حكم استخدام بخاخ الربو للصائم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد، فيجب على المريض أن يتحمل وأن يصبر ما استطاع، وأن لا يستخدم البخاخ الخاص به إلا بقدر الحاجة والضرورة. ولعل ذلك لا يُخل بالصوم؛ لأنه لا يدخل في مجرى الطعام والشراب، وإنما هو مع مجرى النفس فهو شبيه بالغبار ودخان النار الذي يشمه الإنسان بدون قصد، فالمريض مضطر إلى هذا البخاخ طوال حياته، أو حتى يزول أثر الربو ويتم الشفاء.
أما عن بخاخ الأنف الذي يحتوي على نسبة ضئيلة من الكحول فالذي يظهر أن النسبة القليلة من الكحول في الأدوية لا يحرمها على مستعملها، ولا يحكم بنجاستها لأجلها، وذلك لأن المسكر إذا خلط بنسبة قليلة مع الماء، أو الدواء، فإنه يستهلك ولا يبقى له أثر، فلا يصير الشراب المشتمل على نسبة كحول (5%) مثلا مسكرا، والإسكار هو علة التحريم في الخمر، فإذا انتفت عن ذلك المخلوط لم يأخذ حكم التحريم الوارد في الخمر؛ لا من حيث حرمة تناوله، ولا من حيث نجاسته؛ ولذلك صدر بجواز استعمال الأدوية المشتملة على نسبة قليلة من الكحول المسكر قرارات من مجامع الفقه الإسلامي، وفتاوى من لجان وهيئات الإفتاء في العالم الإسلامي، مع استحباب وتفضيل تجنب إدخال الكحول في شيء من الأدوية، حرصا على اجتناب الشبهات.
استعمال البخاخ لأجل الحساسية لا يفطِّر على الصحيح، وسواء كان ذلك عن طريق الأنف أو عن طريق الفم ؛ فهو يتبخر ولا يكون له جِرم يدخل في الجوف .
أن هذا البخاخ الذي تستعمله ما هو إلا شيءٌ يشبه الغاز بكوْنه يتبخر ولا يصل منه شيءٌ إلى المعدة ، وحينئذٍ فنقول : لا بأس أن تستعمل هذا البخاخ وأنت صائم ولا تفطر بذلك ؛ لأنه - كما قلنا - لا يصل إلى المعدة منه أجزاء لأنه شيءٌ يتطاير ويتبخر ويزول ولا يصل منه جِرم إلى المعدة حتى نقول إن هذا مما يوجب الفطر ، فيجوز لك أن تستعمله وأنت صائم .