أحمد شوبير يكتب : رحيل الفاسد
■ بالتفاصيل أسرار الانتخابات الأخيرة للاتحاد الدولى
■ دور قطر المشبوه فى إعادة انتخاب بلاتر الفاسد
■ لعب الجميع لصالح إسرائيل وخانوا القضية فسقطوا جميعا
■ أسرار سقوط بلاتر وسقوط العرب فى الانتخابات الأخيرة
■ ما هى مشاعر من وقفوا بجوار الفساد الآن بعد استقالة بلاتر؟!
■ هل يرحل كل من ساند بلاتر داخل المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى؟
رغم إعلان الفاسد بلاتر استقالته من رئاسة الفيفا إلا أنه لزاما علينا أن نشرح كيف تمت المؤامرة ضد الأمير على بن الحسين المرشح العربى لرئاسة الفيفا فلم يكن أحد على الإطلاق يتوقع أن يدخل الأمير على بن الحسين جولة إعادة أمام امبراطور الفيفا المتوج منذ سنوات بعيدة جوزيف سيب بلاتر لأسباب عديدة أهمها أن الرجل يضع يده على كل صغيرة وكبيرة داخل الفيفا منذ أكثر من 25 سنة، وليس 17 سنة فقط كما يتوقع البعض فالرجل ظل سكرتيرا عاما للفيفا أكثر من 8 سنوات ثم 17 سنة رئيسا للفيفا لذلك فهو يعلم أدق التفاصيل والأسرار عن كل اتحادات العالم لذلك لم يجد أى صعوبة تذكر فى الفوز بالانتخابات منذ عام 1998 ولحسن حظه فقد كنت حاضرا هذه الانتخابات على هامش كأس العالم ويومها كان رأى الاتحاد المصرى واضحا فى تأييد يوهانسون رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم المعروف نزاهته واحترامه وقوته ولكن التدخل العربى المتمثل فى الراحل فيصل بن فهد كان له الدور الأكبر فى فوز بلاتر بنفس سيناريو هذه المدة فقد نجح يوهانسون فى الوصول إلى مرحلة الإعادة ولكن تأكد أنه لن ينجح فى الحصول على أكثر من نصف عدد الأصوات فآثر الرجل السلامة وانسحب من السباق مثلما فعل الأمير على بن الحسين فى انتخابات 2015 وبعدها تكررت المحاولات عندما قرر عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقى الترشح أمام بلاتر ووجد مساندة قوية جدا من الاتحاد الأوروبى وكان فيما يبدو ضامنا لأصوات القارة الإفريقية البالغ عددها فى هذا التوقيت 52 صوتاً وبإضافة الأصوات الأوروبية إليها وعدد قليل جدا من الأصوات الأخرى كان مقعد رئاسة الفيفا مضمونا لحياتو ويومها أيضا أعلن الاتحاد المصرى برئاسة اللواء حرب الدهشورى مساندته المطلقة لحياتو بل إن اتحاد الكرة المصرى عقد مؤتمرا صحفيا لمؤازرة ومساندة حياتو وأعلن فيه صراحة تأييده لحياتو إلا أن المفاجأة كانت فى خيانة الأفارقة لحياتو فلم يحصل سوى على 52 صوتا فقط لدرجة أنه حتى لم يدخل جولة الإعادة ويومها قرر بلاتر تأديبه وتهذيبه وكانت الأداة هى محمد بن همام رئيس الاتحاد القطرى فى ذلك الوقت والذى بذل مجهودا خرافيا لإنجاح بلاتر بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة ويومها أعلن بلاتر أنه لن يترشح عقب انتخابات 2006 وأنها ستكون الدورة الأخيرة له وأنه سيزكى صديقه العزيز محمد بن همام لرئاسة الفيفا فى دورة 2010 وصدق ابن همام خصوصا بعد أن أصبح رئيسا للاتحاد الآسيوى، واعتقد أن بلاتر سينفذ وعودة له إلا أنه فوجئ بحرب شعواء من بلاتر ضده لمجرد أنه حاول أن يذكر بلاتر بوعوده واستمرت حرب بلاتر ضد ابن همام حتى محا اسمه تماما من على وجه الخريطة الكروية فى العالم كله بعد أن صمم على شطبه من كل السجلات الكروية فى العالم وكأنه يرد له جميل وقوفه غير العادى بجوار بلاتر فى الانتخابات لدرجة أن ابن همام كان قد خصص طائرة قطرية خاصة لرئيس الفيفا لجولاته فى أنحاء العالم بل ساهمت الحكومة القطرية بالإضافة إلى الطائرة فى مشاريع كروية حول العالم لصالح ترشح بلاتر لرئاسة الفيفا، ولكن يبدو أن ابن همام لم يكن يعرف العين الحمراء لبلاتر لذلك أجهز عليه تماما لا لشيء إلا لأن ابن همام عرف قواعد اللعبة فبدأ يتحرك بين الدول والاتحادات بنفس طريقة وأسلوب بلاتر فخرج ابن همام تماما من اللعبة ويبدو أنه إلا مع خروج بلاتر من الفيفا ويومها قد يسترد ابن همام اعتباره مرة أخرى.. مسيرة بلاتر الديكتاتورية استمرت مع الفيفا ولم يعد أحد يجرؤ على أن يصرح بقدرته على فقط مجرد الترشح أمامه فى أى انتخابات إلى أن فوجئنا بشاب عربى شجاع يسمى الأمير على بن الحسين يعلن ترشحه على منصب رئيس الفيفا أمام بلاتر ويومها استخف الجميع بالرجل وظنوا أنها فقط حركة للشو الإعلامى خصوصا مع انسحاب مايكل فان براج رئيس الاتحاد الهولندى ومن بعده لويس فيجو النجم البرتغالى الشهير إلا أن الرجل صمم على الاستمرار فى المعركة حتى النهاية، ولكن يبدو أن حساباته كانت تنقصها بعض الدقة فالأمير على بن الحسين ظن أن العرب يعيشون عصر عبدالناصر وأن القومية العربية مازالت كما هى ونسى أنهم تفككوا وتشرذموا وأصبح حالهم لا يسر عدواً أو حبيباً ونسى الرجل أن مصالح الكثيرين تتعارض مع انتخابه رئيسا للفيفا فكانت الطعنة الأولى من أقرب الناس إليه وهو سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد البحرينى والآسيوى لكرة القدم والذى ظل يؤكد بمناسبة وبدون مناسبة أن أصوات الاتحادات الآسيوية كلها ستذهب لبلاتر وأنه يراهن أن كل الأصوات العربية فى الاتحاد الآسيوى ستكون فى صالح بلاتر وبعدها خرج الشيخ أحمد الفهد الرجل القوى فى الرياضة الكويتية ليؤكد أنه لا مجال لانتخاب ابن الحسين وأن الجميع متفق على إعادة انتخاب بلاتر ناهيك عن الحملة الشرسة التى قادها الاتحاد القطرى المساند وتأييد بلاتر بالطبع مع رصد ميزانية هائلة للرجل استطاع أن يوظفها لصالحه وكان لها دور كبير فى الساعات الأخيرة لصالح بلاتر ثم كانت المفاجأة الأكبر فى موقف جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطينى والذى أقام الدنيا ولم يقعدها مؤكدا أنه ذاهب إلى الاتحاد الدولى لإسقاط عضوية إسرائيل وأيده الكثيرون من العرب والنشطاء لدرجة أن البعض تظاهر لتأييده أمام مقر الاتحاد الدولى بزيوريخ ولكن جاءت المفاجأة من الرجوب نفسه عندما قرر سحب طلب إسقاط عضوية إسرائيل بل توجه إلى رئيس الاتحاد الإسرائيلى ليصافحه بكل حرارة ومودة ناسيا أن الكل تعاطف مع قضيته، ولكن يبدو أن إغراءات بلاتر كانت أقوى بكثير من الدفاع عن القضية الفلسطينية!! ولكن الأغرب من ذلك أن الرجوب الذى يحمل الجنسية الأردنية رقص بالسيف عقب إعادة انتخاب بلاتر ما أثار الرأى العام الأردنى بأكمله ضده طالبين سحب الجنسية منه بل ومنعه نهائيًا من دخول الأراضى الأردنية، وهو ما سيمنعه فى المستقبل من مغادرة الأراضى الفلسطينية مسافرًا إلى كل أنحاء العالم خيانة الأمير على لم تقتصر على هؤلاء، بل إن الموقف المصرى المتخاذل جدًا جاء هو الآخر مفاجئًا للجميع فالكل توقع أن تقف مصر وبوضوح تام خلف الأمير على خصوصًا مع ما قدمته الأردن وملكها الملك عبد الله من دعم معنوى لمصر عقب ثورة 30 يونيو، ولكن وبكل أسف ظل الموقف المصرى مائعًا بل مخيبًا فقد جاء الرجل إلى مصر ولم يجد الاستقبال اللائق به من اتحاد الكرة المصرى، ولولا المهندس إبراهيم محلب - رئيس الوزراء - ومن بعده خالد عبدالعزيز - وزير الشباب والرياضة لشعر الرجل بالألم مما لاقاه داخل أروقة الاتحاد المصرى من جليطة وقلة ذوق لدرجة أن المسئول الإعلامى لاتحاد الكرة قال بالحرف الواحد أثناء اجتماع الأمير مع رئيس وأعضاء اتحاد الكرة ياللا خلصونا 10 دقائق ونطلع نقول كلمتين للصحفيين، حتى إن أحد الحضور من أعضاء مجلس الإدارة صرخ فى وجهه قائلاً: «بصراحة ماشفتش أسوأ من كده فى حياتى» والأكثر من ذلك أن المسئولين فى اتحاد الكرة أخفوا الميكروفونات ومنعوا الرجل من عقد مؤتمر صحفى محترم داخل الاتحاد خوفًا من بطش بلاتر والغريب أن كل ذلك يحدث فى الوقت الذى زار فيه رئيس الجمهورية الأردن والتقى ملكها وبعدها كان رئيس الوزراء المصرى يوقع اتفاقيات تعاون مع الأردن ولكن يبدو أن تحذيرات أبو ريدة للاتحاد المصرى من بطش بلاتر فى حالة نجاحه أصابت أعضاء الاتحاد جميعًا بالذعر خصوصًا أن أبو ريدة اصطحب معه أحد أعضاء اتحاد الكرة إلى سويسرا لتحذير الجميع من التصويت لغير بلاتر ولا يخفى على أحد حجم الخلافات التى كانت بين ستة من أعضاء اتحاد الكرة بالفيفا والتى وصلت إلى مسامع الجميع ما بين مؤيد لبلاتر ومساند للأمير على إلى أن خرج علينا فى النهاية جمال علام معلنًا أن مصر ستعطى صوتها للأمير على فى مفاجأة لم يتوقعها أحد، ولكن طبعًا لم يجرؤ الرجل على الإدلاء بهذا التصريح إلا بعد أن تفجرت فضيحة فساد بلاتر والفيفا وأيضًا الحرج الشديد الذى تعرض له رئيس الوزراء فى رحلته للأردن ولكن وبكل أسف جاء الإعلان المصرى متأخرًا للغاية خصوصًا بعد أن تحرك رجال بلاتر فى كل مكان برفقة المندوب القطرى لمواجهة شجاعة رجل وحيد فى الفيفا هو ميشيل بلاتينى رئيس الاتحاد الأوروبى والذى وقف وبكل قوة خلف الأميرا على بل إن معظم الأصوات الـ 73 التى نالها الأمير ابن الحسين جاءت من القارة الأوروبية أمام العرب فعلى ما يبدو لم يحصل منهم الأمير على إلا على خمسة أو ستة أصوات على الأكثر والسؤال الذى يطرح نفسه الآن لماذا لعب الجميع لصالح بلاتر بل لصالح إسرائيل نفسها بضغطهم على جبريل الرجوب لسحب طلب إسقاط عضوية إسرائيل فى الفيفا وما هى المكافآت التى حصلوا عليها من كل الأنواع ومن كان الفائز الأكبر فى نجاح بلاتر داخل الفيفا هل كان مثلاً جيروم فاكله السكرتير العام للاتحاد الدولى والموعود برئاسة الفيفا خلفًا لبلاتر ولكن المؤكد مع استقالة بلاتر والتى لم تكن مفاجئة بالنسبة لى حيث صرحت بوضوح فى حديث لى لقناة D.W الألمانية أن بلاتر لن يكمل مدته، وأكدت على ذلك بعد ثلاثة أيام فقط من انتخاب بلاتر وها هو الأمر يتحقق سريعًا جدًا ويبدو أنها صفقة مريبة أنقذ بها بلاتر رقبته من الإعدام الكروى، ومن المؤكد أن كل رجال بلاتر وعلى رأسهم جيروم فالكه والذي كان يرشحه بلاتر لخلافته فى منظومة الفساد وأيضًا كل المحسوبين على بلاتر فى المكتب التنفيذى سيرحلون قريبًا جدًا وسيحاولون أن ينقذوا أنفسهم من نفس مصير بلاتر والذى سيعانى كثيراً فى الأيام القليلة القادمة وقد يكون مصيره مثل الكثير من أصدقائه والأمل كل الأمل أن يصل قطار التطهير إلى الاتحاد الإفريقى لكرة القدم وأيضًا الاتحاد الآسيوى وهما الاتحادان اللذان أيدا وبعنف إعادة انتخاب بلاتر بل إننا شاهدنا ابتسامة عريضة على وجه حياتو وهو يعلن فوز بلاتر الذين انتخبوا بلاتر ماذا كان يحدث لو انتخبتم الأمير على بن الحسين وأصبح لدينا لأول مرة فى التاريخ رئيسًا عربيا.
للاتحاد الدولى لكرة القدم أم أنها الغيرة الحمقاء من أن يتولى رئاسة الاتحاد الدولى لكرة القدم أمير عربى من دولة صغيرة حجمًا كبيرة مقامًا مثل الأردن فهل تشعرون بالندم والخزى والعار مرة أخرى أتمنى من الله أن يصل قطار التطهير إلى كل الاتحادات القارية بل المحلية أيضًا والتى شاع فيها الفساد بصورة لا يمكن لأحد أن يتصورها أو يتخيلها رحل الفاسد بلاتر وبقت أذنابه تلعب فى الاتحاد الدولى والاتحادات القارية لذلك أصبح لزامًا أن يتم التطهير ليشمل الجميع مبروك لكرة القدم مبروك للعالم مبروك لبلاتينى ولا عزاء للعرب.