الزنجبيل شراب أهل الجنة

إسلاميات

بوابة الفجر


ذكر أبو نعيم في كتاب الطب النبوي: عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه قال: (أهدى ملك الروم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جرة زنجبيل، فأطعم كل إنسان قطعة، وأطعمني قطعة، وقال ابن القيم- رحمه الله في كتابه الطب النبوي: (الزنجبيل معين على الهضم، ملين للبطن تلييناً معتدلاً، نافع من سدد الكبد العارضة عن البرد، والرطوبة، ومن ظلمة البصر الحادثة عن الرطوبة كحلاً واكتحالاً، معين على الجماع، وهو محلل للرياح الغليظة الحادثة في الأمعاء والمعدة، وهو بالجملة صالح للكبد والمعدة.

وقد ذكره الله عز وجل، في كتابه فقال عن نوع من أنواع الشراب في الجنة -{مزاجها زنجبيلا}،المزاج من المزج: أي الخلط في الشراب بما يحصن طعمه ويجعله لذيذا، وقد قال حسان: يكون مزاجها عسلاً وماء، ومنه مزاج البدن، وهو ما يمازجه من الصفراء، والسوداء، والحرارة، والبرودة.

عروق عقدية

وروى أبو مقاتل عن أبي صالح عن سعد عن أبي سهل عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أربع عيون في الجنة: عينان تجريان من تحت العرش إحداهما التي ذكر الله (يفجرونها تفجيرا)، والأخرى الزنجبيل، والأخريان نضاختان من فوق العرش إحداهما التي ذكر الله (عينا فيها تسمى سلسبيلا)، والأخرى التسنيم). ذكره الترمذي الحكيم في نوادر الأصول.

وقال ابن كثير في قوله تعالى: (ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا، أي ويسقون - يعني الأبرار- أيضا في هذه الأكواب كأسا: أي خمرا كان مزاجها زنجبيلا، فتارة يمزج لهم الشراب بالكافور وهو بارد، وتارة بالزنجبيل، وهو حار ليعتدل الأمر، وللعلم خمر الجنة (لا تسكر ولا تضر)، بل شراب لذيذ لتجنبهما خمر الدنيا الملعونة التي تذهب بالعقل وصدق الله في قوله (لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون)، أي لا تذهب العقول ولا توجع البطن.

وأصل الزنجبيل نبات يظهر تحت التربة، وهو عروق عقدية مثل عروق نبات السعدى إلا أنه أغلظ ولونه إما سنجابي أو أبيض مصفر وله رائحة نفاذة مميزة طيبة يعرف بها، وهو حار الطعم، لاذع، وهو كدرنات البطاطس، ولا يطحن إلا بعد تجفيفه، وتكثر زراعته بالصين والهند وباكستان وجامايكا.

 

والزنجبيل له زهور صفراء ذات شفاه أرجوانية ولا يستخرج الزنجبيل إلا عندما تذبل أوراقه الرمحية، ولابد من وضع الزنجبيل في الماء ليلتين ويتشبع بالماء لكيلا يغزوه السوس سريعاً، ولحفظ الزنجبيل أطول فترة ممكنة يخزن في أماكن غير مغطاة مع نبات الزعتر الذي تغطيه به أو يوضع مع الفلفل الأسود، وأفضل أنواع الزنجبيل الجامايكي.

عقاقير دستورية

وتقول الدكتورة فايزة محمد حمودة في كتاب »النباتات والأعشاب الطبية.. كيف تستخدمها؟«: الزنجبيل نبات معمر ينمو في المناطق الاستوائية، والريزومات (ساق تنمو تحت الأرض) هي الجزء المستعمل، وأزهار الزنجبيل صفراء ذات شفاه أرجوانية، وأوراقه ذات شكل رمحي، وعندما تذبل الأوراق تستخرج الريزومات من الأرض، وتوضع في الماء حتى تلين، ثم تقشر وتعفر بمسحوق سكري، والزنجبيل من العقاقير الدستورية، هي تلك العقاقير المتضمنة في دستور الأدوية، ولها نفع علاجي، أو تستخدم في الأغراض الصيدلية.

للزنجبيل فوائد عديدة منها تطييب نكهة الطعام، وهو طارد للغازات ويدخل في تركيب أدوية توسيع الأوعية الدموية، ومعوق وملطف للحرارة، كما أنه يدخل في تركيب وصفات زيادة القدرة الجنسية، وفي علاج آلام الحيض.

ويمكن استعماله مع ملعقة صغيرة من مسحوق الزنجبيل في نصف كوب ماء ويحلى بالسكر، ويشرب بعد الفطور أو بعد العشاء، ويقول محمد العربي الخطابي في كتابه (الأغذية والأدوية عند مؤلفي الغرب الإسلامي) الزنجبيل حار رطب، يقوي الباه، ويقوي المعدة، ويزيد في الحفظ، لا مضرة فيه، أفضله العطر الذي ليس بمسوس، يؤكل منه بمقدار.

رائحة طيبة

ويقول الدكتور/ حسن وهبة في كتاب (أعشاب مصر الطبية وفوائدها)، الزنجبيل معروف يضاف مسحوقه إلى مشروبات ليقوي المعدة ويبعث الهضم، مقدار نصف إلى جرام واحد ويضاف إلى المركبات الحديدية ليحسن طعمها، ويمضغه الأبخر ويتمضمض بطبيخه، ويتغرغر به، ويضاف إلى صبغات الأسنان ومنه شراب الزنجبيل وصبغة الزنجبيل مقدار 20 إلى 35 نقطة كدواء للمعدة.

وهناك العديد من الأقوال لمجموعة من المفسرين عن الزنجبيل، حيث يقول القرطبي في (تفسيره)، كانت العرب تستلذ من الشراب ما يمزج بالزنجبيل لطيب رائحته؛ لأنه يحذو اللسان، ويهضم المأكول، فرغبوا في نعيم الآخرة، واعتقدوا نهاية النعمة والطيب.

وهناك العديد من الأقوال عن الزنجبيل، حيث قال الإمام فخر الدين الرازي في (التفسير الكبير)، العرب كانوا يحبون جعل الزنجبيل في المشروب، لأنه يحدث فيه ضربا من اللذع، فلما كان كذلك، وصف الله شراب أهل الجنة بذلك.