أسرار موافقة الكونجرس على المعونات العسكرية لـ"مصر"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

وافقت لجنة الإعتمادات التابعة لمجلس النواب بالكونجرس الأمريكى، فى إجتماعها الذى إنعقد اليوم الجمعة، وافقت على إقرار مشروع قانون المساعدات الخارجية التى تقدمها الولايات المتحدة للدول الأخرى، ولم تضف اللجنة أى تعديلات على الجزء الخاص بمصر، فى موازنة السنة المالية الجديدة 2016، حيث تبلغ قيمتها 1،3 مليار دولار، كإجمالى المساعدات العسكرية.
 
وقالت رئيس لجنة الإعتمادات النائبة"كاى جرانجر" إن بلادها تحتاج إلى مصر كحليف مستقر، فى ظل الإضطرابات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مضيفة أن إستمرار المساعدات يكشف مدى إلتزام الولايات المتحدة تجاه علاقاتها مع مصر.
 
فى البداية قال اللواء حسام سويلم رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، قلت منذ اليوم الأول لقرار تعليق المعونات الأمريكية لمصر، إنهم سيتراجعون عن هذا القرار، فى ظل نجاح الرئيس السيسى فى إقامة علاقات قوية مع أكبر الدول المصدرة للسلاح فى العالم، وتعاقده على صفقات الصواريخ والطائرات الروسية، وكذلك الرافال الفرنسة والغواصات الألمانية.
 
لافتا إلى أنه بالمصادفة تجرى حاليا مناورات جسر الصداقة المصرية الروسية فى البحر المتوسط، بالتزامن مع توقيت إقرار الموازنة الجديدة فى الكونجرس.
 
ووصف سويلم تلك المناورات بأنها رسالة إستراتيجية مزدوجة ترسلها كلا من مصر وروسيا للأمريكان، مفادها أنكم لم تعودوا القوة الوحيدة المهيمنة على الشرق الأوسط، وأن مصانعكم لم تعد المصدر والمرود الأوحد لتسليح الجيش المصرى، موضحا أنه من نتائج تلك المناورات التعاقد على مزيد من صفقات السلاح  بين مصر وروسيا، خصوصا فى مجال القطع البحرية والسفن الحربية.
 
وشدد الخبير العسكرى على أن قرار أوباما بتعليق المعونات العسكرية لمصر، كان سيؤدى لتكبيد إقتصاد بلاده خسائر فادحة، بسبب مصانع السلاح التى يسيطر أصحابها على القرار السياسى، ويمولون حملات الدعاية للمرشحين، ومن ثم ماكان نواب الكونجرس ليوافقوا على تعليق المعونات؛ لأن ذلك يضر بمصالح الشركات صاحبة النفوذ.
 
مؤكدا على أن سياسات أوباما تجاه مصر، دفع وسيدفع ثمنها حزبه الديموقراطى فى الإنتخابات، ولم يعد خافيا على أحد أن الجمهوريين "يعايروه"، بسبب دعمه للإرهاب الإخوانى، وأن رئيس أمريكا القادم من الحزب الجمهورى، الذى حصد أغلبية البرلمان بسبب سياسات أوباما الخاطئة، تحديدا  فيما يتعلق بالشأن الخارجى، ومواقفه من الدول العربية و منطقة الشرق الأوسط.
 
ومن جانبه قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد أن الأمن القومى الأمريكى له جناحان هما أمن إسرائيل والبترول، وكلا منهما مرتبط بالأخر ومرتبطان بمصر؛ لأن أمن إسرائيل له علاقة بإستمرار إتفاقية " كامب ديفيد"، التى وردت فيها المعونات العسكرية لمصر وإسرائيل، وحال التلويح بقطع المعونة يحق لمصر إلغاء الإتفاقية.
 
وأضاف فؤاد أن إستمرار تدفق النفط من دول الخليج و تصديره عبر ممرات الملاحة الدولية، مرتبط بأمن المنطقة وعلى رأسها أمن مصر، وشدد الخبير الإستراتيجى على أن أمريكا لا ولن تستطيع الإستغناء عن علاقاتها بدولتين فى المنطقة هما مصر والسعودية، وكلاهما الأن مرتبطتين بتحالف إستراتيجى يجعل مصالحهما متفقة فى معظم القضايا، ولهذا السبب ضغطت السعودية على الإدارة الأمريكية لتعترف بثورة 30 يونيو منذ نجاحها.