بالصور .. فن الرؤية (Art Of Seeing) تفتتح معرضها الأول



افتتحت الناقدة د. فينوس فؤاد أمس معرض التصوير الفوتوغرافى لمجموعة فن الرؤية والذى تقول عنه أنه معرض فى غاية الأهمية فى المرحلة الحالية ، فعلى الرغم من أنه معرض خاص بالتصوير الفوتوغرافى إلا أنه معرض خارج السرب ، فهو معرض لنهاية فترة تدريب مجموعة من الهواه على فنون وتقنيات التصوير الفوتوغرافى إختاروا التدريب بتقنيات جديدة أوروبية مختلفة عن التقنيات التقليدية المستخدمة فى التصوير الفوتوغرافى الشائع والتى تعتمد غالباً على أنواع العدسات وزوايا التصوير والتحكم فى الظل والنور ..الخ من التقنيات المعروفة والشائعة .

فعلى الرغم من المكانة الكبيرة التى حظى بها فن التصوير الفوتوغرافى فى السنوات الأخيرة من إهتمام يرجع إلى التطور التكنولوجى الهائل فى آلات التصوير وكذلك توفير الكاميرات فى معظم التليفونات المحمولة ، إلا أنه اقتصر وتحدد فى إستخدام الصورة فى إطار المفهوم السطحى المباشر للتصوير والمقتصر على تسجيل الواقع بصورة مباشرة مع إستخدام بعض المعالجات الجرافيكية باستخدام بعض برامج وتقنيات الكمبيوتر.

ولكن الجديد فى هذا المعرض وهذه المجموعة هو بحثهم عن المفهوم الذى يريدون تحقيقه أولاً من خلال التصوير ، ثم البحث عن العناصر التى تساعد على توصيل هذا المفهوم للمتلقى ، ثم البحث فى طبيعة الألوان وطاقاتها لاستخدامها فى وضع السيناريو وتفاصيل الصورة أو بالأحرى التجهيز القائم فى الفراغ المعد للتصوير ، وهم بذلك ينتحون جانب فنون مابعد الحداثة التى تبحث عن المفهوم وليس الشكل ، ولكن هذه المجموعة تحاول التوازن بين تحقيق المفهوم وجمال الشكل وفلسفة الألوان والعناصر معاً مما يؤكد تفردهم وريادتهم لهذا المجال فى مصر .

هذا التوليفة البديعة لا تتوقف عند هذا الحد بل تحاول إستغلال الفراغ الموجود داخل الصورة أو الذى أصبح عملاً فنياً واعياً للوصول إلى توليد طاقة إيجابية لدى المتلقى والمبدع على حد السواء ، مما ينحى بفكر المجموعة نحو التطوير الذاتى أو محاولة الوصول إلى الأفضل للعناصر البشرية القائمة بالعمل الفنى والمتلقين له أيضاً ، حيث يتم العمل داخل إطار جماعى من خلال تقسيم مجموعة العمل إلى مجموعات صغيرة . تهدف فى مجموعها إلى تنمية البشر والأفراد وهو هدف عالمى نبيل لم يستغل الفن لتحقيقه من قبل فى مصر على الإطلاق ، كما انه تحقيق لنظرية أن الفن وسيلة تنفيسية وعلاجية تهدف إلى إتزان الأفراد المتلقين و الممارسين له . فهم مجموعة تنظر إلى الجانب المشرق فى الحياة وتحاول الاحتفاء به لتصبح أكثر فرحا فيولد ذلك بداخلهم طاقة إيجابية وأملاً يكبر كلما اجتمعوا على الإبداع، فيتحول الأمل إلى حلم يتحدى الظلمة ويأمل فى مستقبل أفضل. تلك كانت فكرة المعرض الأول للمجموعة والذى حمل عنوان خارج الصندوق OUT .

مجموعة فن الرؤية هم مجموعة من غير المتخصصين، من أعمار مختلفة ومجالات مختلفة، درسوا قواعد اللغة البصرية ومفرداتها واجتمعوا على الهدف، أن يساهموا في معركة المستقبل بالفن والجمال ، أن مجموعة يجمعها الحب والإيثار والفكر والأمل الذي ننشده لأهلنا ووطننا وأطفالنا ، فتحية لهذا الفكر المتطور للفنان المبدع محمد إسماعيل وفريق العمل بالكامل الذين اندمجوا وتوحدوا فى هدف واحد على الرغم من الفارق الكبير فى الأعمار .