أسباب تخلي أمير قطر عن دعم "الإخوان" وتغيير موقفه تجاه مصر وسوريا

تقارير وحوارات

أرشيفيه
أرشيفيه


فى إطار تغير السياسات الخارجية لكثير من دول العالم تجاه مصر، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد فى تصريحات للصحافة القطرية، إن بلاده تضع كل ثقلها خلف السعودية لإعادة الاستقرار فى اليمن، مشددا على أن قطر لا تقبل أن يتم التصعيد مع أى دولة خليجية .

وعن الأزمة فى سوريا، قال أمير قطر إن عدم معالجة القضية هو ما أنتج التطرف. أما فى الشأن المصرى،أكد الشيخ تميم أن موقف بلاده المبدئى يدعو إلى الحوار وصوت العقل.

مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق بالإخوان أو غيرهم بدليل أن قطر كانت وما زالت تدعم خيارات الشعوب، وأكبر دليل على ذلك هو دعمها لتونس، ورئيسها ليس من الإسلاميين.

فى البداية قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية ورئيس وحدة الدراسات الإستراتيجية بالمركز القومى لبحوث الشرق الأوسط، إن السياسة الخارجية المتوازنة للرئيس السيسى نجحت بالفعل فى إعادة الكثير من دول العالم إلى مصر، لافتا إلى أن موقف قطر من السعودية ليس جديدا؛ لأنها جزء من مجلس التعاون الخليجى بقيادة السعودية، ولا تستطيع الإستغناء عن علاقاتها بدول الخليج وبالسعودية تحديدا.

وشدد أستاذ العلوم السياسية على أن أمير قطر حتى وإن كان قد دعم الحوثيين أو تقارب مع إيران وتركيا، فهو لا يجرؤ على أن يعلن تحديه للإرادة السعودية الخليجية بشأن اليمن؛ لأن بلاده لم تتحمل سحب سفراء الرياض وأبو ظبى والمنامة من الدوحة، التى رضخت للشروط الخليجية، أوعلى الأقل أعلنت ذلك وقتها لتعيد السفراء.

ووصف فهمى تصريحات تميم عن الشأن المصرى وعن جماعة الإخوان، بأنها نوع من المقايضات فى الإتجاه الأمريكى، وليس المصرى فقط، موضحا أن تميم يدرك أن الإدارة الأمريكية ودول الغرب قد طوت صفحة الإخوان مؤقتا، وحتى حركة حماس الإخوانية تسعى الأن للتقارب مع مصر؛ لأنها بصدد توقيع إتفاق مع إسرائيل لوقف إطلاق نار طويل الأمد، وتحتاج لدور مصر فى المباحثات.

وأضاف الخبير السياسى أنه حتى جماعة الإخوان نفسها، تتمنى أن تتصالح مع النظام المصرى، ليعود بها الحال، إلى أيام عقد الصفقات مع السلطة إبان عهد مبارك، لافتا إلى أن بيانات الجماعة لم تعد تذكر شئ عن مرسى والشرعية، وإنما تتحدث عن السلمية والحوار، وهو ما قاله أمير قطر فى كلامه، الذى يمكن إعتباره دفعا فى إتجاه الضغط على النظام المصرى، ليقبل بالحوار مع الجماعة، ويمنحها بعض المكاسب السياسية مقابل إغلاق ملف مرسى والمحبوسين.

وأشار خبير الشئون الإستراتيجية إلى أن الجماعة ومن خلفها الدوحة بل وواشنطن، لم يعد يعنيهم جميعا مرسى والشاطر وبديع، بقدر ما تتشبث الجماعة بالبقاء من خلال المعارك التى تخوضها الأن، من أجل عدم إختفاء وضياع الكيان نفسه.

وفى سبيل ذلك تبدى الجماعة إستعدادها للتضحية بكل القيادات القديمة، والإتيان بوجوه جديدة، مقابل العودة للمشهد السياسى من جديد، كما فعلها من قبل عمر التلمسانى حين عقد صفقة مع النظام، ثم وافق مهدى عاكف على بقاء الشاطر ومالك داخل السجون، مقابل نسبة من مقاعد برلمان 2005 فى عهد مبارك.

وأخيرا قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية، أن قطر تسير خلف أمريكا كالعادة، وواشنطن الأن تميل للتعامل بل والتعاون مع النظام المصرى من ناحية، والضغط عليه للقبول بالحوار مع الإخوان من ناحية أخرى، مشددا على أن السيسى لن يقبل بذلك، خاصة بعد تصاعد أعمال العنف والإرهاب، وعدم قدرة أى نظام على أن يساوم على دماء شهداء من داخل كل عائلة مصرية.

ومن جانبه قال السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر لدى سوريا سابقا، إن قطر تحاول كعادتها أن تحشر نفسها "حشرا"، فى الشأن السورى تارة واليمنى تارة أخرى، بينما تسعى لأن تنفى عن نفسها تهمة التدخل بشكل تحريضى وغير مقبول فى الشأن المصرى، ثم تعود لتقدم نفسها كدولة رائدة فى المنطقة، ونظامها صديق وحليف للكبار، وقريب من أمريكا وإسرائيل وتركيا، رغم كونه صديق لإيران والسعودية، وداعم لحماس والإخوان والتيارات المتأسلمة.

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق إن تصريحات أمير قطر للإستهلاك الإعلامى محليا داخل بلاده، حيث يتعين عليه أن يكشف  لشعبه أسباب تدخل نظامه فى شئون الدول العربية، الأمر الذى جعل الشعوب العربية تكره هذا النظام، مثلما يكرهه الشعب القطرى، بدليل صرخات المعارضة القطرية والتى يسعى نظام أل ثان إلى قمعها وتكميم أفواهها، بالإضافة لجبهات المعارضة فى لندن، وغصب أبناء الأسرة الحاكمة نفسها على سياسات تميم ووالده.

وأشار بدر إلى أن حاكم قطر كان عليه أن يقول هذا الكلام ردا على أسئلة الصحفيين القطريين، واصفا كلماته بأنها لا تحدد أى سياسات ولا تضف جديدا.