارضو الاتفاق في الكونغرس حول بنوده، علماً أن الكونغرس يملك مهلة 60 يوماً لمراجعة الاتفاق والتصويت عليه بالموافقة أو الرفض.