نص كلمة الرئيس اليمني بمناسبة عيد الفطر
وجه رئيس الجمهورية اليمني عبدربه منصور هادي، يوجه خطابًا لأبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج بمناسبة عيد الفطر المبارك.
وقال منصور: "الحمدلله رب العالمين حمدًا طيبًا مباركًا فيه، الحمدلله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، والصلاة والسلام على نبي الرحمة ورسول الإنسانية المبعوث رحمةً للعالمين، الأخوة المواطنون الأخوات المواطنات، يا أبناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج، أتوجه إليكم جميعاً أينما كنتم بالتهنئة القلبية الصادقة والمخلصة بحلول عيد الفطر المبارك، سائلين الله أن يجعله عيدًا سعيدًا على اليمنيين وفرجًا ومخرجًا، مما يعانونه من البلاء والابتلاء".
و"دعا أن يكشف ما هم فيه من ضر، ويرفع عنهم ما لحق بهم من أذى، متمنين لكم ولكل أبناء أمتنا العربية والإسلامية صومًا مقبولًا، وذنبًا مغفورًا، ومبتهلين إلى الله أن يعيده على المسلمين جميعًا وقد تحقق لهم ما يصبون إليه من عز ونصر".
وتابع: "كما أنه من حسن الطالع أن تتزامن تهنئتنا بشهرنا العظيم بعيد الفطر المبارك في ظل أجواء البهجة والسرور والفرحة التي تجتاج قلوب اليمنييون نتيجة الانتصارات العظمية التي حققتها المقاومة الشعبية في عدن، عدن الشموخ والتحدي، عدن الصمود والإباء، ليصبح العيد عيدين، والفرحة فرحتين، فهنيئًا لشعبنا، وشكرًا لربنا تعالى، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، وأننا على موعد قريب مع النصر المحقق والمبين لكامل وطننا الحبيب، يا أبناء شعبنا اليمني الكريم".
واضاف بحسب قناة "العربية الحدث" : "لقد مر هذا الشهر الكريم على اليمنيين عموماً في ظل ظروف قاسية ، وتعقيدات بالغة بفعل ما الحقه الانقلابيون المتمردون من مليشيات الحوثي وصالح من عقاب جماعي دونما مراعاة لحرمة الدماء ،او لعظمة وقدسية شهر الرحمات ، بل وحولوا البلاد الى سجن كبير ،فتلك الظروف التي تمر بنا ويحل علينا العيد فيها بما تشهده من قساوة وتعقيدات لتوجب علينا مزيداً من التعاون والتكافل وصلة الارحام ، وتعهد المساكين، ولقد كان للتواصل وخصال التعاون على البر والتقوى التي يتميز بها مجتمعنا وشعبنا اليمني الكريم دوراً بالغاً في التخفيف من سوء الوضع التي تمر بها البلاد رغم كل الممارسات الانسانية من مليشيات الانقلابية التي اعاقت ادوار الخيرين الاغاثية والانسانية تجاه الشعب اليمني المكلوم ، واستمرت تلك المليشيات فقط في اعمالها التدميرية من قتل لليمنيين، وهدم لمساكنهم ، ومحاصرة لمدنهم ، واستهدافاً للمنشأت الحيوية ، واقتياد الاحرار الشرفاء الى السجون والمعتقلات".
وتابع : "يا أبناء شعبنا اليمني الابي، يحل علينا العيد وقد فقدت اغلب البيوت والعوائل في الجنوب والشمال عزيزاً عليها من بين افرادها بين شهيد او جريح او مشرد او مخطوف لدى مليشيات الامامة الغاشمة والطامحة بالعودة باليمن للوراء، مستعينة بادوات دولة العائلة التي سلمها لها صالح حقداً وانتقاماً من الشعب اليمني الذي ثار في اوجوههم في مراحل عدة من تاريخ شعبنا اليمني المجيد ، وغدراً وخيانة لما توافق عليه اليمنييون في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ،ثم مخرجات الحوار الوطني ،واننا ندرك جيداً حجم المعاناة الانسانية والخدمية التي يمر بها ابناء شعبنا في مختلف المحافظات ،ونبذل قصارى الجهد لتخفيف تلك المعاناة ،ولقد وجهت الحكومة برفع وتيرة العمل لتلبية احتياجات الناس العاجلة في كافة المجالات الخدمية والاغاثية بما من شأنه تخفيف تلك المعاناة والمأسات ، واننا نتابع ذلك باهتمام بالغ ،ونوليه اولية كبيرة.
وقال: "إنه لمن الواجب علينا في هذا المقام ان نتوجه بالتهنئة والاكبار اولاً الى المقاومين الشرفاء الاحرار في كل الجبهات والميادين ، والتهنئة ايضاً لاهالي شهداءنا العظماء الابرار الذين بذلوا دمائهم الزكية رخيصة للدفاع عن ارضهم وعرضهم وكرامتهم، ولاستعادة حق الشعب اليمني في حكم بلدة بعيداً عن اوهام الانقلاب والسلالية الرجعية البغيضة.
إن الصمود الاسطوري البطولي الذي تبديه المقاومة الشعبية ومعها وحدات الجيش الوطني الشجاعة في مواجهة تحالف الشر والغدر والخيانة لو حري بالتحية والاكبار والعرفان ، فتحية لكم ايها الشرفاء الميامين الابطال عنوان عزتنا ، ورمز كرامتنا في عدن الباسلة ، عدن الصمود والتحدي، وفي تعز، ومأرب ، والضالع ، ولحج ، وابين ، والبيضاء ن والحديدة، وفي كل الجبهات والميادين على امتداد ترابنا الطاهر ، دعوني ازف اليكم اجمل التهاني وصادق التبريك لما تحقق لكم من نصر عظيم في عدن ، عدن التي ابهرت الجميع في الداخل والخارج ، سطرته دمائكم الزكية الطاهرة ، وعرق جبينكم ، وصلابة سواعدكم ،وصبركم ، وجلدكم ، وهاهو اليوم يتحقق ماكنا نقوله سابقاً من ان عدن ستكون مفتاح الخلاص لشعبنا ووطننا وقضيتنا ، فمن عدن سنستعيد اليمن وماتحقق فيها من انتصار انما هو فاتحة انتصارات مجيدة ومتوالية حتى يستعيد اليمنييون بلادهم رافعين الرؤوس والهامات ليبينوا احلامهم التي قدموا من اجلها التضحيات الجسام".
وأضاف: "ثقوا ايها الاحرار ان شعبكم وقيادتكم يفاخرون بكم ، ويعيشون لحظة بلحظة تضحياتكم وانتصاراتكم، ولن ينسى انباء شعبنا ذلكم الصمود الاسطوري والتضحيات الجسمية لكم، فشعبنا يعشق الحرية ويتوق للخلاص، وها انتم اليوم تبعثون له الامل من جديد ، وتعيدون للمؤسسة العسكرية والامنية قيمتها بل وتضعون نوات لمؤسسة عسكرية وامنية وطنية، لا مؤسسة عائلية أو جهوية أو حزبية، كما لايفوتنا في هذا المقام ان نتوجه بالتهنئة القلبية الصادقة والشكر والتقدير والعرفان باسم الشعب اليمني لاشقائنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية بقيادة اخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي اتخذ قراراً شجاعاً للوقوف مع الشعب اليمني وعمل بكل اخلاص وبذلوا الغالي رخيصاً لانقاذ اليمن والحيلولة دون تحول اليمني الى التجارب الفاشلة التي يتبناها الحوثيون وحلفائهم بالداخل والخارج ، فالشعب اليمني قد مل من هذه التجارب الفاشلة ولن ينسى الشعب اليمني باجياله المتعاقبة هذه الوقفة الاخوية ، كما هو الشكر موصول لدول التحالف العربي والاسلامي الذين يساندون اليمن ويقفون معه في محنته هذه حتى يصل الى بر الامان ليعود كما كان سنداً وعمقاً استراتيجياً لاشقائه ، كما نتوجه بالشكر مجدداً للمجتمع الدولي وجهود مجلس الامن الرامية لتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 .