أسباب إختفاء أردوغان بعد الهزيمة في الإنتخابات البرلمانية التركية
عقب فوز حزب "العدالة والتنمية" التركي بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، جاء إختفاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يثير الكثير من التساؤلات، حيث أن ذلك الفوز المنقوص يعد هزيمة لنظامه، الذي وضع أمالًا لفوز كاسح، إلا أن شعبيته خانته، حيث حصل "العدالة والتنمية" على ما يقرب من 40.8 % من الأصوات بـ258 مقعدًا أي أنه لم يحصل على الأغلبية المطلقة 276.
فبعد تلك النتائج الصادمة جاء اختفاء أردوغان المفاجئ عن الإعلام، حيث أنه لم يظهر في أي وسيلة إعلامية بعد أن ظهرت نتائج الانتخابات.
وفي رصد حقيقة إختفاء أردوغان يتضح الآتي.
_ أزمة دستورية.. ومفاوضات سرية.. وورطة حقيقية
ففي البداية قال هاني الجمل، المحلل السياسي والمتخصص في الشان العربي، أن إختفاء أردوغان أمر طبيعي لنتيجة الإنتخابات التركية، التي كانت بمثابة الصدمة وإعلان بداية التمرد على أردوغان، حيث أن تلك النتائج أربكت مخططاته التي كان يسعى لها للسيطرة على مقاليد الحكم من خلال تأسيس سياسة الحزب الواحد، وتعديل الدستور التركي من نظام برلماني إلى نظام سياسي.
وأكد الجمل، أن أردوغان مختفي لحل إشكالية دستورية تسببت فيها نتائج الإنتخابات، حيث أن تركيا ستواجه إشكالية دستورية حيث أن الأحزاب التي فازت ببعض مقاعد حزب أردوغان لم تعلن تحالفها مع الحكومة الحالية، مشيرا إلى أن أردوغان يقوم الأن بحل تلك الأزمة الدستورية مع الكتل السياسية التركية بمفاوضات سرية لذلك هو مختفي إعلاميا.
وأوضح المحلل السياسي، أن تلك الأزمة الدستورية تهدد مصير أردوغان في الحكم، حيث إنه في حال عدم حل الأزمة بالمفاوضات ستعاد الإنتخابات وهو ما يضع أردوغان وحكومته في ورطة حقيقية.
صدمة أردوغان.. والشبح المطارد
وأضاف سعيد اللاوندي، المحلل السياسي في العلاقات الثنائية الدولية، أن أردوغان أصيب بصدمة من نتيجة الإقتراع التي كان يضمن أن تكون غالبية كاسحة، لكنه فوجئ بغير ذلك وهو ما تسبب بصدمته وغيابه عن الإعلام لمحاولة تدارك الأمر والسعي لحل تلك الفجوة بينه وبين الشعب التركي الذي أصبح بمثابة الشبح الذي يطارد أردوغان.
وأكد اللاوندي، أن أردوغان سيعود في أقرب وقت ممكن، وبقوى تفوق قوته الأولى بكثير لمحاولته ترويد الشبح "الشعب التركي، المعارضة التركية" الذي يطارده لضمان تحقيق حلم الخلافة العثمانية الذي يقاتل من أجل تحقيقه.
اللعبة والحلم الأردوغاني
فيما قال المستشار حسني السيد، المحلل السياسي، أن إختفاء أردوغان بسبب نتائج الإنتخابات أمر عادي لرجل مثل أردوغان، حيث أنه يقوم ببحث الأسباب وراء تلك النتائج، ويفكر في كيفية التخلص من تلك النتيجة أو كيفية السيطرة على تلك الأحزاب وضمان ولائهم له.
وأكد السيد، أن أردوغان يقوم الأن بالعديد من المفاوضات السرية لمحاولة تدارك تلك الأزمة التي تلاحقه وتهدد عرشه، موضحا أن تلك المفاوضات مع أعضاء حزبه، ومع الأحزاب الكردية التي شغلت محلا في البرلمان التركي، وهدد حلم أردوغان، مؤكدا إنه يبحث عن لعبة جديدة للسيطرة على مجريات الأمور.