أجر تلاوته أعظم ثوابا من سماعه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن كثرة قراءة القرآن الكريم لها فوائد عظيمة ومزايا كثيرة، فهي من أعظم أسباب قضاء الحوائج وتحقيق المقاصد والشفاء من الأمراض النفسية والجسدية والوقاية منها.. فقد قال الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {الإسراء:82}.
وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ {يونس:57}.
وجاء في الحديث: اقرؤوا القرآن واسألوا الله به. رواه الترمذي، وحسنه الألباني.
وسورة البقرة خاصة أخذها بركة، كما جاء في الحديث، وسبق بيان فضلها في عدة فتاوى انظر مثلا الفتويين رقم: 41576، ورقم: 137848.
والاستماع للقرآن عامة فيه خير كثير وأجر عظيم، قال القرطبي في تفسيره: قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ: مَا الرَّحْمَةُ إِلَى أَحَدٍ بِأَسْرَعَ مِنْهَا إِلَى مُسْتَمِعِ الْقُرْآنِ، لِقَوْلِ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ـ وَلَعَلَّ مِنَ اللَّهِ وَاجِبَةٌ.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من استمع إلى آية من كتاب الله تعالى له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة. رواه أحمد والدارمي، والبيهقي في شعب الإيمان، وحسنه السيوطي في الدر المنثور.
ولكن قراءة القرآن وتلاوته أفضل وأعظم أجرا، فعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. رواه الترمذي، وصححه الألباني.
فإذا استطعت القراءة وتدبر المعنى، فلا شك أن ذلك أفضل وأعظم أجرا، وإذا لم تستطع فداوم على الاستماع، ففيه خير كثير كما قدمنا.