جراح ياباني: ثورة جديدة في استئصال "أورام المخ"
قال الدكتور تاكوروا اينو رئيس جراحة المخ والأعصاب في مستشفى "كوته ميموريل" باليابان، ومستشفيات أندلسية مصر، إن هناك ثورة جديدة وتقنية متطورة في استئصال أورام المخ وعلاج العصب السابع والخامس عن طريق "جهاز التحكم بالقدم الملحق للميكروسكوب".
وشرح كيفية استخدام الجهاز قائلًا إن "جهاز التحكم بالقدم يتم إلحاقه بالميكروسكوب أثناء إجراء العمليات، لتحديد الرؤية على الورم من خلال بؤرة الميكروسكوب باستخدام يد والأخرى في إمساك مقص الاستئصال، بينما يستخدم إحدى قدميه في التحكم بالرؤية والأخرى لحماية الأعصاب، وذلك لتجنب أخطاء قد تحدث أثناء إجراء العمليات الجراحية التقليدية مما ينتج عنها عواقب صحية مضرة تصل أحيانًا لخروج المريض مصابًا بالشلل".
وتابع أنه "مع استخدام الميكروسكوب وجهاز تحكم بالقدم يوضح الرؤية لتكون أكثر أمانًا، وذلك للتدقيق في تثبيت مكان الورم وتوضيح الرؤية داخل المناطق الدقيقة جداً بالمخ"، لافتًا إلى أنه "في بعض الأحيان تكون رؤية بؤرة الميكروسكوب للورم مهزوزة، لكن يمكننا التحكم في القدم لتحديد الرؤية أثناء الجراحة لتجنب الدخول والخروج من دماغ المريض عده مرات بالأدوات الطبية".
وأكد أن "تلك التقنية لم تُعرف حتى الآن في مصر رغم تواجدها منذ عشرات الأعوام".
ورحب "تاكور" بحضور أطباء مخ وأعصاب مصريين أثناء إجرائه لعمليات استئصال الورم بتقنية جهاز التحكم باليد والقدم، مؤكدًا أنهم خلال عامين من التدريب يستطيعون إجراء أصعب العمليات بسهوله، وبنسب نجاح كبيرة.
وأشار إلى أنه أجرى 500 عملية استئصال ورم من المخ و2000عملية العصب السابع والخامس بنتائج نجاح أكثر من 90 %، وقمت بإجراء عمليه منهم لسيدة مصرية داخل مستشفيات أندلسية تدعى "سونيا" وتبلغ من العمر 40 عامًا، كانت تعاني من صعوبة في الحركة "متقاعدة" وعدم القدرة على التحدث، لإصابتها بورم يبلغ حجمه 4 سنتيمترات في المخ بمكان دقيق جدًا بجانب المخيخ وكان جزء من الورم يضغط على العصب، مما يسبب لها صداع مزمن، لافتًا إلى أنه استئصال الورم خلال العملية الطبية التي استغرقت 8 ساعات، حيث قام في أول 4 ساعات باستخراج 80 % من الورم، أما الـ4 ساعات الباقية استخرجت 20% من الورم وذلك لموضعه الدقيق الملامس للأعصاب، متابعًا: "حرصت على استئصال الورم من السيدة المصرية بالكامل حتى لا ينمو مرة أخرى، وذلك لأنه يحتمل عودة نموه مع تقدمها في العمر .".
وأضاف: "الطبيب يلجأ أثناء إجراء العمليات التقليدية في حاله "سونيا" إلى استئصال 80% فقط وترك باقي الورم لوجوده بمكان حساس، وذلك لتجنب حدوث عوارض شلل ولكنه يعاود النمو مرة أخرى، ولذلك حرصت على استخراج الورم بالكامل حيث إن الحالة "سونيا" سنها صغير ويمكن خلال 10 أعوام تكوين الورم من جديد لو لم يتم استخراجه بالكامل. وعادت لحياتها الطبيعية بعد يوم واحد من إجراء العملية".
وأوضح أن جهاز الميكروسكوب والجهاز المحلق التحكم بالقدم وجميع الأدوات اللازمة بغرفه العمليات التي احتاج لتواجدها أثناء إجراء العملية بالتقنية الحديثة، وجدها بمستشفيات أندلسية مصر، مشيرًا إلى أن هناك أطباء مصريين يتفوقون على أطباء يابانيين في قياس الأعصاب، ما يسهل إجراء العملية.
وأضاف أن الجراحين المصريين يمكنهم استخدام التقنية التي تستأصل الورم لكنه يتطلب التدريب على استخدام الجهاز باليد والقدم بدقة شديدة، مشيرًا إلى أن عصا الأكل في اليابان ساعدته كثيرًا على أن يجد سهولة في استخراج الورم من أماكن دقيقه في المخ بـ “تكنيك" (دقة) عالِ، لأنني دربت نفسي عليها بيدي اليمين والشمال، واستغرق التدريب 7 سنوات حتى اتقنت إجراء العملية بيدي الاثنين.".
وطالب بضرورة امتلاك مصر هذا الجهاز حتى يتعرف عليه الأطباء المصريين، لاكتساب تلك التقنية وعلاج المرضى من آلامهم بالطرق الحديثة.