"أردوغان" يلوّح بسيناريو حرب أهلية تمزّق تركيا

عربي ودولي

بوابة الفجر


صدر موقفان متزامنان من رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو والرئيس رجب طيب أردوغان، أمس، تضمن تهديدات واضحة لأحزاب المعارضة، حيث هدد الثاني خصومه بجعلهم يدفعون الثمن في حال رفضوا تشكيل حكومة، في حين اعتبر الأول أن تركيا من دون حزب العدالة والتنمية، ستتمزق مثل العراق ولبنان، في إشارة مبطنة بالاستعداد لسيناريو حرب أهلية.

وأعلن أوغلو أن حزب العدالة والتنمية، سيجري مشاورات حكومية، محذراً من أنه إذا وضعت أحزاب أخرى عراقيل ولم يتم التوصل إلى حل، سيفضي ذلك إلى تنظيم انتخابات مبكرة. وأعاد أوغلو التأكيد على أن حزبه جزء أساسي في الحكومة. وقال إن الحزب الوحيد القادر على تقديم حلول واقعية، هو حزب العدالة والتنمية، مضيفاً أن تركيا من دون حزب العدالة والتنمية ستتمزق مثل العراق ولبنان.

موقف أردوغان

بدوره، دعا أردوغان، الأحزاب السياسية، إلى تشكيل حكومة ائتلافية "في أسرع وقت ممكن". وقال أردوغان في خطابه العلني الأول منذ الانتخابات التي أسفرت عن خسارة حزب العدالة والتنمية الأغلبية المطلقة في البرلمان: "على الجميع أن يضعوا مصلحتهم الشخصية جانباً، ويشكلوا حكومة ائتلافية في أسرع وقت ممكن، في إطار العملية الدستورية".

وأضاف أن نتائج الانتخابات "لا تعني بالطبع أن تركيا ستبقى بلا حكومة"، مؤكداً رغبته أن تفضل الأحزاب السياسية "الحل بدلاً من الأزمة".

وتابع مهدداً: "لا يمكننا أن نترك تركيا بدون حكومة، بدون رأس. من يحرمون تركيا من حكومة سيدفعون ثمن ذلك. أدعو كافة التشكيلات السياسية إلى التحرك بهدوء، وتحمل مسؤولياتها، لكي تتمكن بلادنا من تجاوز هذه الفترة بأقل الأضرار الممكنة". وهاجم أردوغان أيضاً سياسة دول الغرب إزاء سوريا، التي قال إنها سمحت بتقدم "منظمة إرهابية" مثل حزب العمال الكردستاني.

موقف كردي

إلى ذلك، عبر حزب الشعوب الديمقراطي التركي الموالي للأكراد، عن استعداده لقبول جميع الخيارات المتعلقة بتشكيل حكومة ائتلافية، على ألا تضم حزب العدالة والتنمية الحاكم.

وحض الحزب أردوغان، على عدم تخطي صلاحياته الدستورية.

وقال صلاح الدين دميرتاش الزعيم المشارك لحزب الشعوب، إن "إدخال تركيا في نقاشات عن انتخابات مبكرة، لن يُجدي نفعاً. نعتقد أنه يتعين على تركيا أن تمضي في طريقها بتشكيل ائتلاف".

وشدد دميرتاش على أن باب حزبه مفتوح أمام كل أحزاب المعارضة، لكنه استبعد مجدداً، الدخول في ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية، مشيراً في الأثناء إلى أن زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان، مستعد لإطلاق دعوة لإلقاء السلاح، وإن عملية السلام مع جماعته يجب أن تسير بخطى أسرع.

وأردف: "كحزب الشعوب الديمقراطي، نحن ندرك مسؤوليتنا في استئناف عملية السلام من حيث انتهت، ونحن عازمون على فعل المزيد".