يوم دامي في "اليمن".. تصعيد "حوثي" غير مسبوق قبل "الهدنة"
صعّدت جماعة الحوثيين لهجتها أمس، بعدما شهد يوم الإثنين غارات مكثّفة شنّها طيران التحالف وأوقعت عشرات الإصابات بين قتيل وجريح في صفوف ميليشيا الحوثيين. وأكد القيادي في الجماعة يحيى علي القحوم، أن «لا هدنة لا تراجع لا استسلام»، في وقت واصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد مساعيه لدى الحوثيين لإقناعهم بالتّوصُّل إلى هدنة إنسانية، تردد أنها لخمسة أيام قابلة للتمديد.
ووفقا للحياة اللندنية، أفيد بأن حصيلة الإصابات في الاشتباكات والمواجهات والقصف أول من أمس، قاربت مئتي قتيل، وهو أعلى رقم منذ (مارس) الماضي.
في غضون ذلك، حذّرت الأمم المتحدة من أن اليمن يشهد «أزمة إنسانية هائلة»، مشدّدة على أنها لم تتلقَّ سوى 13 في المئة من 1.6 بليون دولار يحتاجها البلد.
وتحدّثت مصادر حزبية مطّلعة على مشاورات ولد شيخ أحمد، عن اتفاق وشيك على هدنة لخمسة أيام قابلة للتمديد، من أجل تسهيل الإغاثة الإنسانية وتقديم المساعدات الطبية والغذائية في مناطق الحرب. وأضافت المصادر أن النقاشات المتبقية مع الحوثيين تدور حول ضمانات لتنفيذ الهدنة ومدتها، وآلية إيصال المساعدات، في حين يطالب ممثلو حزب «المؤتمر الشعبي» بوقف الحرب والعودة إلى المفاوضات بين الأطراف السياسية اليمنية.
ميدانياً، احتدمت أمس مواجهات عنيفة في مأرب وتعز، وأدت إلى مقتل 25 مسلحاً حوثياً في حين تواصلت الاشتباكات في الأحياء الشمالية لمدينة عدن، وقَصَفَ الحوثيون بالمدفعية والصواريخ مواقع مسلحي المقاومة المؤيدين لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي. وشنّ طيران التحالف أعنف هجماته على مواقع للجماعة والقوات الموالية لها في العاصمة اليمنية ومحافظات أخرى.
ودمّرت غارات التحالف في صنعاء المقر الرئيس للجماعة (المكتب السياسي) في حي الجراف، كما طاولت أهدافاً في المطار وقاعدة الديلمي الجوية. وامتدت الضربات إلى محافظة المحويت (غرب العاصمة) حيث استهدفت المعهد الزراعي والتقني في مديرية الرجم، ومنزل المحافظ محمد علي محسن. وتضاربت الأنباء حول أسباب فرار 150 معتقلاً من السجن المركزي للمحافظة، ففي حين اعتبرت مصادر الحوثيين أن عملية الفرار جاءت بسبب غارات الطيران التي استهدفت مواقع قريبة من السجن، أكد خصوم الجماعة أنها أطلقت المعتقلين عمداً في محاولة لتجنيدهم في صفوف مقاتليها.
إلى ذلك، ضربت الغارات المجمّع الحكومي في مديرية المنصورة التابعة لمحافظة الحديدة (غرب)، واستهدفت مجدداً معسكر قوات الأمن الخاصة في مدينة إب، والمجمّع الحكومي في مديرية الرضمة، ونسفت إلى جواره منزل محافظ إب الذي عيّنه الحوثيون، عبدالواحد صلاح، وهو قيادي في حزب علي صالح.
وأفادت مصادر عسكرية ومحلية بأن مقاتلات التحالف شنت غارات على مواقع للحوثيين وقواتهم في مناطق من مدينة عدن وضربت أهدافاً لهم في محافظات أبين والبيضاء ومأرب والجوف وشبوة، وعلى طول الحدود في محافظتي صعدة وحجة.
وتحدّثت مصادر المقاومة المناهضة للحوثيين في تعز، عن مقتل سبعة حوثيين أمس في مواجهات مع عناصرها في أحياء وادي القاضي وحوض الأشراف والجمهوري، بالتزامن مع قصف الجماعة مواقع جبل جرة ومقبنة. وأضافت أن المقاومة استعادت السيطرة على منطقة الضباب.
في مأرب، أفادت المصادر عن مواجهات عنيفة بين مسلّحي القبائل وقوات الحوثيين، وذلك في مناطق البلق ومخدرة والسائلة والجفينة غرب مدينة مأرب وجنوبها، ما أدى إلى مقتل 20 حوثياً ومنع تقدم قواتهم باتجاه المدينة التي يحاول الحوثيون السيطرة عليها منذ بدء المعارك قبل ثلاثة أشهر، لضمان التحكُّم بمصادر الطاقة وحقول النفط والغاز.