بوتين يعقد تحالف مع "نصف البشرية" ضد الغرب
شهدت مدينة أوفا عاصمة جمهورية بشكيريا الذاتية الحكم في روسيا امس، انطلاق اعمال قمتي "مجموعة بريكس" و"منظمة شنغهاي للتعاون"، في اوسع استعراض سياسي تستضيفه موسكو منذ اندلاع المواجهة مع الغرب بسبب أزمة اوكرانيا. وأكد الرئيس فلاديمير بوتين ان تحالف بلاده مع «دول تضم نصف البشرية" يهدف الى تعزيز الاستقرار والأمن في العالم.
وأكد مسؤول في الكرملين ان استضافة القمتين معاً "رسالة تحدٍ ضد محاولات عزلنا او اضعافنا". وافتتح بوتين أمس الشق غير الرسمي لأعمال القمتين بعقد لقاءات ثنائية مع قادة الصين والهند ورؤساء افغانستان ومنغوليا وباكستان وإيران والبرازيل، اضافة الى عدد من قادة جمهوريات سوفياتية سابقة.
ووصف بوتين الصين بأنها "شريك استراتيجي"، وقال ان "توحيد جهود موسكو وبكين كفيل بمواجهة كل الصعوبات في طريقنا".
وتولي روسيا اهمية خاصة لنشاط «منظمة شنغهاي للتعاون» التي تضمها الى الصين وأربع جمهوريات سوفيتية سابقة، هي كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وطاجكستان، خصوصاً ان القمة الحالية ستشهد توسيع المنظمة عبر ضم الهند وباكستان، والاستعداد لانضمام ايران اليها فور رفع العقوبات الدولية عنها بعد توقيعها اتفاقاً نووياً مع الغرب. لكن قمة "مجموعة بريكس" سرقت الأضواء باعتبار ان بلدانها "تضم نصف البشرية، وثلث الناتج الإجمالي العالميط، كما كتب بوتين على موقع القمة بصفته الرئيس الحالي للمجموعة.
وتضم المجموعة اضافة الى روسيا كلاً من البرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وكان بوتين اشار في وقت سابق الى ان «التحالفات الإقليمية الكبرى مثل بريكس تلعب دوراً رئيساً في تحديد السياسات، خصوصاً الاقتصادية في العالم»، في اشارة الى تراجع دور مجموعة «السبع الصناعية الكبرى» التي فقدت موسكو عضويتها فيها. وقال ان «بلدان مجموعة بريكس تنسق مواقفها بعمق وتعاون أكبر في شأن القضايا الأساسية في العالم، وباتت تضطلع بدور فاعل في نظام عالمي متعدد الأقطاب، وفي تطوير نموذج حديث لنظام التجارة والاقتصاد العالمي».
وأعلن يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، أن قمة «مجموعة بريكس» ستتناول «كل القضايا الملحة على الأجندة الدولية، وبينها النزاع في اوكرانيا وملف اليونان والتهديد الإرهابي من قبل تنظيم داعش».
وينتظر ان تخرج القمتان بوثائق مشتركة لتعزيز التعاون بين بلدان المجموعتين ووضع خطط طويلة الأمد للتنسيق على المستوى الدولي، اذ ستقر قمة «شنغهاي» 14 وثيقة الى جانب تبني استراتيجية لتطوير المنظمة تمتد حتى العام 2025 وتتناول قضايا الأمن الإقليمي والرد السريع على التحديات والتهديدات المحدقة والتعاون الاقتصادي.
وأولت موسكو اهمية خاصة لتوحيد مواقف حلفائها حيال أزمة اوكرانيا في محاولة لتخفيف الضغوط الغربية عليها.
وقال اوشاكوف إن «مسودتي بياني قمتي بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون يعكسان ثلاث نقاط مهمة من وجهة نظر روسيا وشركائها تركز على ايجاد تسوية سلمية في اوكرانيا والدعوة إلى إجراء مفاوضات سياسية، ومطالبة الدول المعنية والأطراف المتنازعة بتنفيذ اتفاق «مينسك 2» لوقف النار بالكامل.