بعد فشل أمريكا.. فرنسا تلعب دوراً أكثر تأثيراً في القضية الفلسطينية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

السفير الفلسطينى: نقدر الدور الفرنسى ذى المواقف المؤيدة لإقامة الدولة الفلسطينية

اللواء حمدى بخيت : اتحفظ على الدور الغربى وأخشى أن تكون المبادرة الفرنسية توزيع أدوار

الدكتور صلاح جودة : الإتحاد الأوروبى يعاني أزمات إقتصادية ويحتاج إلى تصدير السلاح


يبدو أن اخفاقات اوباما المتراكمة وارتباك قراره وعدم قدرته على مواكبة تطورات الواقع الدولى الذى قلص كثيرا من النفوذ الأمريكى علاوة على الإنحياز غير الموضوعى للمحتل الإسرائيلى قد أوجد فراغا، الأمر الذى دفع عدد من الاقطاب الفاعلة فى النظام الدولى استثمار هذا الفراغ ولعب أدوار أكثر فاعلية.

فى هذا الإطار يفسر البعض الدور الذى تلعبه فرنسا فى الوقت الحالى الذى كان آخر محتطاته جولة وزير الخارجية لوران فابيوس فى المنطقة والتى شملت القاهرة ورام اللة، إضافة إلى تل أبيب وطهران ، وقد تقدمت فرنسا بمبادرة0 بشأن إحياء جهود السلام والمفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى تتسق وبشكل كبير مع الرؤيا العربية التى تعتمد على اقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٤ يونية عام ٦٧وعاصمتها القدس.

وعلى الرغم من قبول الجانب الفلسطينى لتلك المبادرة إلا أن حكومة نتينياهو المتطرفة شرعت اليوم ببناء مستوطنات جديدة فى تحد جديد للمجتمع الدولى وعصف بأى جهود دولية تمثل بارقة أمل لحل النزاع فى المنطقة العربية.

وفي حوار مع عدد من الخبراء لتقييم الدور الفرنسى والمبادرة التى تقدمت بها، قال جمال الشوبكى سفير فلسطين لدى القاهرة أن الرئيس أبو مازن يثمن الدور الفرنسى الذى عودنا على مواقفه المعتدلة والأكثر موضوعية وانسجام مع الرؤيا العربية ، مشيرا إلى أن وجهات النظر الفلسطينية والفرنسية متوافقتان، مؤكدا أن الانحياز غير الموضوعى من الجانب الأمريكى لإسرائيل جعلها طرف مفتقد المصداقية وليس محل ثقة ، مما اوجد فرللمنطقةفرللمنطقةعع بالعديد من الاطراف لملئ هذا الفراغ.

وأكد السفير الفلسطينى، أن الرئيس أبو مازن لديه الاستعداد للاستجابة ولأية جهود تبذل على سبيل استئتاف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى شريطة أن تنبنى على قرارات الأمم المتحدة والمحددات التى اقرتها السلطة الشرعية الفلسطينية وعلى رأسها حل الدولتين علاوة على وضع اطار زمنى لتلك المفاوضات حيث يرفض الرئيس أبو مازن الدخول مجددا فى المفاوضات العبثية ، كما اكد أن حكومة نتينياهو اليمنية ليست معنية بالحل العادل واصبح واضحا أن جهود السلام فى مأذق كبير بسبب التعنت الإسرائيلى.

وأشار السفير إلى جهود دولية واقليمية تبذل لحث كل من حماس وإسرائيل لعقد هدنة طويلة الأمد، كما أشار إلى عدم ممانعة حماس إجراء مثل هذه الهدنة.

على جانب آخر أبدى اللواء أركان حرب حمدى بخيت الخبير العسكرى تحفظه على المبادرة الفرنسية على اعتبار افتقاد فرنسا لأوراق الضغط على إسرائيل علاوة على الإهتمام الغربى بأمن إسرائيل الذى يمثل مطلبا ملحا لدى كل الدول الغربية.

وأضاف بخيت قائلاً : " اخشى أن فشل الولايات المتحدة فى عملية السلام باعتبارها طرف منحاز وغير موضوعي قد دفع بفرنسا لكي تلعب دور الوسيط كنوع من توزيع الأدوار ، مشيرا إلى أن التجربة الواقعية أفضل معيار للحكم على المبادرة الفرنسية حيث أن جهود السلام تتطلب الخطوات الجادة ولا مانع من التجاوب مع الطرح الفرنسى وقال أفلح إن صدق.

وأوضح أن فرنسا تنظر للمنطقة العربية باعتبارها أحد المحاور التى تحقق مصالحها مما دفعها لوضع خطة ورؤيا للقيام بدور فاعل ليس فقط إزاء القضية الفلسطينية وإنما إزاء المنطقة العربية ككل وكان أبرز تجليات ذلك تنمية علاقاتها بمصر وبالسعودية كدول ذات ثقل فى المنطقة العربية مستثمرة فى ذلك واقع دولى جديد يحكمه المصالح بصرف النظر عن الاعتبارات الأخرى مثل الايديولجيات ويحكمه أيضا مبدأ العلاقات المتوازنة بين ومع كل الاطراف التى تحقق المصلحة المبتغاة.

على الجانب الإقتصادى قال الدكتور صلاح جودة الخبير الإقتصادى ورئيس مركز الدراسات الإقتصادية أن الاتحاد الأوروبى عموما يعانى أزمات إقتصادية كبيرة، ومن ثم تحتاج أوروبا وفرنسا على وجه التحديد إلى المنطقة العربية كسوق لمنتجاتها وعلى رأسها السلاح الذى يعتبر السلعة الرائجة الآن فى اطار تنامى العدائيات ضد العالم العربى وعلى رأسها إيران.

وأكد جودة، على أن صفقة طائرات الرافال بين الجانبين المصرى والفرنسى لعبت دورا رئيسيا فى فتح المجال واسعا أمام النفوذ الفرنسى إلى المنطقة العربية باعتبارها الطرف الصديق المؤيد للموقف العربى بخلاف الموقف الأمريكى المنحاز لإسرائيل. 
وأوضح الخبير الإقتصادى أن فشل أوباما فى إحتواء المخاوف الخليجية وفشله فى لعب دور الوسيط العادل تجاه القضية الفلسطينية قد اوجد فراغا دفع بفرنسا ودولا أخرى للعب أدوار اكثر فاعلية وتأثيرا فى المنطقة العربية.

وأختتم جودة قائلاً : "الولايات المتحدة تفقد السيطرة على المنطقة العربية وعلى العالم الذى لم يعد أحادى القطب ، مما أتاح المجال لعدد من الأقطاب الفاعلة فى النظام الدولى لملئ الفراغ الأمريكى خاصة فى المنطقة الأكثر سخونة فى العالم وهى المنطقة العربية".