العربي يدعو إلى حشد دولي لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي

عربي ودولي

بوابة الفجر


دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي إلى حشد الدعم الدولي لقضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال الإسرائيلي لإبراز معاناتهم أمام الرأي العام العالمي والعمل على إطلاق سراحهم .

وأكد العربي، في كلمته اليوم الأربعاء خلال حفل إطلاق كتاب بعنوان "الأسرى الفلسطينيون آلام وآمال" بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية والصادر عن قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة لمؤلفه الأسير الفلسطيني المحرر "عبد الناصر فروانة"، أن قضية الأسرى هي أحد أركان عملية السلام في المنطقة ولايجوز لإسرائيل تجاهلها أو التعامل معها غير عائبة بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف الأربع .

وقال العربي إن "هذه القضية تشكل مسؤولية دولية تحتاج إلى تحرك سريع لإنهائها "، معتبرا أن كل يوم يمر على الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلى يمثل تقصيرا دوليا في حق أولئك الذين لم يحلموا سوى بوطن وأرض وحرية مثل باقي البشر .

ونوه العربي بأن هذه القضية العادلة على رأس اهتماماته ويحرص على إثارتها في كافة لقاءاته وتحركاته السياسية ، مشيرا إلى مراسلاته العديدة إلى كافة الشخصيات الدولية ذات العلاقة وخاصة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومفوض حقوق الإنسان ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر والتي طالب فيها بإطلاق سراحهم وضرورة المحافظة على كرامتهم الإنسانية.

وأشار الأمين العام إلى الاهتمام العربي بقضية الأسرى حيث قررت القمة العربية في دمشق عام 2008 اعتبار 17 إبريل من كل عام يوماً عربياً للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كما نوه بالمؤتمر الدولي للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذي عقد في بغداد 2012 تحت رعاية جامعة الدول العربية تنفيذاً لقرار قمة سرت 2010 والذي أنهى أعماله بإعلان بغداد الذي تضمن إنشاء صندوق عربي لدعم الأسرى الفلسطينيين والعرب وعائلاتهم وتأهيل المحررين من سجون الاحتلال الإسرائيلى.

ولفت إلى أن العراق تبرعت بمبلغ 2 مليون دولار لهذا الصندوق وتم تشكيل مجلس خاص بالصندوق بعضوية المندوبية الدائمة لدولة فلسطين والممثلية الدائمة لجمهورية العراق وقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة ، مشيرا إلى أن القطاع المالي والإداري في الأمانة العامة للجامعة العربية يتولى تلقي الطلبات المقدمة من وزارة الأسرى والمحررين في دولة فلسطين بإعادة تأهيل الأسرى المحررين وإقرارها وقد تم تمويل مشروعي مساعدة لعدد من الأسرى بمبلغي 580 ألف دولار أمريكي و 150 ألف دولار.

وأشار إلى أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حرصت على إطلاق هذا الكتاب التوثيقي انطلاقاً من إيمانها واهتمامها العميق بعدالة قضية الأسرى والمعتقلين التي تجسد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وإنهائه وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".

وقال إن كتاب "الأسرى الفلسطينيون آلام وآمال" يحمل في طياته شدة معاناة الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والذي قام بتأليفه الأسير المحرر عبد الناصر فروانة، متمنيا أن يصل هذا الكتاب إلى أيدي المنظمات الإنسانية الرسمية للوقوف مع ومساندة قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، معرباعن أمله في مزيد من الدعم والمساندة لقضية الأسرى وغيرها من مكونات القضية الفلسطينية.

كما أكد الأمين العامة للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في مقدمته لكتاب "الأسرى الفلسطينيون آلام وآمال" أن الجامعة تولي أهمية بالغة لقضية الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي لارتباطها الوثيق بالقضية الفلسطينية وامتدادها وتفاعلها داخل كل بيت فلسطيني وعربي .

وأشار إلى أن عدد الفلسطينيين الذين مروا على السجون الإسرائيلية يزيد على 800 ألف فلسطيني منذ عدوان يونيو 1967 وحتى الآن وأنه لازال وراء القضبان آلاف الأسرى الذين يعانون ظروف اعتقال غاية في القسوة .

ومن جانبه ، أكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير محمد صبيح أهمية هذا الكتاب الذي يشكل وثيقة هامة تسجل آية من أروع آيات الصمود والكفاح الفلسطيني من أجل التحرر والاستقلال ، مشيرا إلى أن مؤلف الكتاب جسد تجربته الطويلة في سجون إسرائيل السوداء التي يقبع فيها الأسرى الفلسطينيون من النساء والشيوخ والأطفال منذ عقود طويلة وجسد خلال الكتاب أنواع التعذيب التي يتعرضون لها من الاحتلال الإسرائيلي والتي أسست للتعذيب في سجني" أبوغريب" و"جوانتنامو".

وأشار السفير صبيح إلى وجود أكثر من 800 ألف فلسطيني داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ يونيو 1967 ، لافتا إلى أن الكتاب يسجل كافة أشكال المعاناة التي يواجهها الأسرى الفلسطينيون إزاء الرغبات الإسرائيلية المجنونة ليضرب أروع أمثال الوحدة الوطنية الفلسطينية إزاء انتهاكات الإحتلال .

وندد صبيح بالهمجية التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال ، مشيرا إلى أن معارك "الأمعاء الخاوية" تمثل خير دليل على صمود الأسرى في مواجهة هذه الانتهاكات .

وقال صبيح إن هذا الكتاب هو نتاج تجربة شخصية لمؤلفه عاشها في السجون الإسرائيلية ويفضح انتهاك الاحتلال الإسرائيلي لاتفاقية جنيف وكافة المواثيق والأعراف الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية ، موضحا أن إسرائيل مارست الاعتقالات الجماعية والعشوائية بأشكالها المختلفة واستهدفت كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني بمن فيهم الأطفال والنساء والنواب والمرضى ومارست كافة أنواع التعذيب بحق المعتقلين لحظة الاعتقال وفي الزنازين .

وبدوره، أكد مؤلف الكتاب عبد الناصر فروانة إن الاحتلال الإسرائيلي فتح سجونه ومعتقلاته لأبناء الشعب الفلسطيني وزج بهم في غياهبها وسط عذاب مهين ومعاملة قاسية أليمة حتى تجاوز عددهم 800 ألف أسير منذ يونيو 1967 ليشكلون أيقونات الحرية وأسرى الحرب الذي ينتظر شعبهم عودتهم ومن أجلهم يطالب بالمعاملة الكريمة التي يستحقها أسرى الحروب .

وقال فروانة " إن الكتاب يسلط الضوء على تجربته الشخصية في السجون الإسرائيلية والعذاب المهين والمعاملة القاسية التي يتعرض لها الأسرى من النساء والشباب والشيوخ والأطفال ، كما يتضمن الكتاب شهادات حية للأسرى والمعتقلين" ، معتبرا أن زيادة الاعتقالات من شأنها تعميق الصراع ، داعيا إلى وقفة عربية وجهود دولية داعمة لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين .

وأشار فروانة إلى أن كتابه يضم معلومات موثقة عن الحركة الأسيرة في فلسطين ، داعيا إلى توسيع دائرة الاهتمام العربي بقضية الأسرى الفلسطينيين من أجل إبراز معاناتهم والعمل على إطلاق سراحهم .

وأضاف فروانة " أنه اعتمد في كتابه على خبرته وتجربته كناشط متخصص في شؤون الأسرى والمحررين وتوفر له من عمل وجه عبر موقعه الشخصي "فلسطين خلف القضبان" الذي أنشأه خصيصا لهذه القضية بالإضافة إلى ما اكتسبه من تجربة مهنية خلال عمله ومسؤولياته في وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية التي تحولت نهاية مايو 2014 ، ولما تقتضيه المصلحة العامة، إلى هيئة تتبع منظمة التحرير الفلسطينية .

وأشاد "فروانة" بمصر وجهودها من أجل القضية الفلسطينية ، وقال إن "مصر هي سندنا وعمقنا الاستراتيجي ونثق في مجهوداتها الداعمة للقضية ونتطلع إلى دور فاعل حيال قضية الأسرى والمعتقلين ".