تشكيل تكتل سياسي حزبي جديد لدعم "بوتفليقة" بالجزائر

عربي ودولي

بوابة الفجر


كشف زعيم أهم الأحزاب الجزائرية المحسوبة على السلطة، عن تشكيل تكتل سياسي حزبي جديد لدعم سياسات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يواجه حملة قوية من المعارضة لحمله على الاستقالة.

ويعاني بوتفليقة من تبعات الإصابة بجلطة في الدماغ منذ ربيع 2013، أقعدته فوق كرسي متحرك وأبعدته عن تسيير الشأن العام.

السلطة تبحث عن بديل لـ"التحالف الرئاسي"
ودعا أحمد أويحي، العائد اليوم الأربعاء إلى قيادة "التجمع الوطني الديمقراطي" (ثاني قوة سياسية في البلاد)، 3 أحزاب تنتمي لما يسمى "جماعة الرئيس"، هي "جبهة التحرير الوطني" (أغلبية) و"تجمَع أمل الجزائر" الذي يرأسه وزير السياحة عمر غول، و"الحركة الشعبية الجزائرية" برئاسة وزير التجارة عمارة بن يونس، إلى تأسيس "قطب سياسي وطني" داعم للرئيس وحكومته التي تضم وزراء من الأحزاب الثلاثة.

وجاءت دعوة أويحي بمناسبة انعقاد دورة "المجلس الوطني" لحزبه بالعاصمة، الذي عاد إليه كأمين عام بالنيابة بعد عام ونصف من استقالته تحت ضغط قطاع من القياديين.

وقال أويحي، وهو وزير دولة ومدير الديوان برئاسة الجمهورية، بهذا الخصوص في خطاب قرأه على أعضاء المجلس الوطني: "يناشد تجمعنا كافة الأحزاب الأخرى، التي يشترك معها في الخيارات السياسية الكبرى، إلى العمل معها في إطار قطب سياسي غايته تعزيز دعمنا جميعا لرئيس الجمهورية وتقوية صوت الأغلبية".

يشار إلى أن أويحي استقال من "التجمع" مطلع 2013 تحت ضغط خصومه في الحزب. وعاد أمس من الباب الواسع، بضغط من أنصاره في الحزب.

ولم يعط أويحي تفاصيل عن هذا المشروع، لكنه يحمل ملامح تكتل جديد بديل لـ"التحالف الرئاسي" الذي نشأ عشية انتخابات الرئاسة 2004، لدعم ترشح بوتفليقة لولاية ثانية.

وانفجر "التحالف" عام 2012 بانسحاب الحزب الإسلامي "حركة مجتمع السلم" منه، وانتقاله إلى المعارضة وهو يقود حاليا أكبر تكتل معارض يضم أكثر من 20 حزبا، يسمى "تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي".

المعارضة تثير قلق "جماعة الرئيس"
وتثير "التنسيقية" قلقا بالغا لدى "جماعة الرئيس"، بإلحاحها على ضرورة أن يستقيل بوتفليقة بحجة أنه عاجز عن الوفاء بأعباء الرئاسة بسبب المرض.

ويرى مراقبون أن عودة أويحي إلى المشهد العام بقوة وإطلاقه مشروع "القطب السياسي"، تعكس إرادة من السلطة في مواجهة المعارضة التي قويت شوكتها في العامين الأخيرين، على خلفية الضعف الذي أصاب بوتفليقة.

بعبارة أخرى، كانت السلطة بحاجة إلى رجل من صفوفها، يدافع عنها ويردَ على خصومها في الداخل والخارج.

وقال أويحي في كلمته التي تابعها عدد كبير من القياديين، أن حزبه "سيستمر في دعم الحكومة التي يشارك فيها، وسيعزز مكانه ودوره في صفوف الأغلبية البرلمانية".

وأضاف، "إن حزبنا قوي بفضل 110 برلماني وأزيد من 6500 منتخب محلي وقاعدة نضالية منتشرة في ربوع وطننا تتعدى 100 ألف مناضل".

وتابع: "سنظل ملتزمين تلقائيا إلى جانب المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجمهورية، الذي نوجه له تحية أخوية، مؤكدين له دعمنا في جميع الميادين وفي كل الظروف، بداية من تجسيد برامجه وإنجاح الورشات الكبرى التي ينفذها".

واعترف أويحي بأن انكماش مداخيل البلاد من العملة الصعبة، بسبب تراجع أسعار النفط، بات مشكلا يؤرق الحكومة التي تسعى منذ شهرين، إلى البحث عن أفضل طريقة لخفض فاتورة الاستيراد التي تفوق سنويا 60 مليار دولار، بينما عائدات النفط لا تتعدى 50 مليار دولار.