دراسة .. التكنولوجيا الحديثة قضت على الترابط الأسرى
تراهم للوهلة الأولى يختلط عليك الأمر فتقول فى نفسك كم تبدوا هذه العائلات مترابطة متفاهمة، لكن الواقع غير ذلك فهى أطلال عائلات وبقايا صلات إنسانية، فكل فى جزيرته المنعزلة لا يكاد يعلم أحد منهم عن بقية أفراد أسرته شيئًا.. فالروابط الأسرية ضعفت وغابت بين الأقمار الصناعية والحاسبات الإلكترونية وأجهزة تشغيل الموسيقى الحديثة, الإنترنت, ألعاب الـ بلاى ستيشن والـ ويى والهواتف النقالة الحديثة.. وظهر هذا ابتداءً من النصف الثانى من القرن العشرين بما يعرف بظاهرة (تفجر المعلومات) ويعنى اتساع المجال الذى تعمل به المعلومات لتشمل كل جوانب الحياة.
أصبحت وسائل الاتصال والترفيه الحديثة تتجه نحو ما يعرف بـ(تفتيت الجمهور) بعد أن كان الاتجاه فى الماضى ينصب نحو التوجه الجماهيرى فقد كانت العائلات بأكملها تلتف حول الراديو أو التلفاز قبل أن تظهر الفضائيات ووسائل الترفيه الأخرى.. الآن ومع التحول من التوجه الجماهيرى للتوجه الفردى زاد الميل إلى استخدام وسائل الاتصال الفردية مثل الهاتف المحمول والمسجلات الصوتية والحاسبات الشخصية وغيرها مما جعل المنازل مراكز أساسية لاستقبال المعلومات والترفيه فى الأوقات التى يختارها الأفراد من بين بدائل عديدة فى الأوقات التى تناسب كل أفراد الأسرة والتى هى غالبًا تختلف مع باقى الأسرة، وأدى ذلك إلى تضييق اهتمامات الفرد ونقص الخبرات المشتركة التى يحققها الاتصال الجماهيرى وصعوبة التواصل بين طبقات المجتمع حيث إن كلفة التكنولوجيا الحديثة باهظة تكون متاحة لمن يقدر على امتلاكها ويؤدى هذا إلى توزيع المعلومات والترفيه بشكل سيئ ويحرم منها الفقير رغم الحاجة الشديدة لها وهذا يقسم المجتمع إلى قسم ثرى بالمعلومات ويملك اتخاذ قرارات قسم آخر فقير للمعلومات وتابع للقسم الأول وغير فاعل فى المجتمع.
وعن تأثير التكنولوجيا فى البيوت المصرية يقول الدكتور محمد سيد اليمنى، باحث اجتماعى،: لقد كان من الجائز قبل ثورة 25 يناير أن نقول إن التكنولوجيا الحديثة قد أحدثت تأثيرًا سلبيًا فقط على مجتمعنا المصرى وقد كان معظم علماء النفس يميلون إلى القول إن دخول التكنولوجيا الحديثة البيوت المصرية قد أدت إلى تفتت وحدة المجتمع، خاصة فئة الشباب التى تأثرت أكبر تأثر بالتكنولوجيا بالإضافة إلى أن النظام السابق كان يشجع الشباب على اللهو لا الإنتاج.
وقد اكتشف العلماء أمرين مهمين حين اندلعت ثورة يناير، أولهما كيف أن الشباب استطاع الانتقال من العالم الافتراضى عالم الإنترنت إلى العالم الواقعى واستطاع ضرب النظام السابق فى مقتل على حد قوله, حيث إن نفس الأداة التى كانوا يلهوا بها الشباب على مدار العشرة أعوام الماضية استطاع الشباب المصرى تطويعها لصالحهم ولصالح الوطن، وأضاف: لقد حقق هؤلاء الشباب إنجازًا كبيرًا عجزت أجيال كثيرة للوصول إليه, رغم أن الأجيال التى سبقتهم كان لديها احتكاك أكبر بالمجتمع إلا أن شباب 2011 كانوا يبحثون عن شىء إيجابى وسط عالم ملىء بالسلبيات.
والشىء الطريف الذى اكتشفه الباحثون فيما يخص لعبة (البلاى ستيشن) التى يلعبها أطفال وشباب من أعمار متفاوتة حتى أنها أصبح لها دورة رمضانية ككرة القدم بالضبط, وحين يلعب الشخص بمفرده أمام الجهاز يكون هناك منافسة ورغبة قوية للفوز ليس كما كان يحدث فى الماضى حينما كان الشخص يخسر فى لعبة ما كان يفسد الدور الذى يلعب فيه ويترك اللعبة, أما الألعاب الحديثة تربى عزيمة وإرادة للفوز مع تقبل الهزيمة بروح رياضية فى الوقت نفسه وهذا انعكس على أدائهم فالثورة المصرية فقط أسقطت الخيال الافتراضى على الواقع فأمدهم بإرادة حديدية فمهما كانوا يتعرضون للضرب وللغازات كانوا يصمدون.
الثورة أثبتت للعلماء أن جزءًا كبيرًا من السلبيات فى استخدام التكنولوجيا قد تحول إلى أشياء إيجابية حتى إن الأهالى أنفسهم غيروا نظرتهم لأبنائهم وبدأوا ينظرون لهم باحترام أكثر، وأضاف الدكتور محمد باسما لقد كنت أرى طلبتى بالجامعة فاشلين ولكنى اكتشفت فيهم أشياءً إيجابية جعلتنى شغوفًا أن أتعامل معهم وشعرت بأنهم امتداد لكفاحنا ونضالنا، فبعد الثورة كل شىء تغير شكل الأسرة بالكامل تغير فالمصريون توحدوا على هدف حب مصر .
هذا كله لا يجعلنا نغفل سلبيات التكنولوجيا الحديثة عند دخولها البيوت المصرية فقد صدرت لنا المجتمعات الرأس مالية أسوأ ما فى التكنولوجيا فى ظل السلبية التى يعيش فيها قطاع كبير من الشعب المصرى والعربى، للأسف الشديد أكثر شعوب العالم مشاهدة للمواقع الإباحية شعوب الدول العربية، فمازال قطاع كبير من الناس خاصة الشباب العاطل كان يقضى وقته فى الأشياء السلبية وقليلون هم الذين يستخدمون التكنولوجيا بطريقة إيجابية ولكن الأحداث العظام بطبيعة الأمر تغير السلوك الإنسانى فقد أصبح المصريون أكثر جدية، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعى تعج بالمجموعات التى تناقش مشاكل وقضايا المجتمع وصفحات أخرى توفر وظائف للشباب وغيرها الذى يهدف إلى تطوير الأفكار فزادت مساحة الأشياء الإيجابية على شبكة الإنترنت بشكل ملحوظ.
ويقول الدكتور محمد اليمنى: إن كل شىء فيما قبل الثورة كان يدعوا الشباب إلى الدخول فى حالة من الضياع فقد كان عند الشباب وقت فراغ كبير وكان الشباب يحاول دائمًا الهروب من الواقع الصعب وقطاع كبير من الشباب كان يعانى من إحباطات مما جعل الشباب يحجم عن المشاركة المجتمعية ويفضل الهروب فقد كان هناك حالة من اليأس العام تخيم على مجتمعنا المصرى.
وعن الحلول فى وجهة نظره، قال: إن استخدام التكنولوجيا المفرط ليس إدمانًا ولكن علاجه يشبه علاج الإدمان فيجب أن يقلل الشخص عدد الساعات التى يقضيها أمام الإنترنت ووسائل الترفيه تدريجيًا, ويمكن أن يخصص الشخص حتى لو ساعة فى الأسبوع ليتقابل فيها مع أقاربه وأصدقائه وجهًا لوجه فالتواصل الإنسانى لا يضاهيه أى تواصل إلكترونى، ويجب أن نعظم الإيجابيات فى استخدامنا للتكنولوجيا فهذا هو المنطق السليم للتعامل مع الأمر فوسائل الاتصال والترفيه الحديثة ساعدت قطاعات واسعة من المصريين خاصة الأسر التى بها الأب أو الأم أو كليهما مسافران خارج البلاد ومع التكنولوجيا الحديثة اختفى الشعور بالغربة وأصبحت أيضًا جزءًا أساسيًا من تقارب الشعوب ونشر الثقافات.
فيما قال الدكتور أحمد البحيرى -استشارى الطب النفسى- :لا شك أن الأسر فى الماضى قبل أن يطرأ عليها التغيرات الحديثة كانت أكثر دفئًا وتقاربًا وفهمًا لأفرادها، لكن القيم الجمعية تغلب على القيم الفردية مما كان يظهر فى ضغوط من قبل الأهل مثل أشكال الزواج من الأقارب أو من تحدده الأسرة أو تحديد شكل الدراسة والعمل فى المستقبل, وبالطبع الصيغة الذكورية لإدارة الأحداث كانت أكبر مما تحمله من تحكم من الكبير فى الصغير والولد فى البنت، ومع التغيرات التى طرأت على المجتمع المصرى مثل سفر الآباء للخارج وترك الأبناء مع توافر الأجهزة الحديثة التى لعبت دورًا فى التوجيه والتربية وتكوين الشخصية مثل التليفزيون, الفيديو, الفضائيات والإنترنت. والدور الآخر الذى لعبته التكنولوجيا الحديثة أنها أوجدت بديلاً للتواصل الأسرى والاجتماعى وربما طرق جديدة للتواصل بين أفراد الأسرة الواحدة أو ربما تكوين مجتمعات شبيهة بعمل الأسر على صفحات شبكات التواصل الاجتماعى والنوادى والمنتديات الإلكترونية والتى تحمل النصائح وكيفية التعامل فى الحياة وكأنها جزء من مهام الأب والأم.
وفى ذات الوقت يجب أن نعترف أنه بالرغم من نقص الدفء والتواصل المباشر أو الجسدى فى التلفاز أو الكومبيوتر إلا أنه يحمل جزءًا إدمانيًا للتعود على استخدامه فى كل ما سبق الحياة الافتراضية ما تحملها من فقدان فى مهارات اجتماعية وانزواء فكرى مع الذات رغم التداخل والمناقشات العامة إلا أنها لا تحمل نفس الحياة والقدرة على المواجهة، مما يحول الشخص إلى عدم القدرة على المواجهة فى الحقيقة أو اتجاهه للعنف الشديد فى الحقيقة لتحقيق ذلك كما أن النوادى الإلكترونية كالفيس بوك لا تجعل للشخص الفرصة للتأمل وتجعل تأثير الشلة أو الفكر الجمعى أكثر كما أنها تحدد شكلاً معينًا مبهرًا للآراء معاكسًا لما تفعله القراءة من أشكال مبهرة ومختلفة كل مرة بتشغيل الخيال الخاص للأفراد، ونظرًا لانتشار قوة تأثير الكومبيوتر والألعاب والإنترنت فإنها تؤدى لتباعد على مستوى إحساس الفرد الفعلى بمشاكل أسرته القريبة أكثر مما يشعر به من مشاكل قد يتصورها أخطر، لكن بعيدة إنسانيًا عنه مما يؤثر فى تفاعله الاجتماعى فى مشاركة الآخرين فى الأفراح أو النجاح الدراسى أو أعياد الميلاد، وبالطبع تأثر الإنسان بطريقة نقل المعلومات وأصبح خياله محدودًا فى مقابل خيال الآلة المبهر مما يسمح بنقل أفكار أو سلوكيات مخالفة لطبيعة الثقافة التى يحملها مجتمع الفرد ويسبب انحرافات أسرية أو اجتماعية أو جنسية أو تطرف دينى أو سياسى.
وعن سبل الخروج من مصيدة التكنولوجيا قال الحل فى فتح مجالات حقيقية توازى النوادى الاجتماعية والحرية الفكرية والثقافية الحقيقية وإنشاء جمعيات تتبنى تعلم الدفء الأسرى والتفاهم بين الأجيال وتعلم أدوات العصر من تكنولوجيا لاحتواء الأجيال الجديدة وتطور الخطاب الدينى والقيمى بطريقة الحوار والمجادلة وفن الاستماع والنقاش و الحرية الفكرية والاختيار للتوجيه الصحيح للقيم الدينية والعرفية فى المجتمع.
ويقول الدكتور أحمد مرسى -أستاذ المناهج وطرق التدريس- :إن استخدام التكنولوجيا الحديثة أصبح من مقومات الثقافة العالمية والعيب ليس فى التكنولوجيا ولكن فى طريقة استخدامها الخاطئة وهذا لا يمنعنا من مواجهة أنفسنا بالواقع فعندما يتعامل الطفل مثلاً مع الأجهزة الحديثة يفقد قدرًا من الحميمية فى التعامل مع أبويه وبشكل عام نلاحظ غياب الجو الأسرى الدافئ فى البيوت المصرية.
وعن رأيه فى المقترح الذى يدعو إلى عمل يوم أو جزء من اليوم فقط للأسرة قال هو مقترح شكلى فالأصح أن تتواجد الأسرة مع بعضها البعض بالجسد والروح أثناء تواجدهم بالمنزل وليس بشكل افتعالى.
وأضاف: أنه متفائل جدًا من حال الأسر المصرية الآن بعد ثورة 25 يناير من حيث الاستخدام الرشيد للتكنولوجيا، قائلاً :هناك ثقافة مجتمعية إيجابية جديدة انتشرت داخل الأسر المصرية، لكن مع الأسف دخلت عليها عوامل كثيرة شوهتها ومع ذلك يجب أن نترك التجربة المجتمعية تنموا فنحن فى مرحلة بها تداخلات كثيرة فالحكم اللحظى على هذه المرحلة حكم ظالم، فيجب أن يمر على الأقل عشر سنوات للحكم على مدى التغير الإيجابى الذى طرأ على المجتمع المصرى من حيث استغلال وقت الفراغ وتطويع التكنولوجيا للصالح العام قبل الصالح الشخصى الضيق.
وجاء حل من وجهة نظر الدكتور محمود أبو النور- رئيس قسم العلوم التربوية والنفسية- بأن نبحث صغيرنا قبل كبيرنا عن وقت لتجمع الأسرة وإذا صدقت النوايا سنجد وقتًا لذلك بلا أى شك, نتزاور وجهًا لوجه ونتصافح يدًا بيد, حتى تعم البركة والحرمة علينا جميعًا, فبالترابط ترتقى الأمم ويرث الأبناء عادات وتقاليد الأجداد وإن التربية والتنشئة الاجتماعية تنتقل عبر الأجيال عن طريق الاحتكاك والتفاعل بين مختلف الأجيال.
ويقول الدكتور صالح حزين السيد - أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس- رأيًا مغايرًا بعض الشىء فجاء مؤيدًا لكل أشكال التكنولوجيا قائلاً أن ننظر إلى التكنولوجيا الحديثة على أنها سبب التفكك الأسرى هو نوع من الخلط وهى فرضية خاطئة من الأساس .
فيجب أن ننظر للأمر من زاوية أخرى فالحاسب الآلى على سبيل المثال هو اكتشاف قدم للإنسان الكثير وسوف يمكنه مما هو أكثر فقد مكن الإنسان من التعلم على الطبيعة ويساعده على اكتشاف تفاصيل كثيرة ومعرفة مستفيضة فى شتى المجالات. وقد استطاع البشر على مر التاريخ الاستفادة من كل أشكال المكتشفات التكنولوجية, وهذا ما حدث حينما اكتشف العجلة, والآلة الكاتبة، واكتشاف البترول وفوائده، والكهرباء وغيرها من المكتشفات التى ساعدت الإنسان من التمكن من معرفة الطبيعة أكثر ودفع عجلة التقدم وتطوير قدرته على البقاء فمن غرائز البقاء سعى الإنسان إلى للاستفادة من كل ما هو حوله من وسائل حديثة.
ويرفض الدكتور صالح أن يعتبر عالم التكنولوجيا عالمًا افتراضيًا فهو يعتبره عالمًا شديد الحقيقية والواقعية وأضاف, أن من حسن الحظ أن الشباب فى مصر أحبوا الوسائل الإلكترونية من الحاسب الآلى وتطبيقاته المختلفة فهى وسائل تساعدهم على البقاء والتطور وتمكنهم من العيش فى ظل مجتمع يتقدم. فليس هناك أى سبب للتخوف على الإطلاق من اهتمام الشباب ( بالإنترنت) وعلوم الحاسب على العكس لابد أن يشجع الجميع هذا الاتجاه فنحن فى عالم تشكل فيه علوم الحاسب محورًا أساسيًا لا يمكن أن نغفله. وأضاف أن أى استخدام خاطئ للتكنولوجيا يرجع إلى استعداد من داخل الفرد نفسه. وقال نصيحتى للشباب أن يتعلموا علوم الحاسب والإنترنت فهو وسيلة تعارف بالمجتمعات المختلفة ويجعل الشخص يتعلم و يستمتع .
فيما قال الدكتور على المليجى -أستاذ متفرغ بجامعة القاهرة- إن السلوك الإنسانى يتغير بطبيعة التطور الحضارى، وأكد أن الإعلام أكثر الوسائل تأثيرًا ويرجع ذلك لسهولة الوصول إليها وقد أعطت الإنسان فرصة عظيمة أن يعرف الآخر بسهولة، لكن من المؤسف أن انتشار وسائل الإعلام الحديثة قد أدى إلى غياب مفهوم (العورة) بالمعنى الأوسع لها فقد أصبحت مشاهد القتل والدماء تشاهد داخل البيوت بشكل اعتيادى بعد أن كان فى الماضى مجرد سماع أن شخصًا ما مريض أو تعرض لحادث يقلق الناس قلقًا بالغًا، وغاب الحياء وسهلت ويسرت الإباحية بحجج متكررة منها حرية الفكر والإبداع و زاد هذا فى مجتمعنا المصرى، خاصة فى ظل النظام السابق حيث غابت القيادة الرشيدة رغم أن الإبداع هو قمة الحرية والالتزام .
وفى رأيه أن الحلول تكمن فى عمل تنقية و فلترة لكل ما يصل إلينا من وسائل التكنولوجيا فنحن لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من استخدام الأجهزة الحديثة، خاصة أن الله سبحانه وتعالى أعطانا رخصة لأن نعرف أكثر ونكتشف كل ما هو جديد ومازال أمامنا أشياء كثيرة فى علم الغيب نسعى لاكتشافها.
ويقول الدكتور حسن عبد المقصود -أستاذ العلوم اللغوية بكلية تربية جامعة عين شمس- إن مساحة الود الأسرى قد قلت بشكل ملحوظ وبدأت المشاعر تتجمد وأصبحت الفضائيات والإلكترونيات تأخذ اهتمام شريحة كبيرة جدًا من الناس خاصة المتعلمين والمثقفين والتكنولوجيا الحديثة جعلت عند الأشخاص حالة من حالات الانبهار بالواقع الجديد الذى يراه عبر الشاشات وشبكة المعلومات وبين الواقع القائم فى بيته وبين أسرته مما قد يحدث فى بعض الأحيان حالة من اليأس والتمرد على الواقع تدفع الشخص لمحاولة إثبات نفسه بأى شكل حتى لو كان بصورة غير أخلاقية، فما بات يشاهده أصبح يتحدى صبر المشاهد وبما أن التمرد بالضرورة يصاحبه انحراف سلوكى وفساد أخلاقى.. وبالطبع لن يكون المجتمع مترابطًا بهذا الشكل ويجب أن يكون هناك تكاتف بين الإعلام والهيئات الدينية التى لها سلطة روحية على الناس، وأضاف باسمًا لقد جذبنى أبنائى إلى عالمهم الإلكترونى وأصبحوا يشاركونى فيما يكتبون على شبكات التواصل الاجتماعى وساعدونى فى الإعلان عن برنامجى الانتخابى، والمشكلة من وجهة نظر دكتور حسن تكمن فى غياب التخطيط فى حياتنا كمصريين فنحن لم نعهد تلك الثقافة من قبل فحياتنا تغلب عليها العشوائية ويمكننا الوصول إلى حل مرضٍ لمشكلة انشغال الناس بالتكنولوجيا الحديثة بشكل مرضٍ إذا اتبعنا الطرق العلمية لحل المشاكل وأولها الإحساس بالمشكلة ثم التصارح بين أفراد الأسرة وهذه صعبة على المصريين لأننا اعتدنا على إخفاء مشاكلنا ثم تأتى مرحلة التشاور فى إيجاد علاج ويجب أن ينبع من كل أفراد الأسرة لا يأتى من عقل واحد وأكبر دليل على أن حل المشكلة غاية فى السهولة أن معظم الأسر المصرية تجتمع على طاولة إفطار رمضان فالأمر فقط يعود على مدى تخطيط الإنسان لشكل حياته.