هل يوقف الأكراد زحف "أردوغان" نحو الاستبداد المطلق؟؟

عربي ودولي

بوابة الفجر


طرحت مجلة الفورين بولسي، سؤالا حول الدور الذي يمكن لاكراد تركيا لعبه خلال الانتخابات التركية القادمة، والسيطرة على احلام أردوغان بإضافة المزيد من القوى إلى منصب رئيس الجمهورية، وتحويل تركيا إلى النظام الرئاسي في حال تمكن حزب العدالة والتنمية من الفوز باغلبية البرلمان التركي؛ مما سيعني طرح تعديلات دستورية تتعلق بصلاحيات منصب الرئيس في استفتاء شعبي, قد لا تضمن نزاهته في ظل سيطرة الحزب الحاكم على كل المؤسسات الرسمية التركية.
  
  ونشرت المجلة صورة لسيدات كرديات يقدن مظاهرة ضد النظام الحاكم, وكُتب تعليقًا من تحتها "حزب مسيطر.. رئيس يسعى للاستبداد بشكل نتزايد.. وانتخابات عالية المخاطر", اذ لم يبق سوى أقل من  48 ساعة على الانتخابات البرلمانية التركية الاكثر دراماتيكية في التاريخ الحديث، ومهما كانت النتيجة فأنه من المرجح أن تركيا تتجه إلى أزمة لم يسبق لها مثيل.
 
وأضافت المجلة، أن أردوغان قد دخل رهان يبدو خاسراً في مواجهة النظام الدستوري الحالي معتمداً على نتائج التصويت,  فبعد 11 عامًا قضاها رئيسا للوزراء مع حزب العدالة والتنمية الحاكم, أصبح رئيسًا شرفيا للبلاد بنص الدستور, ولكن أردوغان لم يلتزم بذلك، وقاد حملات شرسة لدعم حزبه الحاكم بزعامة تلميذه أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء الحالي.

والتحدي الذي يواجهه أردوغان هو ضرورة الفوز بأكثر من 330 مقعدُا في البرلمان، المكون من 550 مقعدا، ومثل هذه النتيجة تمكنه من وضع الأساس لنظام رئاسي جديد في تركيا, وبحسب أغلب استطلاعات الراي الموثقة فان حزب  العدالة والتنمية سيفوز بأقل من 276 مقعدًا على أفضل الفروض.
  
الفارق بين الرقمين كبير, والغريب أنه يشكل مجموع أصوات المواطنون الاكراد المناصرين لحزب العمال، وهو ما يصب في مصلحة حزب  الشعب الديمقراطي, وهو ما يعني أن تركيا على أعتاب حكومة ائتلافية، على غرار ما حدث في عام 2002, وتشير التقارير إلى أن الاحزاب الكردية ستلتهم من 10% إلى 12 % من مقاعد البرلمان التركي خاصة مع وجود مرشحين اكراد مستقلين, ولكن التزوير هو أمر محتمل في انتخابات أنقرة، وربما تتغير الامور كليًا, وحينها سيحدث العصيان المدني الكردي في المناطق التي يشكلون بها نسب كبيرة مثل اسطنبول ومرسين وأضنة، حيث توجد تجمعات كبيرة من الأكراد - هي واحدة من أكثر النتائج المحتملة لهذا السيناريو الذي تدفعه المخاوف من الصلاحيات الاستبدادية للرئيس التركي.

وأضافت المجلة، أن هذا لا يعني وجود خطة بديلة للرئيس التركي الذي يعلم جيداً كيفية التلاعب بمشاعر الجماهير, ولكنه يبدو اليوم في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود الخارقة لاقناع الرأي العام المحلي بمشاريعه المستقبلية, في مواجهة قوى صاعدة لحزب العمال الكردستاني, إضافة إلى المشاكل المتزايدة من الجانبين المصري والسوري، وكذلك حقوط النفط والغاز في قبرص وتحركات اليونان هناك كلها عوامل لا تضع أردوغان بمفرده على المحك ومهما كانت نتيجة الانتخابات، فالأوقات الصعبة في انتظار تركيا.