شيخ الأزهر لـ"وزارء بريطانيا": المشكلة ليست دينية وإنما فى محاولات تسييس الدين

أخبار مصر

بوابة الفجر

 التقي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عدداً من السياسيين ووزراء الدولة البريطانيين؛ ضمن سلسلة اللقاءات التي أجراها الإمام في جولته الأوروبية وفي لندن؛ حيث تصدرت محاور اللقاء عدة أسئلة مهمة تمثلت في "لماذا يتم إلباس كل الصراعات لباس الدين خاصة ما يجرى فى المنطقة العربية حيث يحرص المتصارعون على تبرير انخراطهم فى هذه الصراعات أنها لخدمة الدين؟، وما التدابير العملية التي اتخذها صناع السياسات ورجال الدين المحبين للسلام من أجل توظيف الدين فى حل الصراعات وليس في إشعالها؟".
 
من جانبه أفاد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د.محيي الدين عفيفى، أن وزير الدولة لشئون الخارجية تحدث في هذا اللقاء عن العلاقات المتميزة بين مصر وبريطانيا وتحدث وزير الدولة للشؤون الداخلية والمسئول عن إستراتيجية مكافحة التطرف عن إمكانية تعايش أصحاب الديانات المختلفة فى مجتمع واحد يحترم الاختلاف ويعمل على تكافؤ الفرص، كما ألمحت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية السابقة ببريطانيا؛ أن من التحديات التى واجهتها أثناء عملها فى الحكومة هى أن الكثير من الساسة يعتبرون أن الدين هو المشكلة فى حين أن معرفة حقيقة الدين يؤكد على أنه مصدر الحلول لكثير من المشكلات لكن تبقى إشكالية عدم فهم الدين أو من يفهم الدين بشكل خاطئ، ويعتبر فهمه هو الدين، كما تحدث الحضور أيضاً عن مشاكل الاندماج.
 
أضاف الأمين العام، أن الأمام الأكبر أكد من جانبه على أن المشكلة ليست دينية وإنما فى محاولات تسييس الدين، كما توجه شيخ الأزهر بسؤال للحضور من الوزراء والسياسيين البريطانيين قائلاً: هل تظنون أن الحروب الموجودة فى العالم العربي حروب دينية؟، ثم أجاب قائلاً: بل إنها حروب سياسية بحثت عن مبررات فى تفسير النصوص الدينية تفسيراً خاطئاً لخدمة الأغراض والأجندات السياسية وأن الأنبياء جميعاً جاءوا لحل مشكلات البشر وهداية الناس.
 
ثم استطرد قائلاً: هذا ما أريد أن أعرفه هل الدين مشكلة أو سوء الفهم الدين هو المشكلة  وهذا ما يعمل عليه الأزهر الشريف من أجل بيان الصورة الصحيحة للدين بعيداً عن التعصب والغلو والإرهاب وهذا ما جئنا لأجله فى هذه الزيارة.
 
أشار "عفيفي" أن الأمام الأكبر أكد للحضور أن رحلته إلى أوروبا وحضوره إلى بريطانيا ومشاركته لكبير أساقفة كانتربى لأجل إقرار السلام والتعايش السلمي واحترام الآخر والتأكيد على أهمية الحوار بين أتباع الديانات وأن الأزهر الشريف من خلال دوره العالمي يعمل على مواجهة الإرهاب والتطرف والتشدد والغلو لبيان سماحة الإسلام واحترامه للناس بعيداً عن معتقداتهم، كما أن الأزهر الشريف يحترم التعددية الدينية والمذهبية والفكرية وهذا مما يعزز ويدعم التعايش السلمي بين الناس.
 
تابع: أن شيخ الأزهر أشار أيضاً إلى أهمية التعاون المشترك بين الأزهر الشريف والكنيسة الإنجليكانية ببريطانيا وكافة المعنيين بالسلم والأمن المجتمعي في العالم.