"محلب": انخفاض نسبة تعاطى المخدرات بين السائقين إلى 11%
نظم صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، برئاسة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي، مساء أمس ملتقى لتكريم متعافي الخط الساخن لعلاج الإدمان، تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمى لمكافحة الإدمان، بالتعاون مع مستشفى المعادى العسكري.
وقام المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء بتسليم شيكات حملة "بداية جديدة" لدعم المشروعات الصغيرة للمتعافين، وقال إن إصرار المتعافين على تلقى العلاج يؤكد أنهم إبطال حقيقيين واجهوا التحديات لذلك تم توفير مشروعات صغيرة لهم، لافتاً إلى أن الحكومة أعلنت الشهر الماضى خطة الدولة لمكافحة المخدرات وشملت كافة أوجه وأشكال المكافحة، حيث أن مشكلة التعاطي تمس الأمن القومى والسلم المجتمعى، خاصة بعدما وصل معدل الإدمان إلى 2,4% من السكان، بينما يصل معدل التعاطي إلى 10,4% من السكان، وهو ما يشكل ضعف المعدلات العالمية.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء، أنه تم مراجعة وتطوير كافة المناهج التعليمية من خلال خبراء من صندوق مكافحة الإدمان وقطاع المناهج بوزارة التربية والتعليم لتضمين المناهج أضرار تعاطى المخدرات، ووضع خطط التنفيذ فى جميع المدارس اعتبارا من العام المقبل، إضافة إلى إعداد دبلومات مهنية متخصصة لإعداد الكوادر العاملة فى هذا المجال وفقاً لأسس علمية سليمة، وكذلك إطلاق الحملة الإعلامية لمكافحة المخدرات والتى ينفذها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بوزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، حيث تم انتاج الأعمال الغنائية فى إطار هذه الحملة الموجهة للشباب والأسر.
وأكد محلب أن تكثيف الحكومة للحملات على الطرق السريعة أدى إلى انخفاض نسب التعاطى بين السائقين المهنيين من 24% إلى 11% خلال الفترة الماضية، لافتاً إلى أن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان قام بدعم الإدارة العامة للمرور بعدد 15 ألف كاشف للتحليل للسائقين والتأكد من عدم تعاطيهم للمخدرات على الطرق السريعة، وأنه يتم متابعة نتائج هذه الحملات أسبوعيا.
وأوضح محلب، أنه على صعيد العلاج والتأهيل فتتبنى الدولة حاليا إنشاء ثلاثة مستشفيات علاجية جديدة فى الأماكن المحرومة من الخدمة، وانه تم بدء العمل فى إنشاء هذه المستشفيات من خلال وزارة الصحة، وإدارة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان لمواجهة العجز فى السعة الاستيعابية لمرضى الإدمان وتطوير الخدمات لهم، لافتاً إلى ضرورة توفير الرعاية اللاحقة لمرضى الإدمان ومساندتهم فى الدمج المجتمعى مرة أخرى، ولذلك تم إطلاق مبادرة "بداية جديدة" لدعم المشروعات الصغيرة للمتعافين بالشراكة بين صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى وبنك ناصر الاجتماعي، حيث تم تسليم أول شيكات لدعم مشروعات أبنائنا المتعافين فى إطار هذه المبادرة، مطالبا المجتمع المدنى بالمساهمة فى مواجهة هذا الخطر الذى يغزو مصر ويستهدف شبابنا، قائلاً "محدش هيعرف يكسر مصر، ما دام لدينا جيش هو فخر أبناء هذا الوطن، وشرطة فى خدمة هذا الشعب".
من جانبها أكدت غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعي رئيس مجلس إدارة صندوق ومكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، على حرص الحكومة على دمج المتعافين فى المجتمع وتوفير مشروعات صغيرة لهم من خلال التعاون بين بنك ناصر الاجتماعي وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان خاصة بعد تلقيهم العلاج بالمجان من خلال خدمة الخط الساخن "16023" للصندوق .
وأوضحت الوزيرة، أن رئيس مجلس الوزراء وجه بضرورة تعامل الدولة بمختلف مؤسساتها مع مشكلة تعاطي وإدمان المواد المخدرة باعتبارها تشكل تهديداً حقيقياً للأمن والسلم المجتمعي بقدر التهديد والخطورة التى يشكلها الإرهاب على المجتمع، حيث تشير الإحصائيات إلى تدنى سن بداية التعاطى لمرحلة الطفولة والمراهقة، وتراجع دور الأسرة فى المواجهة، حيث أن 58% من المدمنين يعيشون مع الوالدين.
وأكدت والي أن هناك ارتباط كبير بين القيادة تحت تأثير المخدر وانتشار الحوادث كما أن الإحصائيات تشير إلى أن (87%) من الجرائم غير المبررة يقف تعاطي المواد المخدرة وراء ارتكابها، وتمثل قضية تعاطي المواد المخدرة المتهم الرئيسى لحوادث غريبة على مجتمعنا مثل التحرش والاغتصاب والسرقة بالإكراه والقتل العمد، إضافة إلى أن حجم إنفاق الأسر المصرية على التدخين يصل إلى 6% من دخلها، ويبلغ متوسط إنفاق الفرد على التعاطى 237 جنيه شهرياً.
ووجهت الوزيرة رسالة للشباب قائلة:"مصر لن تنكسر وستواجه إرهاب المخدرات بعزيمتكم خاصة وان الشباب يمثل أكثر من 50% من السكان".
من جانبه أكد اللواء احمد عبد الحليم، مساعد وزير الدفاع للخدمات العلاجية، أن القوات المسلحة لن تتهاون تجاه من يحاول الإضرار بشباب مصر فى ظل وجود العزيمة والإصرار لديهم وأن ما يؤكد ذلك هو الاحتفال بهم بعد تعافيهم من تعاطى المخدرات، لافتا إلى أن هناك قوى خارجية تحاول الإضرار بالدولة وشبابها إلا إن أجهزة الدولة ورجال القوات المسلحة قادرة على التصدي لحماية أبنائها قائلا :"القوات المسلحة قادرة على حماية مصر أرضا ووطنا سواء من الإرهاب أو الفكر المتطرف"، لافتاً إلى أنه يتم حاليا إنشاء مستشفى نموذجي بمحافظة المنيا لعلاج مرضى الإدمان.
جدير بالذكر أن الاحتفالية حضرها عدد من الوزراء وهم وزراء الصحة والشباب والصحة السكان و التعليم العالى ومفتى الجمهورية واللواء احمد عبد الحليم مساعد وزير الدفاع للخدمات العلاجية، وعمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، والمطرب هشام عباس الذى قام بترديد الأغاني لمخاطبة المتعافين.