علاقات تركيا حال "فوز أو سقوط" حزب اردوغان فى الإنتخابات

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


ساعات وربما لحظات قليلة تفصلنا عن إعلان نتائج الإنتخابات البرلمانية فى تركيا، والتى من شأنها أن تغير شكل النظام السياسى فى أنقرة، ليبقى نظاما برلمانيا أو يتحول للنظام الرئاسى، فى حالة فوز حزب "العدالة والتنمية" برئاسة رجب طيب أردوغان، بثلثى المقاعد أى ب367 مقعدا، ووقتها سيحق له تعديل الدستور، أما إذا فاز بالأغلبية فقط، وحصد حزبه 276 مقعدا، فسيحق له تشكيل الحكومة بمفرده، لكن ستبقى الدولة برلمانية، ليصبح السؤال ما هو مصير العلاقات التركية بالمحيط الإقليمى حال فوز أردوغان أو سقوطه، وكيف سترسم سياساتها الخارجية القادمة، فى علاقاتها بدول مثل إيران والسعودية وأيضا جماعة الإخوان والأكراد والشيعة وغيرهم.
 
فى البداية قال اللواء حسام سويلم الخبير العسكرى والإستراتيجى قلت وأكرر  أن أردوغان لو لم يسقط فى الإنتخابات فيسقط بثورة شعبية؛ لأن هذا هو مصير أى نظام فاشى يتاجر بالدين لخدمة أطماع سياسية ومخططات صهيوأمريكية.
 
مشددا على أن  أردوغان  هو جزء من المخطط الصهيوأمريكى الإخوانى، الذى يهدف لتفتيت الدول العربية والإسلامية لصالح إسرائيل، و من ثم ذهب إلى طهران، وتحالف مع إيران منذ بداية "عاصفة الحزم" التى وجهها التحالف العربى بقيادة السعودية ضد الحوثيين الموالين لإيران فى اليمن.
 
وأضاف سويلم أن إردوغان هو ونظام الخومينى من الأدوات التى تراهن عليها الصهيونية العالمية، لإشعال صراعات وحروب فى المنطقة بهدف تفتيت وتقسيم الدول العربية . ومن ثم فهم يدعم ويسلح "داعش" بينما إيران تدعم وتسلح الحوثيين وحزب الله.
 
وأوضح الخبير العسكرى إن أردوغان إذا نجح فى الإنتخابات فسيظل يدعم داعش فى سوريا، ويدربهم فى شمال قبرص الذى تحتله بلاده، متوقعا أن يتصاعد غضب الجيش ضده، لأن ضباطه غير راضين عن دعم النظام للمتشددين فى سوريا، بدليل أن ضباط أتراك فضحوا أكاذيبه وشهدوا ضده، ليكشفوا إرساله شاحنات سلاح إلى سوريا، بينما ظل هو يكذب ويزعم أنها معونات إنسانية.
 
وأضاف الخبير الإستراتيجى أن الأكراد الأتراك لن يسكتوا على دعم أردوغان لتنظيم داعش، الذى يهدر دماء إخوانهم فى العراق، وفى حالة فوز حزبهم الكردى اليسارى – حزب الديموقراطية الشعبى -  بنسبة من مقاعد البرلمان، ستقترب تركيا من كردستان العراق، فى مواجهة الخطر الداعشى، الذى يدعمه نظام أردوغان ويسلحه الأن، كما ستتجه تركيا إلى علاقات أكثر إنفتاحا مع دول مثل روسيا والصين ومصر.
 
ومن جانبه قال الدكتور صلاح جودة مستشار مفوضية العلاقات العربية الأوروبية أنه على القاهرة أن تستعد من الأن إلى ما بعد سقوط إردوغان؛ لأنه لو لم يسقط فى الإنتخابات ستسقطه ثورة الشعب والجيش التركى، مثل أى نظام قمعى يكبت الحريات ويضطهد الصحفيين والنشطاء والأقليات، وليس منطقيا أن يستمر.
 
لافتا إلى أن إردوغان يلعب دور المنتج المنفذ للسياسات الأمريكية الإسرائيلية، ولذا يهتم بتسليح المعارضة السورية فى مواجهة نظام الأسد، لتضمن إسرائيل أن تظل الصراعات مشتعلة فى سوريا، مما يؤمن حدودها، ويضمن لها إستمرار إحتلال الجولان، بل والتوغل أن أرادت داخل الأراضى السورية.
 
لافتا إلى أن العلاقات العسكرية التركية الإسرائيلية وصلت لأعلى درجات القوة فى عهد إردوغان، وبين الجيشين التركى والإسرائيلى تبادل تسليح ومناورات بحرية هى الأكبر فى منطقة الشرق الأوسط، كما يدعم إردوغان حركة حماس الإخوانية، لأنها جزء من الأجندة الصهيو أمريكية الإخوانية فى المنطقة، فى حين يحارب نظام بشار الأسد الشيعى، لتصعيد فكرة الحروب المذهبية بين السنة والشيعة فى المنطقة، وهو ما تريده أمريكا وإسرائيل.
 
وتوقع جودة أن تستمر تركيا على هذه السياسة، كمنتج منفذ للأهداف الأمريكية حال فوز حزب إردوغان،  أما إذا سقط وصعد الحزب الكردى اليسارى، فمن المتوقع أن تستعيد تركيا علاقاتها مع مصر.