د. رشا سمير تكتب: إنهم يتشدقون بحقوق الإنسان!

مقالات الرأي



أصدرت هيئة المحلفين منذ أيام حكما فى أمريكا بإعدام (جوهر تسارناييف) الشاب ذى الواحد والعشرين عاما المُدان بتفجير ماراثون بوسطن فى شمال شرق الولايات المتحدة عام 2013.. واعتبرت وزيرة العدل الأمريكية لوريتا لينش أن حكم الاعدام هو «عقوبة ملائمة» بحسب كلامها!

وأضافت فى بيان بعد صدور الحكم «نعرف جيدا أن حكما ما لن يشفى أبدا نفوس الذين فقدوا أقاربهم ولا أجسادهم ولا عقول الذين أصيبوا بجروح مدى الحياة بسبب هذه الأعمال الجبانة، ولكن الإعدام هو عقوبة ملائمة لهذه الجريمة النكراء».

ومن قبلها قامت الشرطة النرويجية فى شهر مايو الماضى بمداهمة مقر منظمة الشبكة الدولية للحقوق والتنمية دون استئذان الجهات القضائية، وصرح المدعى العام النرويجى بأنه لا تعليق لديه وأن هذا إجراء روتينى تعودت عليه الشرطة!.

زمن بعده قرار السلطات الألمانية الإفراج عن صحفى قناة الجزيرة أحمد منصور ليعكس التدخل الفج من قبل السلطة التنفيذية فى صميم اختصاص السلطة القضائية وهو ما يهزم فكرة تمسك الغرب باستقلال القضاء والقانون، فما حدث تدخل سياسى من الدرجة الأولى دون إعطاء المحكمة فرصتها حتى للبت فى القضية.

وعلى الرغم مما تواجهه مصر من اعتداءات إرهابية متكررة تستهدف المؤسسات والأشخاص والدولة كلها، إلا أن التقرير السنوى لوزارة الخارجية الأمريكية حول أوضاع حقوق الإنسان فى مصر لعام 2014 حفل بالكثير من المغالطات والمبالغات الخاصة بأوضاع حقوق الإنسان فى مصر، وهناك توجه واضح وتحيز ملحوظ ضد الدولة المصرية وتدخل سافر فى شأننا الداخلى لتعطيل استقلال مصر الذى هو دون شك يُعد استقراراً للمنطقة العربية كلها.

فالمجتمع الدولى الذى يتشدق بحقوق الإنسان هو فى الحقيقة أول من ينتهكها.. وحقوق الإنسان خط أحمر فقط فى أمريكا وأوروبا، أما حين يأتى الأمر إلى مصر فحقوق الإنسان تصبح رمادية!.

لقد استطاعت جماعة الإخوان الإرهابية على مدار 80 عاما أن يكون لها ضلع ويد سوداء فى كل العمليات الإرهابية التى اهتز لها الوطن وراح ضحيتها أبرياء.

وفى محاولة خسيسة جديدة لتعكير صفو أجواء الاحتفال بثورة 30 يونيو، تغتال الأيدى الآثمة مستشار الشعب المحترم هشام بركات، ويقف أراجوز الجماعة داخل القفص ببدلته الحمراء يرقص ويهلل ويشوح مثل القرداتى راسلا إشارات أو مستقبلا إشارات تكون هى الطريق لمزيد من الدماء.

لقد قررت الجماعة الإرهابية أن تعيد كتابة تاريخها بنفس القلم الأسود الذى يقطر خسة.. فالجماعة التى اغتالت الخازندار والنقراشى والسادات.. تغتال اليوم النائب العام المستشار هشام بركات.. والله أعلم من عليه الدور غدا؟!

الغريب أن وكالات الأنباء العالمية استقبلت الخبر بفتور شديد ولم تتعامل معه على أنه حادث إرهابى شديد الخطورة والدموية بل على إنه رد فعل طبيعى، رافضين وصفه بالهجوم الإرهابى.. واعتبروا اعتداءات المتطرفين «تمردًا».. بل وأكدوا أن «بركات» أحال آلاف الإخوان للمحاكمة بعد الإطاحة بمرسى! وكأنه تبرير لفعلتهم الشنعاء.

لن تركع مصر.. ولن ينتصر الإرهاب.. ولن تعود جماعة الإخوان.. ولكن.

سيدى الرئيس وكلى ثقة فى حكمتك وحنكتك.. إننا الشعب المصرى نطالب سيادتك بالقصاص.. نطالبك بتحويل مُحاكمات القتلة إلى محاكمات استثنائية لمحكمة طوارئ أمن الدولة.. نطالبك بتنفيذ أحكام الإعدام فى المرشد وكلابه.. نطالبك بعدم الانصياع لدول العالم الخارجى التى تتشدق بقوانين حقوق الإنسان فقط لو كان على هواهم.

سيدى الرئيس اضرب بيد من حديد ونحن معك ومن خلفك.. إن فناء الجماعة مرتبط بفناء قادتها.

يجب أن تضغط مصر بكل قوة لاستعادة أعضاء الجماعة الفارين فى قطر وتركيا.

إلى مصر العظيمة.. سيرحلون وتبقين يا أمى.

إلى جماعة الإخوان.. ستلقون فى مزبلة التاريخ.

إلى العالم الغربى.. مصر ستنتصر رغم أنوفكم.

إلى عاصرى الليمون.. سعيكم مشكور.