تفاصيل تحذير المخابرات التركية لـ"إردوغان من السيسى"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 يبدو أن نتائج الإنتخابات البرلمانية التركية التى أجريت مؤخرا، لن تكون الصدمة الأخيرة التى يواجهها الرئيس التركى رجب طيب إردوغان، حيث حذرت تقارير مخابراتية تركية من العواقب السيئة الناتجة عن إستمراره فى سياساته العدائية ضد مصر، وقالت التقارير إن إستمرار إطلاق إردوغان للتصريحات الإستفزازية ضد الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، ستؤدى لتوسيع دائرة خلافات  تركيا  مع مصر ودول عربية أخرى، مما سيؤثر سلبا على المصالح التركية فى المنطقة.
 
فى البداية قال اللواء حسام سويلم رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، قلنا ونكرر أن الجيش التركى غير راض عن سياسات إردوغان الخارجية، وعلاقاته بالتنظيمات الإرهابية، ودعمه للدواعش فى سوريا، بدليل أن ضباط من الجيش شهدوا ضده، وكشفوا أكاذيبه حين زعم أنه يرسل لسوريا مساعدات إنسانية، فيما أكد الضباط انها أسلحة وذخائر يرسلها نظامه لجماعات داعش وجبهة النصرة الإخوانية هناك.
 
وأضاف الخبير الإستراتيجى إن الجيش التركى تحفظ أيضا على فكرة التنظيم الدولى للإخوان، الذى كان بصدد إنشاء مقر رسمى للجماعة فى تركيا، بقيادة الإخوانى الهارب أحمد عبدالرحمن،
لافتا إلى أن الرئيس التركى يسير على نفس السياسات التى إتبعها مرسى إبان حكم الجماعة، حيث يستعدى الجيش والشرطة والقضاء والإعلام والصحافة، ويقمع الشعب ويضطهد كل من هم خارج إطار جماعته.
 
وأوضح سويلم أن إردوغان قال إبان حملته الإنتخابية أن أحزاب المعارضة اليسارية مدعومة من الكفار و الشيعة والشواذ ووسائل الإعلام الأمريكية، وهو ما يعيد للأذهان خطابات مرسى وتصريحات الإخوان المتكررة، التى إتهموا فيها كل من هو معارض لهم، بأنهم كفار علمانيين وممولين من الخارج.
 
مشددا على أنه لا يخفى على أى طفل صغير أن جماعة الإخوان هى الأكثر عمالة لأجهزة المخابرات الصهيونية، وأن الذى أنشاها هو الإحتلال الإنجليزى لمصر، و لايخفى أيضا على أحد أن إردوغان هو أداة فى يد الأمريكان والصهاينة، لتحقيق أهدافهم فى المنطقة.
 
ومن جانبه قال السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر السابق لدى سوريا، إنه بات من المؤكد أن الشعب التركى ليس راضيا عن سياسات نظام إردوغان، والسبب فى ذلك يرجع بشكل مباشر لدعمه للتيارات المتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان وداعش، وأيضا بسبب سياساته الخارجية العدائية تجاه الدول العربية، وتدخله فى شئون تلك الدول خاصة مصر.
 
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق إن إردوغان حاول أن يقدم نفسه كحليف وصديق مشترك لكل الأطراف، على إختلاف توجهاتهم، وأن يستعدى الجميع على مصر، فخسر كل الأطراف بما فيها شعبه.
 
مشيرا إلى أن الرئيس التركى زار إيران عقب زيارته للسعودية، ليظهر أنه الأقوى فى المنطقة والأقرب لقطبى الصراع، وقلت وقتها أن دوره لا يختلف عن الدور الإيرانى، وكلا منهما يحاول أن "يحشر" نفسه حشرا، فى الشأن العربى ويتدخل فى الدول العربية؛ لأن لدى كلا منهما أوهام بإعادة أمجاد الخلافة العثمانية أو الإمبراطورية الفارسية، على الأراضى العربية، وهى أطماع تتفهمها السعودية والدول العربية جيدا، ومن ثم لم يجد أردوغان لنفسه مكانا كحليف لها، على حساب علاقتها بمصر حسبما كان يخطط.
 
 
وشدد الدبلوماسى السابق على أن علاقة إردوغان بإسرائيل وحماس والمشروع الإخوانى الداعشى الصهيو أمريكى، لم تعد خافية على أحد، إلى جانب إضطهاده للأكراد واليساريين والأتاتوركيين فى بلاده، الأمر الذى يدفعهم لحمل صور الرئيس السيسى فى التظاهرات، بوصفه رمزا للتحرر من الفاشية الإخوانية المتاجرة بالأديان، ولقدرته على التصدى للمخططات الأمريكية الصهيونية.
 
 
لافتا إلى أن إستمرار هجوم إردوغان على السيسى يؤدى لتصاعد شعبية الرئيس المصرى لدى المعارضة التركية؛ ولهذا السبب حذرته التقارير الأمنية من خطورة تلك التصريحات الغير مسئولة على الأمن القومى الداخلى والخارجى لبلاده وأيضا على مصالحها .