بالصور .. " الفجر " ترصد المستقبل المجهول لـ " أطفال التراحيل " صعيد مصر



رصدت الفجر أزمة أطفال التراحيل ، في محافظة سوهاج و عدداً من محافظات الصعيد ، ومعاناتهم في ظل غياب المسئولين، وعدم توفير فرص عمل، وبدائل تمكن هؤلاء من التفرغ لدراستهم، وبناء مستقبل مشرق، أو على الأقل مجرد الحلم بحياه هادئة وغدٍ أفضل.

قضينا يوماً كاملاً مع هؤلاء الأطفال، وتحدثت مع الطفل سمير حامد، عمرة 9 سنوات والذى سرد لى بدموع المعناة والمشقة التى عاشها منذ أن أشتد ساعده، عن عملة الذى يتمثل فى حصد محصول الذرة قائلاً : منذ أن خرجت إلى الحياة وجدت نفسى فى الحقل أعمل فى الفلاحة بعشرة جنيهات يوميا، منذ الصباح حتى سواد الليل، وأسرتى بسيطة جدا وأبى لا يعمل ووالدتى تتاجر فى بيع الخضروات لتساعد فى مصاريف المنزل .

واستكمل حديثه : لا يقتصر عملى على الفلاحة فقط بل أذهب أحيانا إلى منازل الأغنياء للعمل فى منازلهم أو فى جنينة المنزل على حد قوله، وذلك من أجل زيادة الدخل لأن مصاريف المنزل كثيرة ولا يستطيع أبى توفيرها كاملةً.

وتحدث الطفل محمد وهو تلميذ فى الصف السادس الابتدائى، يعمل فى مسح زجاج السيارات، أنا لا أملك المال لشراء احتياجات المدرسة من ملبس وأدوات مدرسية، وأسرتى بسيطة جدا لا تستطيع أن توفر لى هذه الأموال التى تساعدنى على إستكمال دراستى، مما جعلنى أسعى إلى العمل لتوفير المال الذى يساعدنى على ذلك بعد عجز والدى الذى بلغ سنة الـ50 عاما دون عمل .

وكان هناك قصة أخرى سردها لنا محمود التلميذ فى الصف الخامس الابتدائى، حيث قال : أعمل فى ورشة تصليح السيارات وأصحو يوميا الساعة الرابعة فجراً، وأعود للمنزل الساعة العاشرة مساءً، لتوفير المال الذى يساعد أسرتى على المعيشة .

وأشارت وفاء أن شقيقتها تخرج للعمل لجمع البرتقال لمساندة الأسرة علي الحياة الصعبة و أنها فضلت عدم تكمله دراستها لأنها تشعر بألم الأسرة في البحث عن دخل يعين والدها و لديه 5 أبناء و يعمل فلاح باليومية و ليس له دخل أخر.

وبعيون لاتفارقها الأحزان سردت أسماء : شقيقتى وغيرها من أطفال التراحيل ضحية الإهمال، فشقيقتي تعمل فى جمع الموالح لمساعدة الأسرة، مع أن هدا العمل شاق جداً، لكن ظروف المعيشة والاحتياج لهذا الدخل سبب استمرارها في العمل .

مجاهد الولى أشار إلى أن لديه ثلاثة أطفال هم، السيد و محمد و هدى، ويعملون فى ورشة خراطة باليومية، وليس لهم دخل غير ما كانوا يقدمونه للأسرة ، مضيفا أنهم تركوا دراستهم من أجل التفرغ للعمل .

وطالب مجاهد المسئوليين بسرعة التدخل لحل أزمات الأسر الفقيرة التي تضطر لتشغيل أطفالها، وتجبرهم على ترك الدراسة.

سميرة فواز معلمة، قالت: إن الطلاب في المدرسة بمستوى دراسي جيد، ما إن تأتي العطلة الصيفية حتى يتجهون إلى الاشارات المرورية أو إلى ممارسة بعض الأعمال الشاقة، والتى لاتتناسب مع أعمارهم الصغيرة، بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة .

وعلق ف.ك.ع – موظف، مؤكداً على ضرورة التفات المسؤولين إلى هذه الفئة المهمشة، ومساعدتها من أجل بناء مجتمع راسخ.

أما موريس مينا، مدرس علم النفس والاجتماع، فقال : إن الظروف التي يمر بها أسر هؤلاء الأطفال أدت إلى إجبار أطفالهم على العمل لمساعدتهم على زيادة الدخل وتحسين المعيشة .

وتابع : أكثر الأسر التى أرسلت أطفالها للعمل في أعمال شاقة لاتتناسب مع أعمارهم لقلة دخلها ، مضيفا أن هناك إنتهاك لقانون العمل الذى لا يسمح بالعمل لأقل من سن 15 عاماً، فضلا عن عدم توفر الرقابة سواء في المدينة أوخارجها، مشددا على ضرورة التفات المسؤولين إلى معاناة الأطفال وإيجاد الحلول لهم.

الجمعيات الاهلية تبنت هده الظاهرة التى أنتشرت بشكل ملحوظ، وسعت للقضاء عليها حيث قال عبد المعز عبد المولى مدير جمعية الشيخ عبدالله الأهلية، أن الجمعية تسعى بكل جهودها للقضاء على هذه الظاهرة من خلال إقامة مشاريع منتجة تدير دخلا ثابتا لأسر هؤلاء الأطفال، لكى توفر لهم الاحتياجات التى تساعدهم على إستكمال دراستهم دون ممارسة تلك الأعمال الشاقة.

وأضاف عبد المولى أن الجمعية قامت بعمل حضانة للأطفال من سن 4- 6 سنوات بمصاريف ضئيلة لمنع هؤلاء الأطفال من ممارسة تلك الأعمال والتركيز فى مستقبلهم ودراستهم.