أحمد شوبير يكتب: عشر سنوات نكشف عن الداء ونضع الدواء للرياضة المصرية

مقالات الرأي



لا أصدق أنه قد مر عشرة أعوام على بداية التحاقى بمنظومة «الفجر» الإعلامية تحت قيادة الأستاذ عادل حمودة صديقى العزيز والدكتور نصيف قزمان ولا أنسى اليوم الأول لعملى بـ«الفجر» حيث كانت مفاجأة سارة عندما التقيت الثنائى حمودة ونصيف بجريدة الأهرام وطلبا منى أن أتولى قيادة القسم الرياضى بـ«الفجر» رغم أننى كنت أستعد لخوض انتخابات مجلس الشعب كمرشح عن الحزب الوطنى، ورغم علمى التام بتوجهات عادل حمودة المعارضة بشدة للنظام إلا أننى لم أتردد لحظة فى الموافقة على خوض هذه التجربة.. والحقيقة أننى كنت أتوقع ألا تستمر مهمتى مع «الفجر» إلا عدة اشهر لان لى أسلوبى وطريقتى كنت أخشى من تدخلات أستاذ عادل حمودة خصوصا مع اختلاف التوجهات السياسية إلا أننى فوجئت بالعكس تماماً فالرجل أكثر من يشجع على الاختلاف فى الرأى حتى لو كان ضد سياسة الجريدة وتوجهاتها بل إنه كثيراً طلب منى إعداد ملاحق خاصة عن بعض الأحداث الرياضية والبطولات الكبرى التى تعيشها مصر-أيام ما كنا ننظم بطولات- ولا أنسى يوم ما أقنعت عادل حمودة بالذهاب إلى المقهى ومتابعة مباراة لكرة القدم من وسط مقهى شعبى، ويومها كتب عادل حمودة لأول مرة فى حياته محللاً مباراة لكرة القدم، وحاولت مراراً أن أقنعه بالاستمرار فى هذه التجربة الفريدة من نوعها إلا أنه اكتفى بهذا السبق والانفراد.

السنوات لم تمر هادئة فى «الفجر» فقد تعرضت لاختبار هو الأعنف فى حياتى عندما ادعت إحدى المتدربات فى «الفجر» برواية كاذبة تلقفها بعض الخصوم والمتنافسين وحاولوا من خلالها التأثير على مسيرتى الإعلامية إلا أننى- وبأمانة شديدة جداً-وجدت كل فريق «الفجر» يقف خلفى بقوة بقيادة الأستاذ عادل حمودة وانتصروا جميعاً فى النهاية بعد أن ظهرت الحقيقة وتم الحكم عليها بالحبس سنة ولولا «الفجر» والوقفة الجيدة لتطورت الأمور إلى ما هو أكثر..

قد لا يعلم الجميع أن مسيرتى فى الفجر كانت من أهم أسباب نجاحاتى فى البرامج المختلفة التى قدمتها عبر عدة قنوات لسنوات طويلة، نعم أتذكر ما قاله لى عادل حمودة فى أول لقاء أنه يتمنى أن أنقل تجربتى فى قناة دريم على صفحات «الفجر» ولكن وجودى فى مطبخ العمل وقريباً من عادل حمودة ساعدنى كثيراً فى طرح قضايا مهمة وكنت استأنس برأيه فى معظم هذه القضايا مثل انتخابات الأندية واتحاد الكرة وكشف الفساد وحتى انتقالات اللاعبين وكيف نبنى قضية فى عمود فى صحيفة أسبوعية، ولا انسى آخر القضايا التى تبنيناها فى الفجر وهى الفساد فى شركة غزل المحلة وفريق كرة القدم والمراهنات وغسيل الأموال فى اتحاد الكرة المصرى السابق ولم وجدت ان المسئولين ودن من طين وودن من عجين لجأت إلى عادل حمودة الذى ساهم فى الكتابة فى هذه القضايات، وكانت النتيجة بعدها إحالة المسئولين إلى النيابة والتغيير الشامل فى هذه المنظومة الفاسدة ولكن ما رأيك عزيزى القارئ فى أن أصحبك بلغة السينما الفلاش باك لنتعرف سوياً على أبرز الانفرادات التى حققتها الصفحة الرياضية بجريدة «الفجر»، فمنذ العدد الأول ونحن ننفرد بأخبار لم يكن لأحد أن يتوقعها على الاطلاق، فعلى عكس كل التوقعات التى كانت تؤكد أن حسنى عبدربه نجم الإسماعيلى باق فى ناديه خرجنا بخبر نؤكد فيه أن عبدربه فى استراسبورج الفرنسى، وقامت الدنيا ولم تقعد فى الإسماعيلية ونفى مجلس الإدارة الخبر فى بيان رسمى ولكن لم تمض سوى أيام ليتأكد خبر انتقال النجم إلى استراسبورج الفرنسى وبعدها بأعداد قليلة كنا الجريدة الوحيدة فى مصر التى توقعت حل مجلس إدارة نادى الزمالك رغم مرور أشهر قليلة على انتخابه ورغم بيانات النفى من المجلس القومى للرياضة إلا أن قرار الحل صدر بعدها بأيام قليلة أيضاً، لم يكن أى عاقل يتصور أن ينهى الزمالك تعاقده مع المدرب الألمانى بوكير بعد اسبوع واحد وهذا ما انفردنا به بل اننا اكدنا أن خلفية بوكير هو المدرب المصرى فاروق جعفر، وكالعادة نفى مجلس إدارة نادى الزمالك الخبر فى بيان رسمى ثم تأكد خبر رحيل بوكير وتولى جعفر المسئولية والمثير للضحك أننا أيضاً انفردنا بخبر إقالة فاروق جعفر بعد ذلك أيضاً لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يكون الخبر الذى نشرنا فى «الفجر» صحيحاً بطرد عصام الحضرى من النادى الأهلى عقب هروبه إلى سويسرا ثم عودته بعد اسبوع واحد، فكان الخبر الصحيح كالعادة عبر صفحات «الفجر».

أيضاً من الانفرادات التى لم يمكن نسيانها خبر عودة مانويل جوزيه لتدريب الأهلى من جديد ويومها اندهش الجميع بأنه لم يكن من عادة الأهلى أن يعيد مدرباً إلى صفوفه أياً كانت نتائجه ولهذا الخبر قصة طريفة معى.. لقد تلقيت اتصالاً من عامل صغير بالفندق الذى كان يقيم به من قبل مانويل جوزيه وبالمناسبة هو اهلاوى متعصب أكد لى أنه تلقى تعليمات من احد المديرين بإعادة تجهيز الغرفة التى كان يقيم بها جوزيه، وسألنى ماذا يعنى هذا  التصرف؟ فضللته وبحس صحفى قررت أن أأخذ المغامرة وأن اعلن عودة جوزيه ويومها قامت الدنيا ولم تقعد فى النادى الأهلى لمعرفة من الذى أذاع خبر عودة الرجل مرة أخرى للنادى الأهلى.

كان أيضاً لـ«الفجر» الفضل فى كشف ظاهرة اولتراس والخروج عن النص والتحذير والتنبيه على خطورة هذه الظاهرة فى الرياضة المصرية والتحذير من استغلالها سياسياً فى المستقبل، حيث كانت علاقتهم بالحزب الوطنى قد استفحلت عن طريق أمين تنظيمه السابق احمد عز وبعض من أمناء التنظيم فى بعض المحافظات، يومها قوبلنا بهجوم عاصف من الجميع وظلت «الفجر» على موقفها حتى الآن خصوصا بعد أن تأكد للجميع أنها لم تكن قضية شخصية بل قضية وطن.. لم تتوقف انفراداتنا عند هذا الحد بل كنا أول من أشار إلى نية الأهلى طرد إبراهيم سعيد من صفوفه ورفضه حتى كعضو داخل النادى الأهلى وهو ما تحقق أيضاً كما انفرد «الفجر» بضم نادر السيد للنادى الأهلى ورغم نفى الجميع إلا أننا صممنا على صدق الخبر لسبب بسيط جدا أعلنه لأول مرة هو أن مسئولى الأهلى طلبوا منى انا شخصياً مفاتحة نادر السيد فى مسألة انضمامه للنادى الأهلى.

كنا أول من انفرد بخبر رحيل شوقى غريب وجهازه المعاون رغم كل التأكيدات لشوقى بأنه مستمر مع الفريق ولكن القضية الأكبر التى صممنا عليها فى «الفجر» كانت فى فتح ملفات الفساد بنادى غزل المحلة وتقديم المدعو سيد خير الله ومعاونيه إلى النيابة على الرغم من المساندة غير المعقولة من عدد كبير من كبار المسئولين لخير الله وشلته الفاسدة إلا أننا وبالأدلة والمستندات نجحنا فى كشف المستور وإحالة الملفات إلى الرقابة الإدارية والنيابة العامة والإدارية لتنجح اهم حملة قامت بها «الفجر» وتخلص من فساد عشش طويلاً بين جدران غزل المحلة حتى جاءت «الفجر» ليكون لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فى القضاء على هذا الكابوس داخل مدينة المحلة الكبرى.

واستمراراً لحملاتنا ضد الفساد اكتشفنا قضية المراهنات وغسيل الأموال داخل اتحاد الكرة  المصرى الأسبق وعرضنا بالأسماء ثم الفيديوهات عبر موقعنا كل أنواع الفساد والتلاعب فى المباريات والدورات الوهمية التى تم تقديمها داخل مصر بمعاونة صادقة من كبار مسئولى اتحاد الكرة المصرى الأسبق حتى جاء كتاب الفاسد بيرومال ليعلن بكل وضوح عن كامل الفساد داخل اتحاد الكرة، وهى القضية التى مازالت تنظر امام النيابة المصرية حتى الآن.. ومن الانفرادات التى نجحت فيها «الفجر» نجاحاً ساحقاً قصة انتقالات اللاعبين فكنا أول ما كتب أن مؤمن زكريا فى الأهلى ورغم الضحكات الهستيرية من مسئولى الزمالك فى هذا الوقت إلا أن خبر انتقال مؤمن نزل كالصاعقة على مسؤلى الزمالك وحتى هذه اللحظة لم يعرفوا من أين جاء هذا الانفراد ولم يحن الوقت بعد للكشف عن سر هذا الانفراد.

وفى واحد من اهم الانفرادات لـ«الفجر» كان خبر إقالة حسام حسن من تدريب الزمالك بعد أقل من شهر على توليه المهمة وكالعادة لم يصدقنا احد من المسئولين ولأننا دائماً عند حسن ظن القارئ فقد رحل حسام وجاء بعده باتشيكو الذى انفردنا أيضاً بخبر وصوله للقاهرة فى الوقت الذى تحدث الجميع بأسماء أخرى لتولى قيادة الزمالك. أيضاً انتخابات اتحاد الكرة كتبنا قبلها بأسبوع أسماء مجلس الإدارة الجديدة بقيادة جمال علام فى الوقت الذى لم يكن كثيرون فى مصر يعرفون اسم الرجل وبالفعل نجح جمال علام والقائمة التى توقعتها بالكامل فى انتخابات اتحاد الكرة.. ثم كان الانفراد الأهم وهو التعاقد مع كوبر لتدريب منتخب مصر فى الوقت الذى اكد فيه كل الصحفيين والإعلاميين خبر عودة حسن شحاتة لتدريب المنتخب الوطنى إلا أننا كنا أول من أشار إلى اسم كوبر وأنه المرشح الأقوى لتدريب المنتخب الوطنى المصرى وتوالت الانفرادات والنجاحات عبر عشر سنوات كاملة فى مسيرة نجاح مع «الفجر» أتمنى أن تستمر حتى آخر العمر.